عرض مشاركة واحدة
قديم 07-30-2012, 07:35 PM   #6

إدارية



الصورة الرمزية ذوق الحنان
ذوق الحنان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 19786
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 03-31-2024 (01:41 PM)
 المشاركات : 38,287 [ + ]
 التقييم :  123120
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Maroon

اوسمتي
مميز المرئيات والصوتيات وسام شكر وتقدير العطاء مميز الماسنجر العطاء مميز ضفاف حره 
مجموع الاوسمة: 12



أثينا 2004: ذهبية الإماراتي أحمد بن حشر المكتوم في الرماية

الشيخ أحمد بن حشر المكتوم

بدو كطائر برتقالي رشيق ، يستقر لبضعة ثوانٍ في الهواء بعد سماع صوت الطلقة الطائشة بعيداً عنه ، رؤية ذلك الطبق وهو يهبط على الأرض في نهاية الساحة كرؤية واحة في وسط الصحراء ، شهقة الجمهور الحاضر وتعليق المذيع الداخلي معلناً إخفاق الهندي راجيافاردان راثور في إصابة أحد الأطباق ، الفارق بينه وبين المتصدر الإماراتي لا يسمح سوى بمعجزة لحرمان الأخير من ميدالية تاريخية ، لا يتبقى سوى اصطياد طبقين إضافيين لإنهاء الأمر.

غطاء أزرق سماوي للرأس ، بندقية يكاد يكون قد صممها بنفسه ، أنفاس متقطعة بعناية حتى لا يتعرض سلاحه لاهتزاز غير مطلوب ، منتظراً طائرين بلاستيكيين من الجهة اليسرى ، أن تكون في الحادية والأربعين من العمر ويكون لديك الأمل في التتويج الأوليمبي ، سدادتان للأذن فوقهما غطاء معدني كامل ، يضع عالمك في صمت كامل ، تبدو الوقاية متأخرة بالنسبة لحاسة سمع تعرضت لأذى بعد مئات الآلاف من الطلقات الضائعة ، كل ما يتوجب عليك فعله هو سحق الطبق الأول ، امتصاص رد فعل أول من فعل الطلقة ، كتم الأنفاس من جديد حتى لا تسمعه البندقية ، تحريك السلاح بشكل قطري سريع ، ضرب الطبق الثاني قبل طيرانه بعيداً ، إنها نفس العالم الذي يستقر برأسك قبلها بشهور ، إنه الوقت لإبلاغ عامل ماكينة الإطلاق بكلمة السر...PULL.

التناقض الكامل بين البقاء – حتى ست سنوات فقط - بين جدران الاسكواش الأربعة ، وبين التحول محترفاً لقناص للأطباق البلاستيكية في أكثر الساحات الرياضية سعة ، حتى إنها تبدو بلا حدود ، تغيير المسار في نهاية الثلاثينات من العمر ، تسلق السلم من بدايته ، الحلول في المركز 18 بمسابقته الرئيسية ، مسابقة الحفرة في سيدني 2000 ، والحلول في المركز 23 في الحفرة المزدوجة ، مشاهدة بريطاني داهية باسم ريتشارد فولدس يصنع عودة رائعة في النهائي فائزاً بالذهبية على حساب الأسطورة الأسترالية راسل مارك ، كان أمله الوحيد متمثلاً في رؤية الكويتي فهيد الديحاني بميدالية برونزية على العنق ، وبفارق طبق واحد عن فولدس الذهبي.

في أقل من ثلاث سنوات كان المكتوم يحمل نفس الأمل ، بتخطي إنجاز الديحاني ، فائزاً بكأس العالم للحفرة المزدوجة في نيودلهي2003 ، ولقب مماثل في روما نفس العام ، معلناً نفسه مصنفاً أول على العالم ، على حساب مطارده راثور ، الذي خطف منه التصنيف الأول لبرهة مطلع 2004 ، قبل أن يستعيدها المكتوم مجدداً قبل أثينا 2004.

