عرض مشاركة واحدة
قديم 07-30-2012, 07:31 PM   #5

إدارية



الصورة الرمزية ذوق الحنان
ذوق الحنان متصل الآن

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 19786
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 06-04-2024 (12:58 PM)
 المشاركات : 38,298 [ + ]
 التقييم :  123120
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Maroon

اوسمتي
مميز المرئيات والصوتيات وسام شكر وتقدير العطاء مميز الماسنجر العطاء مميز ضفاف حره 
مجموع الاوسمة: 12



سيدني 2000: فضية السعودي هادي صوعان في 400 متر حواجز



السعودي هادي صوعان


الرأس المنكسة من الإجهاد بسند اليدين على الركبتين فرصة لاسترداد الأنفاس بعد سباق قاتل ، يمكنك رؤية الأشياء بوضوح ، وإخفاء كل ذلك الغضب عن الآخرين ، ولو لثوان معدودة ، تجنب النظر إلى أنجيلو تايلور وهو جاثم على ركبتيه يضع وجهه بين كفيه في صلاة طويلة ، بالطول الكافي لأن تجعل صاحب القميص الأبيض الذي يحمل حروف KSA في حالة التقلب بين الأمل في اللجوء ل"فوتو فينيش: لحسم أمر الميدالية الذهبية ، وبين الشك في أنه أفلت في تلك الميدالية بنفسه ، ثوان معدودة لا تسمح سوى بهز الرأس في حيرة وندم مستترين.

هادي صوعان يضع يديه في وسطه ناقلاً نظره بين جنبات المضمار بحثاً عن إجابة عن تلك النهاية المثيرة لسباق 400 متر حواجز ، ممنياً نفسه بصعود مماثل على قمر ذلك السباق المجهد ، بعد ثلاثة أيام فقط من حصول الجزائري عبد الرحمن حماد على برونزية الوثب العالي ، تلك المسابقة التي لم يلمس منصة تتويجها أفريقي أو عربي من قبل ، صوعان يعاود النظر إلى تايلور مجدداً ، متعجباً من أن كليهما أتى من رحم المجهول ، ينتظران أمر القضاة والإعادة البطيئة لحسم عرش نفس السباق الذي عرف أمجاد إديون موزيس في الثمانينات والزامبي صامويل ماتاتي في التسعينات ، عرض أول بطل للقرن الجديد.

قلق صوعان ابن الطائف يبدو طبيعياً في ظل حقيقة أنه نزل برقمه ثلاث ثوان كاملة في خمس سنوات ، منذ مشاركته الأولى في بطولة العالم في جوتنبرج ، مراهقاً في الثامنة عشرة من عمره يتابع خروجه من التصفيات ومتابعة ماتاتي بحصولة على الفضية ، أسطورة زامبية قدمت من عمق القارة الأفريقية لقهر تلك السيطرة "الأمري – أوروبية" ، إحباط مماثل وخروج من التصفيات في أول مشاركة أوليمبية في أتلانتا 1996 ، خروج آخر من تصفيات بطولة العالم في أشبيلية قبل عام واحد فقط بزمن 49.88 ثانية ، ذلك الإحباط بعدم ملامسة حتى نصف النهائي.

عام 2000 كانت القفزة الحقيقية للصوعان مع إتمام عامه الثالث والعشرين ، خاصة مع نزوله في بيروت لرقم 49.14 ثانية في نهاية 1999 ، وهو ما اعطي أملاً بإمكانية تجاوز حاجز ال48 ثانية خلال أشهر قليلة ، وهو ما يعني تدعيم حظوظه في بلوغ نصف النهائي في ألعاب سيدني خلال الأشهر التالية ، خاصة أن أفضل أرقام عام 99 حققه الإيطالي فابريتسيو موري بطل العالم بزمن 47.72.

تحقيق ذهبية بطولة آسيا عام 2000 أعطى صوعان الانطباع الإيجابي بإمكانية صنع أمر أفضل من الخروج من التصفيات التمهيدية ، خاصة في ظل غياب الفرنسي ستيفان دياجانا بطل العالم 1997 ووصيف العالم قبلها بعام ، وأحد الأسماء التقليدية داخل دائرة المنافسة كل عام.

من بعيد كان صوعان يراقب صعود اسم معروف فقط في الدوائر الجامعية الأمريكية ، من أبناء الجيل الجديد للحواجز خلفاً لجيل كيفين يونج صاحب الرقم العالمي ، اسم أنجيلو تايلور ، والذي حقق أفضل أرقام عام 2000 أثناء الاختبارات الأمريكية بزمن 47.50.

