عرض مشاركة واحدة
قديم 05-22-2004, 03:36 PM   #8


الصورة الرمزية نزف المشاعر
نزف المشاعر غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10
 تاريخ التسجيل :  Apr 2004
 أخر زيارة : 01-06-2005 (08:14 PM)
 المشاركات : 1,992 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue



الموضوع: تعريف بالبيت القديم في حائل::


نستطيع القول أن البيت القديم في حائل هو ذلك المسكن الذي يضم أسرة بأكملها. ومشيد من الطين والخشب بتعاضد أبناء الحي بعيدين عن العمالة الوافدة وبأجرة رمزيه تكاد تكون مجرد حصوله على وجبة غداء أو عشاء .

فمنهم المتخصص ببناء الحيطان ومنهم المتخصص في تجريد العسيب للأسقف ومنهم المتخصص في ترميل الأسقف وذلك بربط العسيب بأخشاب الأسقف التي تحضر من خشب شجر الأثل . وقد عايشت تلك الفترة في أواخر الثمانينيات بعد الثلاثمائة وألف للهجرة النبوية ، حيث شاهدتْ كيف يتم بناء الحائط من الطين وتركيب الأبواب والأسقف وتبليط السطوح بالطين وإنشاء الميلة ( وهي أعمدة لتكوين القبب أمام الأحـواش وفي السطوح ) وسنتطرق بالتفصيل ما أمكن عندما نتحدث عن كل جزء من أجزاء ذلك البيت وبأسمائها المتعارف عليها في تلك الأيام ومرجعيتها باللغة العربية .

عبدالرزاق بن حمود الشغدلي*



(1)الباب الطالعي :-

وهو أول إطلالة تواجه القادم للبيت القديم بعد أن يدخل الحارة أو الحي . وأشهر تلك الحارات في حائل في ذلك الوقت حارة السويفله ولبده وبرزان وسرحه والعليا والزباره وعفنان ومغيضه .

( والحاره )[1]
عبارة عن ممر لايتجاوز عرضه في الغالب أربعة أمتار ويصل طوله إلى مائتين متر ولايأخذ غالباً شكل الإستقامه ويتخلله ممرات صغيره مسدودة وعلى جانب تلك الممرات تقع البيوت القديمة المتراصصة في مبانيها إلى حد أنه ومن شدة التراصص والتداخل بين تلك البيوت تجد أن الغرف السفلية مملوكة لشخص وبعض الغرف العلوية مملوكه لشخص آخر .

ونعود بالحديث عن الباب الطالعي والذي بمثابة المدخل الرئيسي للبيت القديم وقد عرّف الباب في اللغة
[2] بأنه المدخل أو الطاق الذي يُدْخل منه وبمعنى مايُغْلق به ذلك المدخل من الخشب وغيره وجمعه أبواب وبيبان كتاج وتيجان ويقال أيضاً أبوبه .

قال الشاعر : -

هتــاك أخبية ولاج أبوبه يخلط بالبر منه الجدّ والينـا


(2)المرزاب:-

لم أجد في قاموس اللغة العربية تعريف لكلمة (المرزاب ) وقد تكون كلمة فارسية بدليل التعريف لكلمة المرز في اللغة
[1]
وتعني الحباس الذي يحبس الماء فارسي معرب والجمع مروز . ومرزبان في الحديث ؛ أتيت الحيرة فرأيتهم يسجدون لمرزبان لهم . قال هو بضم الزاي أحد مرازبة الفرس وهو الفارس الشجاع المقدم على القوم دون الملك وهو معرّب .
وفي لهجتنا العامية المرزاب هو قطعة خشبية تصنع من خشب الأثل بطول لايتجاوز المترين ويحفر من خلالها مجرى لنزول مياه الأمطار من على سطوح البيوت القديمة يوضع له فتحة في الحائط الخارجي ويثبت من خلالها على سطح البيت بواسطة خلطة من الطين أو الجص . وأحياناً يصنع المرزاب من الزنك على شكل ما صورة مبرومة منحنية في آخرها تجاه الأرض بانحناء لايتجاوز عشرين سنتمتر وهناك طرق أخرى لتصريف مياه الأمطار من فوق سطوح المنازل القديمة باستخدام
( السيالة )

[2] وهي مجرى يحفر بالحائط الخارجي باتجاه الأرض حيث يخرج المطر من خلال الفتحة بالسطح عبر ذلك المجرى ويطلى عادة بالجص أو الأسمنت العادي كي لا يتسبب نزول المطر وغزارته في تشقق جوانب الحائط الطيني للبيت القديم .




(3) السويق:-

يعرّف السويق في اللغة
[1] بأنه ما يتخذ من الحنطة أو الشعير وجمعه أسوقه ويقال السويق المقل الحتى والسويق النبق الفتي . وقال شيخنا هو دقيق الشعير أو السلت المقلو ويكون من القمح والأكثر جعله من الشعير . وقال أعرابي يصفه هو عدة المسافر وطعام العجلان وبلغة المريض . وفي الحديث ؛ فلم يجد إلا سويقا فلان منه وقال أبو عمرو السويق ( الخمر ) ويقال لها أيضاً سويق الكرم .


وأنشد سيبويه لزياد الأعجم :ـ

تـكلفـني سويق الكـرم جـرم وما جرم ومـا ذاك السويق

ومـا عرفت سويق الكرم حرم ولا أغلت به مذْ قام سـوق

ومثنية السويق ( عقيبة بين الخليص والقديد ) والسواق كزناد الطويل الساق عن أبن عمر وأنشد للحجاج :ـ

بمـخدر من المـخاديـر ذكـر يهتذ رومـي الحديد المستمر

عن الظنابيب وأغلال القصر هذك سواق الحصاد المحتضر

( المحذر ) القاطع (الحصاد ) بقلة . وقال ابن عباس السواق ( طلع النخل إذا خرج وصار شبراً ) وقيل السواق هو ما سوق وصار ساق من النبت .

