الموضوع
:
الورثة
عرض مشاركة واحدة
12-25-2025, 06:29 AM
#
10
ملكة الإستطبل
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
12377
تاريخ التسجيل :
Nov 2008
أخر زيارة :
يوم أمس (06:25 AM)
المشاركات :
1,706 [
+
]
التقييم :
28290
الدولهـ
MMS ~
لوني المفضل :
Cadetblue
معرض الوسام
مجموع الاوسمة
: 1
الخاتمة ..
لم أكن واحدًا منهم… ومع ذلك كنتُ حاضرًا.
في البيوت الكبيرة، لا يُسمَع كل شيءٍ في المجلس،
لكن كل شيءٍ يترك أثره في الأوراق:
توقيعٌ واثق،
سطرٌ ناقص،
تاريخٌ وُضع في غير مكانه عمدًا،
وبابٌ أُغلق أسرع مما ينبغي.
هكذا بدأتُ أعرف.
لا من حكايات تُقال في المقاهي،
ولا من ظنونٍ تتكاثر في العزاء،
بل من الحقيقة حين تُمسكها بيدك:
ملفٌ أصفرُ الحواف،
ختمٌ جافٌّ على ورقةٍ ثقيلة،
أرقامٌ تُكتب ببرودٍ بينما تُنهك روحًا كاملة خلفها.
كنتُ أعمل في المسافة التي لا يراها الناس:
حيث تُصفّى التركات على مهل،
وتُسدد الالتزامات،
وتُقرأ الخرائط كما تُقرأ الجروح:
بدقةٍ لا تسمح بالوهم.
ثم جاءت نُورا.
لم تأتِني كمن يروي قصة،
بل كمن يُسلّم شاهدًا أخيرًا إلى رجلٍ يعرف قيمة الشهادة.
كانت تحمل الحقيقة في شكلها الأقسى:
حقيقةٍ لا تُدين وحدها،
ولا تُبرئ وحدها،
بل تترك الجميع على حافة سؤالٍ واحد:
كيف يمكن لشيءٍ صحيحٍ في القانون
أن يكون موجعًا إلى هذا الحد؟
سألتها مرة:
لماذا تريدين أن تُكتب هذه الحكاية؟
لم تجبني عن “وفاء”،
ولا عن “ليان”،
ولا عن “فهد”،
ولا عن “سالم”،
ولا عن “ناصر”.
قالت فقط، وكأنها تُغلق ملفًا أخيرًا:
«لأن الصمت حين يطول… يصبح شريكًا.»
منذ تلك الجملة،
عرفت أن دوري ليس أن أبحث عن مذنب،
ولا أن أقيم محكمة للنوايا،
بل أن أضع هذه القصة أمامك كما هي:
أسماءٌ لم تختر مواقعها،
وحقائقٌ خرجت متأخرة،
وقلوبٌ اكتشفت أنها تخسر حتى ما لم تملكه يومًا.
قد تسألني:
هل حُذفت تفاصيل؟
نعم.
ليس خوفًا من أحد…
بل احترامًا لشيءٍ لا تُقاس قيمته بالمعلومة:
احترام الجرح.
ولهذا أيضًا،
غُيّرت بعض الأسماء،
وتبدّلت ملامح أماكن بعينها،
لا لتخفيف وقع الحقيقة،
ولا لإعادة تشكيلها،
بل حفاظًا على خصوصية من عاشوها،
كي تبقى الحكاية صادقة
دون أن تتحوّل إلى كشفٍ جارح.
فالقصص التي تُروى بضمير
لا تحتاج أن تفضح أصحابها،
يكفيها أن تُنقذ معناها.
وإن سألتني:
هل انتهت الحكاية حقًّا؟
الحكايات لا تنتهي دائمًا حين يُغلق الناس الأبواب،
بل حين يتوقف الألم عن طلب تفسير.
لهذا كتبتها.
وبهذا أُسلّمها إليك:
لا كقصة ميراث…
بل كقصةٍ عن الإنسان
حين يسقط عنه القناع الأخير،
ويبقى وجهه وحده…
صادقًا… ومرهقًا… وحقيقيًا.
— انتهت —
اسكادا
أنا هنا لأفجر الصمت بكلمات، ولكني لن أضمن ماسيحدث بعدها..!
فترة الأقامة :
6259 يوم
الإقامة :
RUH
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
1
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
0.27 يوميا
اسكادا
مشاهدة ملفه الشخصي
زيارة موقع اسكادا المفضل
البحث عن المشاركات التي كتبها اسكادا