منتديات بعد حيي

منتديات بعد حيي (https://www.b3b7.com/vb/index.php)
-   منتدى نَفُحـــــآتّ إسٌلامٌيهّ (https://www.b3b7.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   هل الشيء المكتوب على الإنسان يتغير ؟ام لا؟ (https://www.b3b7.com/vb/showthread.php?t=144708)

ذوق الحنان 05-20-2019 10:32 PM

هل الشيء المكتوب على الإنسان يتغير ؟ام لا؟
 
(بسم الله الرحمن الرحيم)



الإيمان بالقدر: وهو سر الله-عز وجل- في خلقه لم يطلع عليه أحد لا ملك مقرب ولا نبي مرسل-إلا من شاء- فلا يعلم الغيب إلاّ الله-تعالى- فنؤمن أن الله عز وجل علم بكل شيء جملة وتفصيلاً ،أزلاً وأبداً ، سواءاً ما يتعلق بأفعاله أو ما يتعلق بأفعال المخلوقين ،وأن الله كتب ذلك في اللوح المحفوظ وغيره،وأن كل شيء لا يكون إلاّ بمشيئته عز وجل وإرادته فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأن كل الكائنات مخلوقة هي وأفعالها . فهذه مراتب القدر أربعة: فالأولى العلم والثانية الكتابة ومرتبة الكتابة تكون جملة وتفصيلاً : التقدير العام في اللوح المحفوظ ، والكتابة التفصيلية وهي التقدير العمري وهو ما يقدر على العبد أثناء وجوده في بطن أمه، والتقدير السنوي في ليلة القدر ، والتقدير اليومي ويدل عليه قوله عز وجل (كل يوم هو في شأن)(1) (2).





هل الكتابة تتغير أو لا تتغير؟



-قال الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله-:( وهنا مسألة هل الكتابة تتغير أو لا تتغير؟.

الجواب : يقول رب العالمين :عز وجل (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب )(3) أي اللوح المحفوظ ليس فيه محو ولا كتابة ، فما كتب في اللوح المحفوظ فهو كائن ولا تتغير فيه ، لكن ما كتب في الصحف التي في أيدي الملائكة هو الذي فيه التغيير كما قال -عز وجل -:(إن الحسنات يذهبن السيئات)(4) وفي هذا المقام ينكر على من يقول :(اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه )(5) فهذا دعاء بدعي باطل ، لأن معناه أنه مستغن ، أي افعل ما شئت ولكن خفف ،وهذا غلط ، فالإنسان يسأل الله ـ عزوجل ـ ر فع البلاء نهائياً فيقول مثلاً اللهم عافني ، اللهم ارزقني وما أشبه ذلك .

وإذا كان النبي- صلى الله عليه وسلم-قال:( لا يقولن أحدكم اللهم اغفرلي إن شئت )(6) فقولك:( لا أسألك رد القضاء ،ولكن أسألك اللطف فيه ) أشد.

واعلم أن الدعاء يرد القضاء ، كما جاء في الحديث:( لا يرد القدر إلا الدعاء)(7) وكم من إنسان افتقر غاية الافتقار حتى كاد يهلك ، فإذا دعا أجاب الله دعاءه،وكم من إنسان مرض حتى أيس من الحياة فدعا الله تعالى فاستجاب له.

قال الله تعالى:{وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ {83}(8) فذكر حاله يريد أن يكشف الله عنه الضّر ،قال الله:(فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ..)(9)

)ا.هـ(10) .





قلت :قال أهل العلم فكلا الأمر مقدر هذا الأمر االواقع أو الممكن وقوعه،والدعاء .



والمرتبة الثالثة من مراتب القدر هي مرتبة المشيئة والإرادة: ولا بد من التفريق بين الإرادة الكونية ، والإرادة الشرعية فالكونية ترادف المشيئة ، والشرعية ترادف المحبة.



قال ابن تيمية –رحمه الله تعالى - : (فمن نظر إلى الأعمال بهاتين العينين كان بصيراً ،ومن نظر إلى القدر دون الشّرع أو الشّرع دون القدر كان أعور)(11) وقال الشيخ عبد العزيز بن باز –رحمه الله تعالى-:(ومن فرق بين هاتين الإرادتين سلم من شبهات كثيرة زلت فيها أقدام وضلت فيها أفهام)(12) .



والرابعة مرتبة الخلق والتنفيذ لمشيئته وإرادته: ولا ينافي ذلك كون الله تعالى أعطا العبد قدرة واختياراً والعبد مضطر إلى الاعتراف أنّ له إرادة واختيار، وإن كانت هذه القدرة والمشيئة والاختيار تحت مشيئة الله وقدرته.



ولا يلزم من الإيمان بالقدر خيره وشره أن يكون في فعله تعالى شر محض ، بل كل ما يخلقه ففيه حكمة هو باعتبارها خيراً ،ولكن قد يكون فيه شر لبعض الناس ، وهو شر إضافي ، فأمّا شر كلي ،أو شر مطلق فالرب منزه عنه وهذا هو الشر الذي ليس إليه كما ثبت في دعاء الاستفتاح (والخير بيديك والشر ليس إليك) (13)(14).