والسويق في عاميتنا هو المدخل الرابط بين الباب الطالعي والباب الوسطي والذي هو مدخل النساء إلى داخل البيت غالباً وباب القهوة هو مدخل للرجال إلى مجلسهم . ويأتي السويق على هيئة طريق غالباً مسقوف وبه من أعلى فتحة من خلال السطح مطلة على الباب الطالعي تستخدم عند إجابة صاحب البيت أثناء وجوده بالسطح لمن هو عند الباب الطالعي خاصة في أول الليل عندما يتجه أصحاب البيت لتلك السطوح للنوم بعيدين عن أجواء المكيفات المستحدثة . ويطلق على تلك الفتحة اسم ( الفاج )

[2]والسويق عادة يكون بطول ثمانية أمتار تقريباً ويصل عرضه إلى اثنين متر ومكسية حوائطه الداخلية بالجص الأبيض ليعطيه جمالاً . ويتخلله باب القهوة وهو مماثل للباب الطالعي من حيث تركيبه عدى أنه يكون مصنوع من خشب أخف من الباب الطالعي وهو من أجمل الأبواب في البيت القديم إذ يزدان بالنقوش الدائرية والمثلثة والزخارف ذات الألوان الحمراء والزرقاء والسوداء والصفراء وهو الباب المخصص لمجلس الرجال وسمي ( باب القهوة ) لأن مجلس الرجال يسمى القهوة .

كذلك يتخلل السويق ( الباب الوسطي ) وهو الذي يتجه من خلاله الداخل للبيت وعادة يستخدم من قبل النساء وهو مشابه للباب الطالعي من حيث تركيبه ونوعية الخشب المستخدم في صنعه . عدى أن الضبة من النوع الطويل تكون من الداخل وتفتح بواسطة حبل يخرج إلى الجهة المقابلة للباب عن طريق خرم صغير فيهزْ ذلك الحبل حتى تنفتح الضبة وتسمى تلك الهزة باللهجة العامية
( بالقرقعه )

[3] والكلمة العامية الشائعة ( قرقع الباب ) تعني محاولة فتحه من خلال ذلك الحبل وعملية فتح الضبة بواسطة القرقعه تحتاج لإنسان متدرب وماهر إذْ يصعب على صغار السن فتحها . وتتم تلك العملية بمسك الحبل باليد اليسرى وهزّه لأعلى بينما إصبعان من اليد اليمنى تكون ممسكة بلسان الضبة ما بين الحائط والباب وعندما يتم تحريك الحبل لأعلى يدفع اللسان بالإصبعين للخلف حيثما أرتفع قفل الضبة والتي تسمى بأسنان الضبة . وقد مارست بنفسي فتح مثل هذا النوع من الضبة وفي بداية حياتنا وعندما كنا صغاراً يصعب حقيقة إجادة فتحها من قبلنا إلاّ بالممارسة والتكرار . وما أحلى ما نسمع في تلك الأيام من ترديدات لبعض الأناشيد التي تتعلق بالباب والقرقعة .


(4)الليوان

تكون مغطاة ويعرف الليوان[1] بالإيوان وهو المكان المتسع من البيت يحيط به ثلاث حيطان [ فارسية ] .

وفي لهجتنا العامية الليوان هو ذلك المكان الذي عادة ما يكون مفتوح من جهته الأمامية يشبه القبة حيث يحيط به ثلاث حيطان ويأتي في الغالب قبل المجلس الخاص بالرجال [ القهوة ] وهو بمثابة مكان جلوس للرجال في أوقات الصيف ويكون الليوان أحياناً فوق سطح مجلس الرجال في الدور العلوي من البيت القديم وله درج مستقل قرب مجلس الرجال ويشتمل أحياناً على كمار ووجار لإيقاد النار وحيطانه في الغالب بالجص المزخرف ومقدمته المفتوحة تغطى أحياناً بالشبك الناعم لكي لا تتسلل الطيور من خلاله سواءً العصافير أو الحشرات أو الخفاش الذي عادة ما يخلد للنوم في مثل هذه الأماكن فيحصل لها الاتساخ من دمائها .




--------------------------------------------------------------------------------

[1] تاج العروس ج6 ص : 388 .

[2] الفاج : يعرف في كلام العرب بأنه التفريج بين الشيئين كمثل الرجل إذا فاجّ بمعنى باعد إحدى رجليه عن الأخرى ليبول . لسان العرب ج10 ص : 186 .

وابتعاد السقف عن السقف فيما بينهما سمي بلغتنا العامية فاج وهذا المسمى قريب من الاسم في لغتنا العربية .

[3] القرقعة : قرقع قرقعة بمعنى أسمع صوتاً جافياً كصوت وقوع الحديد على الحديد أو نحــو ذلــــك [ عامية ] . المنجد. في اللغة والإعلام ص : 624 .

5)السقف:-

وتعرف هذه الكلمة باللغة العربية[1] أنها سقف البيت وهي كالسقيف كأمير سمي به لعلوه وطول جداره (وسقوف وسقف ) وقرأ أبو جعفر سقفا من فضة بالفتح والباقون بضمتين .

وقال الفرّاء سقف إنما هو جمع سقيف وان شئت جعلته جمع الجمع فقلت سقف وسقوف ( وسقفه كمنعه ) يسقفه سقفاً جعل له سقفاً والسماء سقف الأرض قال الله تعالى: { والسقف المرفوع } والسقف يطلق على النعام وأسقف وهي أنثى النعام .

