عرض مشاركة واحدة
قديم 02-16-2012, 04:51 PM   #5

إدارية



الصورة الرمزية ذوق الحنان
ذوق الحنان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 19786
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 03-31-2024 (01:41 PM)
 المشاركات : 38,287 [ + ]
 التقييم :  123120
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Maroon

اوسمتي
مميز المرئيات والصوتيات وسام شكر وتقدير العطاء مميز الماسنجر العطاء مميز ضفاف حره 
مجموع الاوسمة: 12



لملم الخرّاز أدواته البسيطة في صناعة الجلود من مجاذيب ومخاريز وصناديل وقطّاعات ثم بدأ في استعراض صنعته بشيء من الجدية والإتقان أمام زوار الجنادرية ضمن فعاليات جناح وزارة الشؤون الاجتماعية .
مضى العم عيسى أبو عبدالله أكثر من ثلاثين عاماً وهو يمارس حرفة الخرازه بعد أن أخذها وتعلمها من جاره حتى أتقنها وأضحت بالنسبة له ولأبنائه دخلاً اقتصادياً ثابتاً يصنع منها العديد من المنتجات كالنعال والقرب وحمّالات الأطفال قديماً والمحازم وخباء البنادق والعديد من المنتجات الجلدية مستخدماً جلود الحيوانات الطبيعية وسيور الجلد .





وكان الخرّاز " الإسكافي" قد اشتهر في وقت مضى بالدقة وإتقان العمل حيث كان يتخذ مكاناً واضحاً لدكانه في المدينة أو يكون متنقلاً من مكان إلى مكان ويصنع من منزله بحسب الطلب ويستخدم في صنعته جلود الإبل وجلود الأغنام والأبقار والأرانب والثعالب, واشتهرت تلك المهنة بصناعة الدلو بمختلف الأحجام في حفظ الماء ونقله من البئر وما كان يعنيه نقل الماء وحفظه في وقت مضى من أهمية بالغه .
ويستغرق عيسى أبوعبدالله ثلاثة أيام كاملة في صناعة الحذاء العادي مستعرضاً حذاء قديم يسمى " الزربول " مصنوع من الجلد الخالص كان يلبس يوماً ما واليوم أصبح للذكرى وللتراث .
وأسَفَ أبوعبدالله على تقلص هذه الحرفة واندثارها مشيراً إلى أنه قدّم النصح لأبنائه الأربعة في الانخراط في مثل هذه المهنة وأن واحداً منهم قبل بذلك , وأسهمت هذه الحرفة في تنقله بين دول العالم نظير تلبية طلب مشاركته في فرنسا أكثر من مرة وفي دبي وفي العديد من مناطق المملكة في شتى المعارض في العاذرية وفي معارض أرامكوا والظهران وغيرها .
من جهته يقوم محمد بن عبدالمجيد صائغ السيوف والخناجر بالعمل على نحو جمالي وتحسيني للسيوف والخناجر بخبرة أكثر من خمسين عاماً وورثها عن جده عن أبيه , حيث النقوش والزخرفة الجمالية للسيف التي تظهره بمظهر أكثر لطافة وأقل شراسة .
ويستخدم صائغ السيوف في حرفته طبقةً من الخشب يغطيها بطبقه أخرى خارجية من الفضة , ثم يبدأ الصائغ بعملية النقش والزخرفة بأشكال وخطوط ودوائر تعطي انطباعاً عن خيال الصائغ في محاولاته ليتحول السيف من أداة للقتال في السابق إلى أداة للزينة والتمظهر به بمظهر يبدو حسن ومقبول لدى صاحبه .
وبيّن محمد بن عبدالمجيد أنه في الوقت الحالي تكلف صياغة السيف أو الخنجر بمبلغ يقارب الخمسة آلاف ريال نظراً لارتفاع أسعار الفضة في الأسواق بينما كانت في السابق تتراوح ما بين الـ 2000ريال إلى 2500ريال , مشيراً إلى تقلص هذه الحرفة عما كانت عليه في السابق وخصوصاً أن هذه الأيام شهدت انطلاق العديد من المحلات التجارية التي يعمل عليها أجانب من جنسيات مختلفة في صياغة السيوف والخناجر في الرياض والطائف وفي عدة مناطق في المملكة .
وفي زاوية أخرى من المهرجان حاك صانع المشالح بكل ما تبقى له من ذكرى لتلك الصنعة مجموعةً من وبر الإبل .
واشتهرت تلك الحرفة في الأحساء القديمة حيث يقوم بطلها " الحائك" باستخدام خيوط متنوعة طبيعية من خيوط الغزل من وبر الإبل ومن صوف الأغنام .
فيما اشتهرت صناعة المسابح في كل من منطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة وتتحد المخراطة والقوس والمثقاب والعزاب والمسن والقردان لتكون الجهاز الذي يعمل عليه الحرفي في حرفته , ويصنعها من عظام الحيوانات بعد حفها ونقشها وتلوينها، وتحدد زخرفة المسبحة ونقوشها ومادتها الخام سعرها إما بالارتفاع أو بالانخفاض .
بينما يقوم بعض الأشخاص المتخصصين في مهنة صناعة الأختام وكتابة الأمهار بحفر الأختام والكليشيهات الخاصة للمشائخ والقضاة وعمدة الحي بحيث يكون لكل شخص ختم خاص به للتصديق على رسالة أو وثيقة معينه , وتتم صناعتها يدوياً عن طريق حفرها بالمقلوب لتظهر بشكلها الصحيح في المكان المراد.
وتبرز النباتات العطرية التي تنبت في جبال المنطقة الجنوبية قديماً ليصنع منها حرفي العصايب التي تستخدم في الأفراح والمناسبات الأعياد حيث توضع فوق هامة الرأس وتصدر روائح زكية إلى جانب الشكل الجمالي لمن يلبسها .
وتمارس النساء قديماً حرفة التطريز التي تطورت ودخل الرجل معها في ممارستها وتعتمد تلك الحرفة بالمقام الأول على براعة ومهارة صانعها برسمه للأشكال بالخيط والإبرة بعدة ألوان وأشكال لتزين به بعض الألبسة النسائية .
وهكذا كل عام يقلب مهرجان الجنادرية دائرة الزمن من واقع اليوم إلى واقع الأمس ويعيد التاريخ نفسه باستعراض العديد من الحرف والمهن القديمة لأكثر من 300 حرفة من مختلف مناطق المملكة كل منطقة بحسب العوامل البيئية والاجتماعية التي تتوفر لديها