كلام نفيس لابن تيمية في القدر :



قال رحمه الله-:(الإيمان بالقدر يوجب أن يكون العبد صبارا شكورا؛ صبورا على البلاء، شكورا على الرخاء، إذا أصابته نعمة علم أنها من عند الله فشكره، سواء كانت النعمة حسنة فعلها، أو كانت خيرا حصل بسبب سعيها، فإن الله هو الذي يسر عمل الحسنات، وهو الذي تفضل بالثواب عليها، فله الحمد في ذلك كله‏.‏ وإذا أصابته مصيبة صبر عليها، وإن كانت تلك المصيبة قد جرت على يد غيره، فالله هو الذي سلط ذلك الشخص، وهو الذي خلق أفعاله، وكانت مكتوبة على العبد؛ كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ‏}‏ ‏[‏الحديد‏:‏22‏]‏، ‏{‏لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ‏}‏ ‏[‏الحديد‏:‏ آية 23‏]‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ‏}‏ ‏[‏التغابن‏:‏ آية11‏]‏‏.‏ قالوا‏:‏ هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم‏.‏



وعليه إذا أذنب أن يستغفر ويتوب، ولا يحتج على الله بالقدر، ولا يقول‏:‏ أي ذنب لي وقد قدر علي هذا الذنب؛ بل يعلم أنه هو المذنب العاصي الفاعل للذنب، وإن كان ذلك كله بقضاء الله وقدره ومشيئته، إذ لا يكون شيء إلا بمشيئته وقدرته وخلقه؛ لكن العبد هو الذي أكل الحرام، وفعل الفاحشة، وهو الذي ظلم نفسه؛ كما أنه هو الذي صلى وصام وحج وجاهد، فهو الموصوف بهذه الأفعال؛ وهو المتحرك بهذه الحركات، وهو الكاسب بهذه المحدثات، له ما كسب وعليه ما اكتسب، والله خالق ذلك وغيره من الأشياء لما له في ذلك من الحكمة البالغة بقدرته التامة ومشيئته النافذة‏.‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ‏}‏ ‏[‏غافر‏:‏ آية55‏]‏‏.‏ فعلى العبد أن يصبر على المصائب، وأن يستغفر من المعائب‏.‏



والله تعالى لا يأمر بالفحشاء، ولا يرضى لعباده الكفر؛ ولا يحب الفساد، وهو سبحانه خالق كل شيء؛ وربه ومليكه، ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن‏.‏ فمن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ ومشيئة العبد للخير والشر موجودة، فإن العبد له مشيئة للخير والشر، وله قدرة على هذا وهذا‏.‏ وهو العامل لهذا وهذا، والله خالق ذلك كله وربه ومليكه؛ لا خالق غيره؛ ولا رب سواه؛ ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن‏.‏ وقد أثبت الله المشيئتين مشيئة الرب؛ ومشيئة العبد؛ وبين أن مشيئة العبد تابعة لمشيئة الرب في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً‏.‏ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً‏}‏ ‏[‏الإنسان‏:‏29، 30‏]‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ‏.‏ ِلمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ‏.‏ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ‏}‏ ‏[‏التكوير‏:‏27‏:‏ 29‏]‏، وقد قال تعالى‏:‏ ‏{‏أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُل كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏78‏]‏، ‏{‏مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ آية79‏]‏‏.‏ ....... ) وبقي هناك كلام نفيس فراجعه (15).



وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

هدوء الجوري 05-21-2019 04:53 AM

حسن الضن بالله من افضل خصائل
البشر ولها عندالله منزلة عظيمة
سبحانك تغير ولا تتغير ...!
جزاك الله خير ..

مستريح البال 05-21-2019 12:32 PM

ألف شكر لك على الموضوع ذوق الحنان

ذوق الحنان 05-22-2019 12:10 AM

ونعم بالله سبحانه
هلا وسهلا
والف المراحب فيكم
منورين جزاكم الله الف خير
وبارك الله فيكم
وغفر الله لي ولكم ولوالدينا

على النيه 05-22-2019 12:35 AM

ربي يجزاك خير للطرح القيم ي غالية

ذوق الحنان 05-22-2019 08:43 PM

هلا وسهلا
والف المراحب فيك
منورين جزاك الله الف خير
وبارك الله فيك
وغفر الله لي ولك ولوالدينا

وتم بعيد 05-23-2019 06:37 AM

الله يجزاك الجنه ولا يحرمك الاجر
يسلمك الباري على دا الطرح القـيّم
إلهي يسعدك وينور دروبك دونيآ وآخره
~

أمير الشمال 05-24-2019 01:10 AM

جزاك الله خير

ذوق الحنان 05-24-2019 01:25 AM

بارك الله فيك
وفي مرورك
منور
يسعد قلبك

ابو الملكات 06-23-2019 06:39 PM

جزاك الله خير ورحم والديك وانار قلبك وعقلك بنور الايمان وجعل عملك هذا في ميزان حسناتك وجعل الجنة مثواك امين يارب

اورنس الضحيك 07-05-2019 01:10 PM

ذوق الحنان
دائما طرحك ممتع
وفيه فضائل كثيره
سبحان من رزقنا وهدانا
ومد لنا الخير
يتسامح عنا بالليل والنهار
لمن طلب الغفرا
كل الشكر لذوقك ي ذوووق

ذوق الحنان 07-18-2019 07:52 PM

هلا وسهلا والف مراحب
بجودكم منورين ربي
يجعل مروركم في موازين اعمالكم
غفر الله لي ولكم وجزلكم الله الف خير


الساعة الآن 02:02 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010

mamnoa 5.0 by Abdulrahman Al-Rowaily