وقال ابن السكيت ومنه أشتق ( أسقف النصارى ) وهو أعجمي تكلمت به العرب وهو العالم في دينهم ويأتي فوق القسيس ودون المطران .

والسقيفة هي الجبارة من عيدان المجبر وجمعه سقائف .

قال الفرزدق :ـ

وكنت كذي ساق تهيض كسرها إذا انقطعت عنها سيور السقائف

والسقيفة لوح السفينة يقال سفينة محكمة السقاف أي الألواح قال بشر يصف السفينة :ـ

معبدة السقائف ذات دسرٍ مضبرة جوانبها رداح

وهي كل خشبه عريضة كاللواح والسقيفة ( ضلع البعير ) يقال هدم السفر سقائف البعير أي أضلاعه نقله الزمخشري والأزهري وأنشد الصاغاني لطرفة:ـ

أمرت يداها فتل شزر وأجنحت لها عضداها في سقيف منضد

والأسقف الرجل الطويل شبه بالسقف في طوله وارتفاعه .

وفي لهجتنا العامية السقف هو ذلك الغطاء الذي يغطي الغرف ومداخل البيت القديم وهو عبارة عن مجموعة من أخشاب الأثل صفت فوق الحيطان الخاصة بالغرف أو المداخل بمسافة تبعد عن بعضها مقدار ثلاثين سنتمتر تقريباً ومغطاة ( بالعسيب )[2] وهو ورق النخل بعد تجريده من السعف . ثم يوضع السعف فوق العسيب ويغطى بطبقة من الطين . وتحتـوي الأسقف أحيــاناً علــى ( كواسير )[3] وهي عارضتين من خشب الأثل الغليظة الحجم تكون موجودة ما بين أميله القبب أو في وسط المجالس الخاصة بالرجال والتي تسمى القهوة عندما يكون المجلس كبير ليكون الكاسور بمثابة جسر معلّق يصف عليه خشب السقف من الجهتين وغالبا ما يعتمد صاحب البيت القديم على رفع تلك الكواسير على سكان الحي حيث يجتمعون معا لرفعها فوق الحيطان لثقلها وشدّة سمكها .





--------------------------------------------------------------------------------

[1] تاج العروس ج6 ص ص : 140ـ141 .

[2] العسيب : عظم الذنب كالعسيبة أو منبت الشعر ، والجريدة من النخل مستقيمة دقيقة يكشط خوصها أو التي لم ينبت عليه الخوص من السعف يسمى عسيب . قاموس المحيط ص : 106 .

[3] كواسير : الكسر بمعنى الجزء من العضو ، أو ما تكسر وتثنى على الأرض منها ، والكسرة هي القطعة من الشيء المكسور . القاموس المحيط ص ص : 423 ـ 424 . *

*والكواسير هي جمع لكا سور وأعتقد أن تسميتها بلهجتنا العامية قد اشتقت من لغتنا العربية لكون الكاسور هو ما انكسر من الأثل على هيئة خشبه غليظة وتعتبر جزء من عضو .


(6)الحوش

وتعرف هذه الكلمة باللغة العربية[1] بمعنى الحظيرة. عراقية نقله الصاغاتي ويطلقه أهل مصر على فناء الدار، والحوش أسم قرية والحوش أن يأكل المرء من جوانب الطعام حيى ينهكه ، والحوش بمعنى القرابة والرحم . والحواشه تعني الأمر الذي يكون فيه الإثم والقطيعة ويقول لأتغش الحواشه . وأنشد أحد الشعراء :ـ

غشيت حواشة وجهلت حقاً وآثرت الغواية غير راضى

والحائش جماعة النخل لا واحد له قال الأخطل :ـ

وكأن ظـعن الحي حائش قرية دان جنــاه طيّــب الأثمار

والمحاش أثاث البيت وأصله الحوش وهو جمع الشيء وضمّه وأنشد النابغة :ـ

جمّــع محا شك يا يزيد فإنني أعددت يربوعاً لكمْ وتميما

وفي لهجتنا العامية الحوش هو عبارة عن الفناء الذي يلي الباب الأوسط والذي يتوزّع من خلاله بقية أجزاء البيت والحوش عادة يكون مربع الشكل يصل طول ضلعه أحياناً إلى ثمانية أمتار ويزدان وسطه بنخلة أو شجرة من الترنج وهو المتوفر في تلك الأيام ويستخـدم في أرضيته الحــجر مــن نـوع ( الصفاء )[2] وهي فروش عريضة من الحجر وأحياناً يستعاض عن الحجر بالإسمنت لكون الحوش مكشوف وعرضه لسقوط الأمطار عليه وهذا بالطبع يساعد على عدم تكوّن حفر في أرضيته من جرّا كثرت المشي عليه .


--------------------------------------------------------------------------------

[1] تاج العروس ج4 ص: 302 .

[2] الصفا : وهو ما يسمى أيضاً الصفيح أو الصفائح وهي الحجارة العريضة الرقيقة . المنجد في اللغة والإعلام ص : 427


7)القبة:-

فالقبة اسم مفرد لاسم جمع وهي ( القباب )[1] وكلمة القبة بضم القاف هي من البناء معروفة وقال أبن الأثير هي من الخباء بيت صغير مستدير وهو من بيوت العرب وتعني أيضاً ما يرفع للداخل فيه ولا يختص في البناء .

