الموضوع
:
اخر انفاس 2025
عرض مشاركة واحدة
12-29-2025, 06:31 AM
#
1
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
24983
تاريخ التسجيل :
Nov 2025
أخر زيارة :
يوم أمس (10:26 PM)
المشاركات :
116 [
+
]
التقييم :
10181
لوني المفضل :
Cadetblue
اخر انفاس 2025
[أسمعُ صفيرَ الرياح كأننا في خريفٍ]
لا تاريخ له،
خريفٌ اخترعناه لنبرّر ارتجاف الذاكرة.
الفصل الذي نعيشه ليس طقسًا،
بل موقفًا أخلاقيًا من الحياة.
أحيانًا أُبجّل الربيع، لا لأنه كريم،
بل لأنه يوهمنا بأن البدايات ممكنة،
أن نبتةً صغيرة قادرة على أن تُكفّر عن قسوة المواسم كلّها.
وأحيانًا أحنّ إلى الخريف،
لا حبًّا في الفقد،
بل رغبةً في التفريغ،
في فتح خزائن الصيف واحدةً واحدة،
ورمي ما أثقل القلب أكثر مما أنضجه.
لسنا مبذرين، ولا أقوياء.
نحن فقط ضحايا الوفرة حين لا تكون مصحوبةً بالعدل.
نكدّس في الربيع،
نلتهم الضوء،
نؤمن أن الجمع فضيلة،
حتى نصل إلى الشتاء مختنقين بما امتلكناه،
نشرق من كثرة ما ظنناه خلاصًا.
نشبه النمل.
ذلك الكائن الذي يقدّس العمل حدّ إنكار ذاته.
تحمل الحبة تلو الحبة،
ظهرها ينحني،
قواها تتآكل،
لكنها تمشي—
لأن التوقف ليس خيارًا في منظومةٍ لا تعترف بالضعف.
وحين تمرض إحداهن،
تُرمى خارج السرب.
لا محاكمة،
لا ذاكرة،
لا سؤال عن السنوات التي قضتها في الجمع.
تقف عند العتبة،
وتسأل بسذاجة موجعة:
وماذا عني؟
ما جمعتُه… أليس لي فيه حق؟
والجواب يأتي باردًا، عمليًا، نهائيًا:
الحقوق لا تُمنح هنا.
هنا يُكافأ البقاء فقط،
أما التعب فواجب،
وأما الإخلاص فصمت،
وأما المرض فخيانة للنظام.
ولا ينوب النملة إلا المحاولة الأخيرة للحفاظ على ما لا يمكن الحفاظ عليه.
ولا ينوبنا إلا هذا العناد الغريب:
أن نُصلح ما كُسر ونحن نعرف أنه كُسر عن سابق قصد،
أن نُهذّب علاقةً لم تُبنَ يومًا على المساواة،
أن نلمّع وجوه الأشياء كي تبدو مشرقة،
لا لأنها كذلك،
بل لأن الظلام اعترافٌ لا نملك شجاعة حمله.
وهكذا،
نعيش بين فصولٍ لا نختارها،
ونخترع لها أسماءً كي لا نقول الحقيقة:
أن الريح أقوى منّا،
وأن العدالة ليست موسمية،
وأن الإنسان,مثل النملة
يتعب كثيرًا…
ويُسأل قليلًا.
الjo29.12.2025
فترة الأقامة :
50 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
0
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
2.34 يوميا
الجوري
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها الجوري