نزل صوعان برقمه ثانتيين في خمس سنوات منذ بدايته في القاهرة ، هو نفسه الشاب الذي بدأ في جوتنبرج تائهاً بزمن 50.54 ، خرج من التصفية الأولى ، ونفس الحال في أتلانتا ، ونفس الحال بالخروج من التصفية في أشبيلية ، حقق 47.53 ثانية في سيدني ، إلا أن التوقعات التي صاحبته كمرشح أول للفوز بذهبية سيدني حامت حولها الشكوك ، في ظل مردوده الهزيل في التصفية الأولى ، بلحاقه بركب نصف النهائي في المركز التاسع بزمن 49.48 ، في الوقت الذي كان فيه صوعان أكثر تماسكاً ، محتفلاً بأول تواجد له في نصف نهائي بطولة عالمية بالحلول رابعاً بزمن 49.28 ، في ظل منافسة شرسة من صاحب أفضل رقم للأسطورة ماتاتي ، ومن خلفه الأوكراني المغمور جينادي جوبرينكو كسر رقمه الشخصي.

نصف النهائي كان القطار الذي ركبه العداء السعودي ، نقطة التحول الحقيقية في مشواره من الظل لقلب الضوء ، متأهلاً للنهائي ، فائزاً بتصفيته على بطل العالم الإيطالي موري بزمن 48.14 ، محققاً رقماً آسيوياً جديداً ، وهو رقم أفضل من رقم تايلور ، المتأهل بدوره من التصفية الثانية ، بل إن الأخبار المثيرة للارتياح توالت مع خبر غياب ماتاتي عن النهائي بعد الإخفاق في تصفيته ، ليضحى صوعان صاحب أفضل رقم في نصف النهائي على الإطلاق ، منطلقاً في النهائي من الحارة الرابعة ، في حين سينطلق تايلور من حارته الأولى الضيقة ، إلى جانبه بطل أوروبا البولندي بافيل يانوشفسكي ، ثم موري ، إلى جانب صوعان يأتي جيمس كارتر أحد أفراد "دفعة" تايلور الواعدة ، يليه منافس عنيد وبطل قارة سمراء واعد هو ليويلين هربرت من جنوب أفريقيا ، وصيف بطل العالم في أثينا ، ثم أسطورة أمريكا اللاتينية خلال حقبة التسعينات إيرونيلده دي أراوجو البرازيلي، الاسم الذي قد يسبب مشكلة لصوعان في الأمتار الأخيرة ، وأخيراً مفاجأة التصفيات جوربينكو.

بداية السباق جاءت متفجرة للصوعان ، والذي دخل في منافسة ثنائية مبكرة مع كارتر خلال النصف الأول من السباق ، في حين أن تايلور بدا متاخراً في المركز السادس ، إلا أن الأمتار ال100 الأخيرة عرفت تقدماً طفيفاً لتايلور بالدخول للمركز الخامس ، في حين دخل دي أراوجو ضمن دائرة الميداليات ، ومعه هربرت.

الحاجز قبل الأخير كان نقطة التحول الرئيسية لذلك السباق الحماسي ، وهي النقطة التي عرفت دخول تايلور ثانياً خلف صوعان ، فيما تراجع كارتر تماماً كرابع ، ومع الحاجز الأخير كان تايلور قد قام بدفعة تعويض جعلته في توازي السعودي خلال الأمتار العشرين الأخيرة والذي كان يبدو محتفظاً بالمقدمة، وفي الوقت الذي دخل فيه الاثنان خط النهاية ساد شعور حبس الأنفاس والحيرة في تحديد هوية صاحب الميدالية الذهبية ، بعد أن حسم هربرت الجنوب أفريقي البرونزية.

في الوقت الذي بدأ سجد فيه تايلور للصلاة في مكانه لحين إعلان النتيجة ، كان صوعان يبدو من داخله في حالة غليان لعلمه بأن تايلور ربما يمتلك فرصة حقيقية في إمكانية عبوره الخط بصدره أولاً ، رغم تجاوز السعودي الشاب الخط بقدمه قبل الأمريكي ، دقيقة واحدة تالية حتى كانت الصيحات في ملعب سيدني الأوليمبي تعم المكان بعد إعلان النتيجة على اللوحة بحلول تايلور أولاً ، رؤية ذلك الصدر لصاحب القميص الأمريكي الأزرق وهي تعبر الخط أولاً في الشاشة العملاقة كان مؤلماً ، بزمن 47.50 ، بفارق 3 أجزاء من المائة عن صوعان ، أقل فارق عرفه سباق 400 متر حواجز رجال على مر العصور بين صاحب المركز الأول ووصيفه.

رحلة الصعود الجزئي للقمر بالنسبة لصوعان عرفت إحباطاً لبضعة ثوان ، قبل أن يسارع بتهنئة بقية رفاق السباق ، نفس الرفاق الذين كان يتابعهم من قبل كعداء لم يتمكن من عبور الدور الأول ، ليصبح أول سعودي صاحب ميدالية أوليمبية ، في أول تذكير باختراق لحاجز الصوت في 400 متر حواجز منذ السنغالي أمادو ديا بايا ، أول أفريقي صاحب ميدالية أوليمبية في ذلك السباق ، بفضية سول 1988 ، والذي قهر موزيس في صراع المركز الثاني بمليمترات بلون خاص ، بلون الفضة.

شاهد نهائي 400 متر حواجر في سيدني 2000:


http://www.youtube.com/watch?feature...z-4UFdWDw#t=4s
http://www.youtube.com/watch?feature...z-4UFdWDw#t=4s


 

رد مع اقتباس