وفي لهجتنا العامية هي ذلك الجزء المفتوح على الحوش وهي عبارة عن مساحة مسقوفة تأتي أمام الغرف الداخلية يصل عرضها أحياناً إلى ثلاثة أمتار وتشتمل على كواسير توضع على الميلة وهي أعمدة مبرومــة معمـولـة من الجص والحجـر والواحد منها يسمى ( ميل )[2] وعادة يحتوي أحد تلك الميله على مراءه صغيرة تثبت عليه بالجص يستعملها غالباً الرجال ويوجد في حوائط القبب ( أخلّه ) ومفردها خلال سبق تعريفه ويعلّق به وسائل الإضاءة أو بعض الملابس ويوجد في القبب رفوف يوضع بها بعض الأغراض . والقبة تعتبر مكان الجلوس في الصيف للوقاية من حرارة الشمس وتلقي البراد عبر مقدمتها المفتوحة . ومن الظريف أنه في أيام رمضان عندما يكون في فصل الصيف كناّ نخلد للراحة وقت الظهر بتلك القبب فنحضر غطاء شفاف يسمى شر شف ونقوم برشه بالماء ونستعمله كغطاء عند النوم بتلك القبب للحصول على هواء بارد صحي بعيدين عن هواء التكييف المصنّع من ما يسمى بالفريون .



(8)الماقد

الموقد باللغة العربية[1] هو موضع النار ، والوقود هو الحطب . قال الله تعالى { أولئك هم وقود النار } . والو قد نفس النار .

قال الشاعر :ـ

صحوت وأوقدت للهو ناراً ورد علي الصّبا ماأستعارا

ومعنى أوقدت للهو يعني تركته وودعته .

وفي لغتنا العامية ـ الماقد ـ هو ذلك المكان المشابه لدار المسخن من حيث لون الجدران السوداء التي كستها أثار الدخان وهو ما يقصد به حالياً المطبخ والذي يطبخ به جميع الوجبات لأهل البيت ويستخدم في الطبخ عيدان الحطب أو بواسطة ما يسمى ( الطباخة )[2] وهي موقد يشعل بواسطة القاز وهي صغيرة مدورة أو مربعة الشكل ويطبخ عليها الطبخات الخفيفة ويوجد بالمطبخ أدوات الطبخ القديمة منها ( الصاج )[3] وهو مدور الشكل يأتي بعضه على شكل نصف دائرة ليسهل إشعال النار أسفله وكذلك يسهل خلع القرص من فوقه عندما ينضج ويطبخ عليه أيضاً الرغفان والمقشوش والمرقوق وجميعها أكلات قديمة تحضّر من دقيق القمح وقلّما تجد في جيل الأمهات الحاليات من تجيد تحضير مثل تلك الطبخات. وعادة ما يستخدم في رفع القدر أو الصاج للطبخ لوضع النار أسفله أدوات رفع تسمى ( الهوادى)[4] وهي مصنوعة من الطين أو الحجارة مخروطيّة الشكل يصل ارتفاع الواحدة منها عن الأرض عشرين سنتمتراً تقريباً ويوضع ثلاث منها تحت القدر أو الصّاج لرفعه .

وبالمناسبة فالهوادي تستخدم كعبارة تعجب لدى الأمهات القديمات ( كمن يطلب مثلا من أمه الذهاب مع أحد ما لأي مكان فترد الأم بسخرية وتعجب لعدم الرضا بذهاب أبنها ـ والهوادي ـ والمقصود حسب الظن بأن يحمل الابن معه الهوادي وهي بالطبع غير مستساغه كطلب الابن الأذن بالذهاب غير مستساغ لدى الأم ).

وكبديل للهوادي يستخدم ما يسمى ( المر كاب )[5] والمصنوع من الحديد وله ثلاث قوائم ويوجد بالماقد ما يسمى ( المركاة )[6] وهي إناء مدور من النحاس يوضع به الماء داخل المطبخ للطبخ أو غسيل الأواني وتأتي فوهتها أوسع من قاعدتها ويصل قطرها متر واحد وهناك أداة شبيهه لها تسمى ( الرواة )[7] وهي التي يحضر بها الماء لوضعه بالمركاة ومن أدوات الطبخ القديمة قدور النحاس وتصنع من النحاس بالذات لتعطي الأكل أثناء طبخه حرارة عالية تسرع في نضجه ومن أجمل وأندر تلك القدور ( قدر الهريسة ) وهو صغير الحجم ضيق الفوهة ليعطي حرارة أعلى للهريس للإسراع في نضجه حيث الهريس يعتبر من أطول المأكولات مدّة في النضج إذ يصل طبخه على ما يزيد على خمس ساعات ومن أدوات الطبخ ( الصنايا )[8] وهي التي يوضع بها الطعام للضيوف وعند الأعياد ولها أحجام مختلفة منها ما يسع الذبيحة ومنها ما يسع الذبيحتين أو أقل من الذبيحة وهي مصنوعة من النحاس عبارة عن صحن محمول على قاعدة مدوّرة يصل ارتفاعها إلى ستين سنتمتراً.ومن أدوات الطبخ بالماقد ( الطّبق )[9] وهو شبيه بالصحن متوسط الحجم مصنوع من العسيب والخوص يستخدم في تنقية الحب من الشوائب كحب الرز أو أتحنطه أو الكمّون عن طريق تقليب الحب فوقه أو رفع الحب بهز الطبق باليدين لأعلى وقبل رجوعه لداخل الطبق تنفخ الشوائب بالفم فتخرج خارج الطبق . ومن الأدوات أيضاً بالمطبخ ( المنخل )[10] وهو أداة لتنقية الحب أيضاً لكن قاعدته من الشبك الناعم ينزل من خلالها جميع الشوائب بالحب . ويوجد بالماقد ( الخاشوقة )[11] وهي عبارة عن ملعقة مصنوعة من الخشب ذات حجم كبير تستخدم لتحريك الطعام أثناء طبخه أو لتذوّقه ، وهنـــالك أداة أخرى مشــابهة للخاشوقة وتؤدي نفس الغرض تسمى ( الكفكير ) لكنه مصنوع من المعدن وقاعدته بها ثقوب لنزول المرق من خلالها عند تحريك الطعام ويوجد بالماقد ما يسمى ( الميخف ) وهو عبارة عن قطعة خشبية مدوّرة محضّرة من جذوع النخيل بسمك الجذع وبطول واحد متر بها حفرة بالوسط يوضع بها حب الحنطة لهرسه بواسطة عصا مبرومة بسمك اليد تسمى عصا الميخف وعادة ما تتعاون امرأتين بعصائين يتعاقبن الدق بالميخف بشكل منضّم ويرددن أزاعيج غنائية من أبيات شعبية . ويطحن في الميخف بعض البهارات كالكموّن والصرار وغيره . ( والملقاط ) من أدوات تحريك النار داخل الماقد .

