عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2025, 10:12 AM   #1


الصورة الرمزية الجوري
الجوري متصل الآن

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 24983
 تاريخ التسجيل :  Nov 2025
 أخر زيارة : اليوم (04:20 PM)
 المشاركات : 117 [ + ]
 التقييم :  10181
لوني المفضل : Cadetblue
1 لاصقة جونسون...مصافحة أولى











لطالما حيّرني السؤال البسيط: بأي مصافحة أظهر هنا أول مرة؟
أأقدّم نصًا أدبيًا، أم قصة، أم خاطرة؟
ليس لأن الحيلة تعوزني، بل لأن اللحظة الأولى تشبه الباب الذي لا نعرف أي جزء من أنفسنا يجب أن يمرّ منه أولًا.

ربما نحن هكذا دائمًا—نقف عند العتبات مرتبكين،
كأننا نخشى أن نكشف الكثير، أو نخفي أكثر مما ينبغي.

لذلك اخترت أن تكون مصافحتي الأولى آخر ما كتبته،
ذاك النص الذي وُلد البارحة فقط،
بين غفوةٍ مترددة ويقظةٍ نصف صادقة—
حيث يخفّ العقل، ويعلو صوت القلب،
وتخرج الكلمات كما لو أنها تعرف طريقها قبل أن أعرف أنا.


كانت اللاصقة هناك، على صدري، في المسافة القريبة من القلب ذلك المكان الذي يتظاهر بأنه عضوٌ عادي، بينما هو في الحقيقة أرشيف للعالم كلّه، بنسخه العامّة والسرّية.
جلست بلا حركة، كأنها تعرف أنّ السكون أحيانًا أكثر توغلًا من الكلام.

كنت أشعر بها مع كل نبضة، كأنها تتنصّت لا على الدم، بل على ما لم ينطق بعد.
كانت خفيفة، شبه معدومة الوزن، لكن حضورها كان ثقيلاً بما يكفي ليجعلني ألتفت إلى داخلي، إلى تلك المنطقة التي نحاول، بمهارة لا واعية، أن نُبقيها بعيدة عن الآخرين… وعن أنفسنا أحيانًا.

ومع ذلك، كانت تتحرّك.
لا كحركةٍ ظاهرة، بل كارتعاشة معنى كما لو أن ذكرى مرّت، أو خوفًا طفيفًا حاول أن يختبئ، أو كأن القلب، في لحظة صدق نادرة، قال لنفسه:
"أنا ما زلت هنا."

ضحكتُ… ضحكة صغيرة من تلك التي لا يسمعها أحد.
قلت لها:
"يا صغيرتي، تشبهينهم… كل الذين مرّوا في حياتي ولم يطلبوا شيئًا سوى الوجود، ثم حمَلوا ما هو أثقل من الوجود."

كانت، مثل كل امرأة تعرف وزنها الحقيقي، لا تُعلن عن دورها.
تؤدي وظيفتها من الظل.
تحمي دون أن تُذكّر.
تصغي دون أن تسأل.
وتبقى ملتصقة بالجانب الذي لا يصل إليه الضوءذلك الجزء من الإنسان الذي يتكوّن من حبٍّ لم يكتمل، وألمٍ لم يُنسَ، ووفاءٍ لا يعرف لماذا بقي.

هناك، في تلك المساحة التي يتكلم فيها القلب وحده، كانت اللاصقة امرأة صغيرة، صامتة، عنيدةتستقبل رسائل لا تُكتب، وتعرف، كما يعرف جوهر الأشياء، أن ما نلتصق به ليس الجسد، بل الحياة كلّها.

بقلمي 🌹










 

رد مع اقتباس