الرغبة في المغامرة كانت دافعاً لدخول مسابقة الحفرة فقط في أثينا يوم 15 أغسطس ، حتى لو كانت فرصه ضعيفة في المنافسة ، إلا أنه صنع المفاجأة بحجزه بطاقة التأهل للنهائي بحلوله سادساً في التصفية الأولى ، وبفارق ثلاثة أطباق فقط أقل من الروسي المتصدر أليكسي أليبوف ، المفاجأة الأكبر كانت في ال25 طبقا محل التنافس في النهائي ، عندما نجح المكتوم في اقتناص 23 طبقا ، مغازلاً الميدالية البرونزية ، قبل أن يفقدها بفارق طبق واحد فقط أقل من أسترالي أخر هو آدم فيلا ، ملامسة المجد كأول إماراتي صاحب ميدالية أوليمبية في التاريخ.

بعد مرور يومين إضافيين دون سماع أية أنباء إيجابية عن تحقيق أي ميداليات عربية ، كان المكتوم يستعد لخوض مسابقته الرئيسية للحفرة المزدوجة ، أمامه 150 طبق في التصفيات ، يحسمها 50 طبقا إضافيا في النهائي بين الست الأوائل ، محاطاً رغم تصنيفه الأول بمجموعة قناصة من نوع خاص ، فراثور ليس مجرد رامٍ قادم من الهند ، ولكنه رمز قومي حاصل على لقب الكومينولث قبل عامين ، وثالث العالم قبل عام في نيقوسيا.

المكتوم كان حاسماً منذ التصفية الأولى ، محققاً 144 طبقاً من أصل ال150 في رقم أوليمبي جديد ، ضامناً التواجد في النهائي على حساب مجموعة من المفاجآت المبهرة ، عرفت سقوط ريتشارد فولدس حامل اللقب ، وحلوله في المركز ال13 ، وخروج فهيد الديحاني بحلوله ثامناً حتى الطبق الأخير ، إضافة لتأهل عصيب لراثور ، بحلوله خامساً بصعوبة كبيرة ، ومتأخراً بتسعة أطباق كاملة عن المكتوم.

الأطباق الخمسون التالية في النهائي كانت عرضاً خاصاً من المكتوم ، مستغلاً فارق الأطباق الستة التي تفصله عن مطارده السويدي هاكان دالبي ، والذي أخفق في أربعة أطباق خلال الربع الأول من النهائي ، فيما حقق المكتوم علامة كاملة دون إخفاق واحد ، دون أن يقلقه تعافي راثور النسبي في تلك المرحلة.

خلال الربع الثاني ، كان دالبي قد خرج من المنافسة عملياً بإهدار طبقين آخرين ، فيما بقى راثور محافظاً على آماله ، وفي ظل تمتع المكتوم بواحدة من أفضل درجات تركيزه على مدار العام ، كان قد وصل خلال النصف الثاني للعلامة الكاملة وسط تأكد الجميع من قدرته على المواصلة على نفس المنوال ، في انتظار هفوة واحدة من راثور لحسم الأمور تماماً ، وهو ما حدث مع الطبق السادس والثلاثين للرامي الهندي الموهوب ، حيث طار طبقه دون اصطياد ناجح ، ليضمن المكتوم تصدره بفارق 12 طبقا قبل 14 طبقا من النهاية ، أي أنه بحاجة إلى اصطياد طبقين إضافيين لضمان الميدالية الذهبية.

النظرة الثابتة ، وحالة الحسم في اقتناص الطبق الأول بمجرد خروجه ، ومتابعته بطلقة أخرى للطبق الثاني بنفس درجة التركيز ، فارغ الطلقتين ينطلق تلقائياً بمجرد فتح المكتوم لماسورة بندقيته ، وكأنه كان يضع أحلامه في رياضة طفولته التي تبناها قبل أعوام قليلة كطلقتين من النوع الحي ، ، قبل أن تخرج في نهاية المشوار كقطعتين من المعدن ، وكأن الروح خرجت من جسديهما ، قبل أن يطبع قبلة على جانب السلاح الذي شارك في تصميمه خصيصاً ، كرفيقة درب في الحلوة والمرة ، في الصعود معه لتسلم الميدالية الذهبية الأولى للإمارت على الإطلاق ، أو ذلك الغضب الصامت مع كل طبق أفلت من قبضته ، كطائر قبل سقوطه النهائي على الأرض ، يذكره بأنه مازال بعيداً عن العلامة الكاملة.

شاهد تتويج الإماراتي أحمد بن حشر المكتون بذهبية الرماية "الحفرة المزدوجة" في أولمبياد أثينا 2004


http://www.youtube.com/watch?feature...ckqd_SLL0#t=0s


 

رد مع اقتباس