وما أجمل تلك الأيام عندما يهم أصحاب البيت القديم لإصلاح أرضية الماقد بوضع الطين على أرضيّته ورصه قبل نشوفه (بالمطبابه) وهي عبارة عن قطعة من الحجر مدوّرة يتناوب أصحاب البيت في استخدامها بضرب الطين بها ليشتدّ تماسكه وتبل بالماء بين فترة وأخرى لكي لا يعلق الطين بها والماقد من أكثر الأماكن التي تحتاج صيانة أرضيته بالذات لكثرة الحركة فيه وتعرّضه للمياه .

--------------------------------------------------------------------------------

[1] لسان العرب ج 15 ص ص : 362ـ363 .

[2] الطبّاخة : هي عصارة الشيء بعد طبخه أو ما فار من رغوة القدر بعد طبخه . لسان العرب ج 8 ص : 116 .

وهنا نستنتج أن مسمى الطبّاخة في لهجتنا العامية مأخوذ من الطبخ وهي التي تجعل المطبوخ عليها ذو رغوة أو عصارة .

[3] الصّاج : صجّ صجاً بمعنى ضرب حديد على حديد فصوّتا . والصجج والصجيج صوت وقع الحديد على الحديد . المنجد في اللغة والإعلام ص : 416 .

وهنا نستنتج أن الصّاج مأخوذ لفظه في لغتنا العامية من الصج أو الصجيج لكونه مصنوع من الحديد ويحدث صوت عند الطبخ عليه من جرّا ضرب الحديد على الحديد عند استخدام اليد الحديدية المخصصة له والتي يخلع بواسطتها ومن فوق الصّاج الرغيف عند استوائه ويستعاض عن تلك اليد بسكين حديدية لخلع الرغيف عقب استوائه .

[4] لم أستدل على تعريف لغوي لتلك الكلمة

[5] المر كاب : يقال ركّبه تركيباً : وضع بعضه على بعض فتركّب وتراكبْ ، والرّكيب : المركّب في الشيء كالفص ومن يركب مع آخر . القاموس المحيط ص : 85 .

ومن هنا نستنتج أن كلمة المر كاب في لغتنا العامية مشتقة من التركيب وضع الشيء على بعضه كوضع القدر على حامله وهو ما سمي بالمر كاب .

[6] لم أستدل في قواميس اللغة على مسمى عربي لهذه التسمية .

[7] لم أستدل في قواميس اللغة على معنى لهذه التسمية .

[8] الصنايا : هي جمع صينيّة ، ومعنى الصّاني هو اللازم للخدمة والنّاصي . لسان العرب ج 7 ص : 425 .

وأعتقد أن الصينيّة مشتقة من الصّاني وهي أداة من أدواته غالباً تختص بتقديم خدمة الشاي أو القهوة

[9] الطّبق : هو غطاء كل شيء والطّباق سميت بذلك لمطابقة بعضها على بعض أي بعضها فوق بعض أو بعضها مطبّق على بعض . لسان العرب ج 7 ص : 120 .

والطّبق بالعامية هو ما طبق بعضه على بعض لكونه مصنوع من العسيب على شكل دوائر مرصوصة مربوطة بسعف من ورق النخل على هيئة صحن عميق وأعتقد أن تسميته تلك مشتقة من لغتنا العربية لوجود التشابه بالصفة .

[10] المنخل : هو ما ينخل به . القاموس المحيط ص : 956 .



(9)المغسل أو المغيسل:-

في اللغة العربية[1] يعرّف المغاسل والمغتسل بأنها جمع الموضع الذي يغتسل فيه وتصغيره مغيسل والجميع المغاسل أو المغاسيل .

قال الله تعالى : { هذا مغتسل بارد وشراب ‎} صدق الله العظيم .

والغسل بالضم الماء القليل الذي يغتسل به .

وفي لهجتنا العامية المغسل أو المغيسل يعنى مكان الغسيل ويكون موقعه في الغالب قريب من العشه ويصل طوله إلى مترين وعرضه قد يقل عن ذلك وتكْسى أرضيته ( بالصفا ) وهو حجارة عريضة بسمك خمسة سنتمترات تؤخذ من أسفل الأرض الجبلية في الغالب وذلك لحماية أرضيته من مياه الغسيل وبعد ظهور الأسمنت تم الاستغناء عن الصفا بالإسمنت وعادة يكون بابه مغطى بالقماش الغليظ أو يكون له باب من الخشب محكم الفتحات ويوجد داخل المغيسل (الحنفية ) وهي وعاء الماء مصنوعة من الزنك مستديرة الشكل طويلة وبأسفلها صنبور صغير يخرج الماء من خلاله عند فتحه ويوضع أسفل الحنفية طبّاخة في ليالي الشتاء لكي يكون الماء ساخناً في الصباح والبديل لذلك قديماً يستخدم ( السموّر ) وهو شبيه بالحنفية لكنّه مصنوع من النحاس ومجهّز في أسفله مكان للفحم يعلوه ماسورة تمر من وسطه لتمرير الدخان من أعلاه عند إشعال الفحم أسفله ويعتبر تشغيله أكثر كلفة من استخدام الطباخة لما يتطلّبه من كثرة في استخدام الفحم وتجديد أشعا له اثنا الليل.


