من أنا ؟؟!

سؤال يظل يؤرقنا نحن بني آدم منذ ولادتنا و حتى الممات . من أنا على حقيقتي ؟! و ماذا أريد من الوجود ؟. شخصيا ً لا زلت أعاني الأمرين في سبيل بحثي عن هذه الإجابات , و التي ربما لن أصل إليها في حياتي . لكن مجرد البحث يغريني فـ ربما وصلت إلى بعض فهم لـ من هم حولي كـ خطوة أولى و ربما أخيرة في رحلتي الاستكشافية لـ إيجاد ذاتي .
ربما كثر منكم لا يكونون واثقين من أنفسهم عندما يكونون محاطين بـ الآخرين , فـ لا يكون متأكدا ً من شخصيته الحقيقية . لكني أكون أكثر وضوحا ً مع الآخرين من أن أكون وحدي !. فـ وجود بشر ٍ حولي يسهل مهمتي في تحديد هويتي , بـ إقصاء الأشياء و الأشخاص و المشاعر التي لا أحبها أو تمثلني واحدا ً تلو الآخر . مما يترك لي خيارات قليلة تحدد هويتي فـ أكون محصورة فيما بينها . لكن مشكلتي مع الوحدة أنها تتيح لي خيارات أكثر مما يستوعب عقلي , و ترميني في متاهات لا نهاية لها . فـ لا أعود واثقة من نفسي أو حتى أملك أرضا ً راسخة تحت قدميّ و هو ما لا أحبه .


نقطة أحب مناقضتها و هي | أنت من/ما تحب | أحسها ظالمة جدا ً . لـ نقل مثلا ً أنني أحب الطب , هل يصنفني هذا على أنني طبيبة حتى لو لم أنل شهادة تخرج أو حتى أدرس يوما ً واحدا ً في ذاك المجال ؟. هل يكفي أن أحب حتى أكون ؟. أحب فلانا ً من الناس هل يجعلني هو ؟ و هو هل عثر على ذاته حتى أنتمي أنا إليه أو أكون هو ؟. كل بشر هو كتلة مختلفة عن الآخر و كل منهم متفرد بـ طريقته و إلا ما خلق الناس فرادا و ما اختلفوا في صفاتهم الوراثية !.
| أنا من أقول أنني هو | و قولي بـ أني أفلاطون لا يعني بـ الضرورة أنني هو . و ربما من أقول بـ أنني هو ؛ هو النقيض تماما ً من الاكتشاف الذي توصلت إليه بـ خصوص نفسي . فـ لو قلت أنا أفلاطون , ربما ما كنت أقصده هو أنني عرفت أنني النقيض منه تماما ً . و حينها سـ أكون قد وجدت نفسي فعلا ً بـ ما أنني قستها على ذات شخص آخر و أوجدت الفروق و نقاط التشابه . أحيانا ً ما قولي ذاك إلا درع حماية أختبئ خلفه , من أن أصنف بـ النسبة لهم في خانة أحاول جاهدة أن أبتعد عنها . و ربما ما أقوله عن نفسي لا يمثل شيئا ً لي سواء تشابه أو حتى نقيض . و ما هو إلا وهم قد أغشيت به أعين الآخرين عني أنا , عن حقيقتي حتى أنجو من أن أكون ضحية تصنيفهم لي .


لا أصنف الآخرين , هو خائن / كاذب / منافق أو غيرها من الصفات التي تلتصق بنا , لكني أصنفهم إيجابا ً . إني أؤمن أن كل بشر قابل ٍ لـ التغيير و ما دام يتنفس فـ كل لحظة هي لحظة مصيرية بـ النسبة له . | ما بين غمضة عين و انتباهتها يبدل الله من حالٍ إلى حال | قد تكون خير وصف لـ ما أحاول جاهدة أن أقوله . فـ كل بشر يحتمل الصواب و الخطأ فـ لما لا أترك له مجالا ً لـ التصحيح ما دمت أصدق في أعماقي أن ديدن البشر هو الخير . لكن حتى يكون التغيير مؤكدا ً غير قابل لـ الانتكاس يجب أن يكون مبني على أسس راسخة لا توجد في الشخص إلا إن حقق النضج الذاتي التام و عرف يقينا ً من هو على حقيقته . لـ يتحول إلى رحلة آخرى في سبيل البحث عن | هو | الجديد .



ختاما ً , ما هي نسبة صدق [ أنا من أقول أنني هو ] ؟ و الأهم من ذلك , ما مدى تحققها في فضاء الشبكة العنكبوتية خلف تلك الأقنعة حيث لا نكاد نميز الخطأ من الصواب ؟ و هل تجعلني نتيجة ذلك السؤال | أمـل | التي عرفتموها أم أمـل التي لم تعرفوها ؟!
لـ ربما إجابتكم سـ تمنحني الأرض التي أقف عليها لـ مواصلة بحثي