عرض مشاركة واحدة
قديم 05-04-2013, 09:27 AM   #1


الصورة الرمزية الكحيله
الكحيله غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 14910
 تاريخ التسجيل :  Oct 2009
 أخر زيارة : 01-31-2015 (05:06 PM)
 المشاركات : 13,063 [ + ]
 التقييم :  50
 اوسمتي
شكر وتقدير 
لوني المفضل : Cadetblue

اوسمتي

7asri أَسَامِيْنَا شُوْ تِعْبوُ أَهَالِيناَ . . !




"أسامينا.. شو تعبو أهالينا تلاقوها وشو افتكرو فينا..".

تأخذنا فيروز إلى ذلك العالم المُدهش عبر الكلمة البسيطة لتتنفس خلجات قلوبنا ونشعر بإنسانيتنا،
صباح كل يوم أنا وهي وصديقتي السوداء "القهوة" وشيء من الإنسان يسكن هنا وهناك،
يعبرنا لكنه يبقى على مدار الساعة يدور كما عقاربها! حتى ونحن نغدو "جثثا" نائمة على أسرة الليل يأبى إلا ما يلاحقنا في أحلامنا وكوابيسنا!

إنسان نقرؤه على الورق في الكتب المقدسة وفي الروايات والقصص والقصائد، حتى في كتب التاريخ وحكايات الأزمنة العتيقة التي تحكيها عجائزنا،
إنسان نشاهده عبر كل تلك الصور التي تتناقلها الصحف ووكالات الأنباء يُعلن عن وجوده بأسماء عديدة كأيقونات لوجوه ولغات ومذاهب وأهواء عديدة جدا، إنسان بات بطلا في تلفزيون الواقع، نشاهده حيا وميتا ومقتولا، باكيا وضاحكا، مبتسما وعابسا، ظالما ومظلوما، صامتا وصارخا في كل تلك القنوات الفضائية التي تسجنه في شاشة "بلازما" أو "ذكية" نتحكم فيه وفيها عبر "الريموت كنترول" ونحن نتناول المسليات والكولا!
إنسان يُنافس أبطال الروائيين والأفلام والمسلسلات؛ تراه جالسا على القهوة "يتفلسف" أو قارعة الطريق "يُحدث نفسه" أو يمشي في أحد الشوارع لا يبارح نظره التراب ويختفي بين الأزقة والحارات؛ جائعا كان أو ظمآن أو شريدا أو عاريا أو عكس ذلك..
"ياااه" ومع هذا كله "ما أكثر الناس وما أندر الإنسان" كما قال المهجري مخائيل نُعيمة.
وفي كل هؤلاء وهؤلاء نظلّ نبحث عن وجوهنا ووجوه قريبة من ملامحنا.. من أشكالنا.. من حكاياتنا ومغامراتنا!

نبحثُ عن أسرارهم علّنا نجد فيها فضائح تُشبه حكاياتنا "السرية" ونرى نهاياتها معهم! نبحثُ بفضول عن أخطائهم علّنا نجد أخطاءنا "نحن" فتهون
وتصغر في أعيننا ما دام هناك من يرتكبها مثلنا! أيعقل أن الذين يبحثون عن فضائح الآخرين وأسرارهم هم في الأساس يبحثون عن فضائحهم "هُم" وأسرارهم "هُم"؟
يريدون أن يكتشفوا نهايات أبطالها! وقد يضعون هم نهاياتها حين يُعلنونها على الملأ! لكن لماذا؟!
ربما رغبة استطعام "الخطيئة" والاغتسال من "ذنوبهم" عبر فضح الآخرين على الملأ وتقديمهم للحساب نيابة عنهم!

أيعقل أن تلك الأسماء المتشابهة لوجوه مختلفة في ظروف مختلفة تسمينا بها ونحملها كتركة لآبائنا ونحمل معها أخطاءهم وأحلامهم وآمالهم وأسرارهم؟ كيف لا؟
ونحن نرث مع أسمائنا بهم تركة من عاداتهم وتقاليدهم وعلومهم وخرافاتهم وخزعبلاتهم! وكأن تسميتنا بأسمائهم محاولة استنساخ لأموات في أجسادنا الحيّة،
وتبقى في العيون لغة تضمر احتياجاتنا وكأنها أيقونات أسمائنا الحقيقية التي لم نتسم بها!
لكن هناك قلّة اتخذت قرارا بتغيير أسمائها واختاروا أسماء عيونهم لتكون أيقونة التعريف بهم، هؤلاء أكثر شجاعة؛ لأنهم أعلنوا اختيار حياتهم كإنسان بين الناس.

وتبقى كما تقول فيروز
"الأسامي كلام.. شو خص الكلام.. عينينا هنّي أسامينا.."

** حليمة مظفر


 

رد مع اقتباس