(10)الخان

وكلمة الخان تعني في اللغة العربية[1] الحانوت أو صاحب الحانوت وهي كلمة فارسية معرّبة كمثل ( خان التجار )
وتأتي أيضاً بمعنى[2] السلطان عند الأتراك وجمعها خانات وهي الحانوت محل نزول المسافرين ويسمى الفندق فارسية .
وفي لهجتنا العاميّة الخان هو ذلك المكان الذي يستخدم للاستحمام أو للاستنجاد بالأخص. وعادة يكون على شكل حوش صغير مسقوف نصفه وأسفل السقف به فتحة للاستنجاد تكون أعلى حفرة تسمى الزرّابة أو أعلى بئر ناضب من الماء . وحوش الخان يستخدم من قبل الأطفال خوفاً من سقوطهم بالزرّابه أو البئر . وعندما يرغب أحد الدخول للخان ينادي عن وجود أحد لعدم وجود أبواب على تلك الأماكن وذلك من باب الأدب .

(11)القصير

القصر من البناء معروف[1] وقال اللحياني هو المنزل . وقيل كل بيت من حجر (قرشيّة ) سمي بذلك لأنه تقصر فيه الحرم أي تحتبس وجمعه قصور قال الله تعالى : { ويجعل لك قصورا } والمقصود الدار الواسعة المحصّنة وقيل هي أصغر من الدّار وتأتي بمعنى مقام الإمام وقصارة الدار ، مقصورة منها لا يدخلها غير صاحب الدار .

وفي لهجتنا العاميّة القصير هو ذلك المكان الواقع غالباً أسفل الدرج وله باب صغير وهو أصغر من الدار يستخدم في تجهيز اللبن حيث يتم مخضه بواسطــة ( الصميل ) وهو عبارة عن جلد من جلود الأغنام يعمل مماثل للقربه يوضع بداخله اللبن الرّائب فينفخ بالفم ويربط وبداخله الهواء ويحرّك للأمام والخلف بعد تعليقه بحبل في سقف القصير وحتى يتكوّن اللبن وينشأ منه الزبد والذي يوكل عادة مع التمر أو يجمع ويصنع منه السمن الطبيعي أو ما يسمى بالعامية السمن البرّي بعد قشدة بالطحين وقلما تجد من تبدع في صنع القشدة في تلك الأيام لأنها تحتاج لمهارة وما أجمل تلك الأيام عندما نتهافت أمام باب القصير حيث نصفّ على هيئة طابور لنأخذ من أمهاتنا نصيبنا من اللبن بواسطة طياس صغيرة بعد تناول وجبة الغداء حيث يوزّع من قبل من قامت بإعداد اللبن في ذلك اليوم لكون العمل في البيت القديم يقوم على مبدأ التعاون بين النساء فيه سواءً الأمهات أو زوجات الأبناء فتارة تقوم واحدة بالطبخ وأخرى تعدْ اللبن والثالثة تعدْ الشاي والقهوة ثم تستبدل الأعمال بينهن إماّ بالشهر أو الأسبوع تعاون يسوده روح المحبة والإخاء بينهن بعيدات عن الغيرة والحسد وتجد المرأة في البيت القديم من جرّا هذا التعاون تجيد كل فنون الطبخ القديم اللذيذ في طعمه وإعداده .


إضافة على الموضوع


تزخـر منطقة حائل بالعديد من المواقع الأثرية والنقوش والكتابات القديمة كشاهد على ثراء المنطقة بالتراث والحضارات منذ زمن بعيد إذ يعود تاريخ بعض النقوش والرسوم في أكثر من موقع بالمنطقة إلى عصر ما قبل الميلاد بالآف السنين .. وهي بحق تعتبر واحة من أغنى مناطق شبه الجزيرة العربية وأثراها خاصة بالرسوم الصخرية والنقوش بالذات المصنف منها بالثمودي حيث وصل عدد النصوص في أحدى المواقع الأثرية بمنطقة حائل حسب إحصائية أعدت من قبل الفريق الأثاري التابع لوكالة الآثار والمتاحف بوزارة المعارف السعودية إلى حوالي 5431 نقشا ثموديا .. ورغم أن البحث عن المناطق الأثرية بالمنطقة سواء الظاهر منها للعيان أو المطمورة تحت أنقاض الأطلال أو المدفونة تحت الأرض لم يكن كافيا ويحتاج إلى وقت وجهد كبيرين فقد تجاوز عدد المواقع الأثرية المكتشفة بالمنطقة والمسجلة رسميا حتى الآن أكثر من 65 موقعا .. وقد تم بالفعل سياج بعضها وحراستها من قبل وكالة وزارة المعارف السعودية للآثار والمتاحف حرصا منها على بقاء هذه النقوش والمعالم الأثرية بعيدا عن متناول العابثين وكشواهد حيّة على تاريخ المنطقة الحضاري .
والحقيقة أن الآثار بمنطقة حائل جديرة بالعناية والاهتمام فقد أدهشت الكثيرين من زوار المنطقة وعشاق الآثار بالمملكة كما حظيت بقسط كبير مما كتبه بعض الرحالة والمستشرقين الذين زاروا المنطقة خلال القرنين الماضيين ..

