العبوس وانقطاع الصلة كثير من الناس في بعض الأحيان قد تحصل بينهم مشاكل بسيطة لكن يكون لديهم نوع من العناد والمكابرة التي تقف حائلاً أمام العفو والتسامح، فتضيق نفوسهم وصدورهم وتتفاقم الأمور بينهم ويعيشون جحيم الحقد ويؤدي ذلك إلى انقطاع الصلة بينهم، غضب وعبوس وهناك فئة من الناس يتعالون، فيأتي أحد أقاربه يمد له يده , مبتسماً لمصافحته، متوقعاً بأن يبادر بالبشر والمسامحة ويجدد العلاقة ويمد جسوراً من الحب والتآلف والصداقة ليكون ابتسام الروح والفم ومصافحة وعناق أخوي يذهب كل قطيعة وهجر وبغضاء، فيمد أطراف أصابعه ولا ينطق بكلمة واحدة تنم عن روح إخاء ومحبة ويقوم بالتجاهل ويتسبب في الإحراج بنفس غاضبة ووجه عبوس. هذه القلوب المتحجرة غلفتها المكابرة والقسوة وسيطرت عليها الأنانية وحب الذات وأصرت على بقاء رواسب الكراهية والغل، حتى لو استمرت تلك الخلافات طوال العمر ولسنين عديدة . لا أعلم كيف تفرح تلك القلوب ؟ فمن يحمل العداوة يبقى كما هو ولا يؤثر فيه التسامح أو الزيارة وعند محاولة زيارته أو وصله يكون وجهه عبوساً ولسانه فظاً معتقداً أن التجهم من الوقار والهيبة، وهذه النوعية لا يجدي معها التواصل والزيارة بل إنه يتمادى في تعاليه وكبريائه ويصر على نشر النكد حتى في لحظات الأنس، وقد نصب نفسه عدواً للسعادة يطمس معالمها ويحارب أسبابها ويهدم منازلها ويزيل آثارها والعبوس يملأ مساحة وجهه ولا تمر على شفتيه ابتسامة فضلاً عن أن تستقر عليها،