وقد تناول دراسة النقوش الأثرية بحائل العديد من العلماء أمثال العالم الألماني مولر سنة 1893م بنشر دراسته التي تضمنت عددا من هذه النصوص تلاه العالمان الألماني ليتمان سنة 1904م والفرنسي هاليفي ثم جاء بعد هما العالم فاندن براندن بدراسته عام 1905م .. كما تطرقت إلى بعض النقوش بمنطقة حائل الليدي آن بلنت في كتابها رحلة إلى بلاد نجد التي كتبته إثناء زيارتها للمنطقة عام 1879م .. ثم توالت الدراسات عن النقوش الأثرية بمنطقة حائل ففي عام 1974م قام البلجيكي جام بنشر النصوص الثمودية واللحيانية والمعينية التي استنسخها الألماني أوتينج وبرفقة الفرنسي هوبر إثناء رحلتهما لمنطقة حائل ما بين 11 /10 /1883 م وحتى 25 /3 /1884م .. كما قام الباحثان الكندي وينت والأمريكي ريد بزيارة منطقة حائل عام 1970م تمكنا خلالها من تصوير 205 نقوش أغلبها ثمودية يعود تاريخ بعضها إلى القرن الثامن والسابع قبل الميلاد .
أما بالنسبة للراغبين بزيارة المواقع الأثرية بحائل حاليا فتمنح لهم تصاريح خاصة من الإدارة العامة للتعليم بالمنطقة حيث أنها الجهة المسئولة عنها وهي تمثل وكالة وزارة المعارف للآثار والمتاحف .
وتنقسم الآثار بحائل إلى ثلاثة أنواع أحدها على هيئة نقوش ورموز ورسوم وكتابات على واجهات الجبال وقطع الصخور ويعود تاريخ أغلب هذا النوع إلى ما قبل الإسلام بزمن بعيد .. وثانيها على شكل أطلال ومعالم لمباني قديمة .. إما ثالثها فهي على هيئة مدافن ومقابر وأماكن قديمة وهي تحتاج إلى عمليات تنقيب وبحث مضنية ومدروسة لاكتشاف ألغازها ومضامينها .




مدينة موقق ..
مساهمة من الأخ الكريم الطوياوي .. الرياض في 1/11/1423هـ :

تقع مدينة موقـق ( إحدى المدن الرئيسة بمنطقة حائل ) في الجهة الغربية من منطقة حائل على طريق ( حائل ـ العلا ـ تبوك ) وعلى بعد 75 كيلومتر من مدينة حائل ما بين خطي عرض 27 درجة و25 دقيقة وطول 41 درجة و8 دقيقة وعلى ارتفاع 1200 متر عن سطح البحر .. ويفصلها عن مدينة حائل جبل أجا الشهير بعرض 30 كم .. حيث تقع مدينة حائل على سفح الجبل من جهة الشرق ومدينة موقق على السفح الأخر لأجا من جهة الغرب .. كما يحدها شمالا كثبان صحراء النفود الكبرى .. وموقق مدينة تاريخية غنية بالأحداث فقد زارها الكثيرون من الرحالة والمستشرقين ممن زاروا حائل قبل عشرات السنين .. كما كانت مورد ماء قديم وقد جاء ذكرها في اشعار الصحابي الجليل زيد الخيل الذي سماه خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم بـ ( زيد الخير ) عندما أشهر إسلامه .. حيث قال زيد الخير :
ونحن وردنا جو موقق بعدكم بني شمــجي خطــية وحـوافر
وكل كمـيت كلقـناة طـمرة وكل طمر يحسب الغوط حاجزا
يتوفر بمدينة موقق خدمات عامة وخاصة لا حصر لها .. من أبرزها الخدمات التعليمية والبنكية والاتصالات وخدمات المستشفيات إلى جانب معالم سياحية جذابة .. وهي مدينة حالمة تشتهر بالبساتين والمناظر الطبيعية الخلابة .. كما أن جوها عليلا صيفا شديد البرودة شتاءا.
ولأهمية مدينة موقق سواء من حيث التاريخ أو الموقع أو الجو أو ما تحويه هذه المدينة من أرض خصبه وموارد اقتصادية عدة وغيرها من مواصفات مدن المستقبل القابلة للتوسع والانتشار فهناك أيضا اهتمام كبير ومميز من قبل الدولة السعودية تجاه هذه المدينة .
فمن أبرز المشاريع التنموية التي تم اعتمادها مؤخرا بمدينة موقق وتشهدها حاليا :

أولا : مستشفى موقق العام بسعة 50 سريرا بديلا عن مبنى المستشفى المستأجر حاليا .. والتكلفة الإجمالية للمشروع 22 مليون ريال .. الشركة المنفذة شركة رجب وطيب بالرياض .
ثانيا : سد وادي الرضفين بموقـق .. تم تسليم الموقع بعد انتهاء العمل به من قبل شركة المسهر .. التكلفة الإجمالية للمشروع 5 مليون ريال .
ثالثا : سد وادي الرتيق بموقق .. تم البدء بالمشروع من قبل مؤسسة الرخيص بحائل ..التكلفة الإجمالية للمشروع 2 مليون ريال .
رابعا : خزان مياه بسعة 200 متر مكعب وارتفاع 24 متر .. والانتهاء من شبكة مياه موقق للأحياء الجديدة بطول 18 كم .
خامسا : تكملة شبكة الهاتف لجميع الأحياء والمخططات الجديدة بالمدينة .. وكذلك تكملة الإنارة وتعبيد جميع الأحياء والمخططات السكنية بموقق .
خامسا :البدء في تنفيذ الدائري الشرقي والدائري الغربي بموقق .




مدينة فيد ..
مساهمة من الأخ الكريم عبدالله الشمري .. حائل في 3/11/1423هـ :

تقع مدينة فيد بمنطقة حائل ( شرق جبل سلمى ) وتبعد عن مدينة حائل 110 كم , وهي تعتبر واحدة من أشهر المدن التاريخية والأثرية ليس بمنطقة حائل فحسب ولكن حتى على مستوى المملكة , فلمدينة فيد تاريخ عريق عبق غني بالأحداث يمتد إلى ما قبل الإسلام بمئات السنين , والحقيقة أن مدينة فيد تعتبر برأي الكثيرين واحة غنية بالآثار والتحف القديمة نذكر منها على سبيل المثال قصر خراش وهو مبنى ضخم من الحجر الأسـود ( البازلت ) ويتكون من دورين , ومقابر قبل الإسلام وكهوف وأنفاق عظيمة تحت الأرض طول أحدها يتجاوز كيلو متر , وعين زبيدة زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد رحمهما الله , أيضا هناك بقايا برك متصلة بقنوات , وبقايا رحى كبير وأعمدة وأطلال مدينة مغمورة تحت الأرض بحاجة ماسة للتنقيب عن بقية أجزاءها , وغيرها الكثير , وقد ساعد على حفظ الآثار بفيد تحضر أهلها منذ نشأتها وتعاونهم فيما بينهم لتطويرها وإظهارها بصورة تليق بالمدينة المواكبة مع كل الأزمان , فرغم أن مدينة فيد ينقصها في الوقت الحاضر بعض الخدمات المدنية العامة التي تليق بحجمها ومكانتها التاريخية إلا أن حرص أهلها وجهودهم النبيلة قد جعلت من فيد مدينة نموذجية يقصدها ويتغنى بها الكثيرون من الكتاب والشعراء , ومن أبرز جهود أهلها فقد أنشئوا لجنة من أبنائها لتحسين وتطوير مدينتهم , فمن حيث النظافة جمعوا التبرعات من أهلها لشراء سيارة خاصة لجمع النفايات وتشجير شوارع المدينة , كما قاموا بجمع التبرعات لأنشأ طريق فيد ـ تخاييل على حسابهم الخاص وغيرها .
ويتوفر بمدينة فيد مدارس للجنسين حتى المرحلة الثانوية العامة , ومركزا للرعاية الصحية الأولية يفتقر لعدة كوادر طبية , وناد رياضي يحمل أسمها أحتل خلال السنوات الماضية المراكز الأولى على مستوى المنطقة في عدة ألعاب كالطاولة والطائرة والقوى وغيرها , كما يوجد بها خدمات عامة لا تليق بسمعة ومكانة فيد سواء من حيث الكثافة السكانية أو تاريخها المجيد .
يتطلع أهالي فيد وزوارها أن يولي مجلس المنطقة اهتماما أكبر لهذه التحفة الغالية من وطننا الكبير كما يليق بمكانتها وحجمها أسوة بغيرها .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــ

تؤكد الآثار المنتثرة على واجهات عدة جبال بمنطقة حائل وبمواقع مختلفة من أرجائها على أن المنطقة كانت مأهولة بالسكان منذ أزل .. إذ تشير أغلبها إلى عصور تمتد إلى أكثر من سبعة الآف سنة قبل الميلاد , تصفح ( الآثار بحائل ) , وفي العصر الجاهلي قبل الإسلام توطنت في ربوع حائل واستقرت بين جبالها بعض القبائل العدنانية كقبيلة أسد وتميم وغطفان ثم جاءت بعدها على أثر انكسار سد مأرب باليمن جنوبا القحطانية الطائية التي تنتمي لها قبيلة شمر أكبر القبائل تمثيلا بالمنطقة حاليا من حيث عدد السكان , وتاريخ منطقة حائل غني وحافل بالأحداث فقد ولد وعاش بها رجالا حفروا أسمائهم بقوة في ذاكرة التاريخ أمثال حاتم الطائي الذي لا يزال ضريحه معلما بقرية توارن على بعد 55 كم شمال غرب مدينة حائل , كما عاش بها أبنه عديّ وامرؤالقيس وعنتر بن شداد وزيد الخير وقبلهم الزير سـالم ورجال تاريخ لا يحصون , فقبر عنتر ومقامه موجودين ببلدة النعي عند سفح جبل سلمى , ومواطن الزير سالم بشرق حائل في رياض سميراء لا تزال تتغنى بقصصه .. لكن كما هي الحال بالنسبة لسائر مناطق شبه الجزيرة العربية فقد مرت منطقة حائل بعد سـقوط الدولة العباسية على يد التتار عـام 656هـ ( 1258م) بحقبة زمنية مظلمة امتدت قرابة 544 سنة وغلب عليها طابع الغزوات والصراعات بين القبائل والعشائر المتنافسة خاصة على مناطق الرعي , فندرة المعلومات والمخطوطات عن تلك الحقبة لم تسعف المؤرخين والباحثين في معرفة الوضع السياسي والاجتماعي الذي كان سائدا بمنطقة حائل آنذاك , والرؤية لم تتضـح إلا منذ مطلع القرن الثالث عشر الهجري عندما نشأت إمارة آل علي ومن ثم جاءت بعدها إمارة آل رشيد وبدأ الرحالة والمستشرقون يجيبون أرض شبه الجزيرة العربية

منقوووول وكل الشكر للاخت هبوب الشمال على مجهودها الرائع

تم النقل مع الحذف والتعديل

اخوكم نزف المشاعر