عرض مشاركة واحدة
قديم 11-24-2019, 12:14 AM   #1


الصورة الرمزية عيون المهاا
عيون المهاا غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 24383
 تاريخ التسجيل :  Nov 2019
 أخر زيارة : 12-10-2019 (10:49 PM)
 المشاركات : 52 [ + ]
 التقييم :  350
لوني المفضل : Cadetblue
Smile35 إن التقليد طمس للشخصية وضياع للهوية







إذا وثقت بما حباك الله به من نعم ومقومات وشخصية
فستصل تلك الثقة إلى الجميع
وتدفعهم إلى احترام شخصيتك واستقلالها
نعم هناك بعض المهارات الاجتماعية التي تساعدك كي تحسن من تواصلك مع الغير

بيد أن هذا لا يعني أبدا الانسلاخ من شخصيتك
فالله سبحانه وتعالى خلق الناس متفاوتون في الطباع والأمزجة والميول

لم يخلقهم نسخ مكررة ولا فئة واحدة
فمنا الجاد العملي
ومنا خفيف الظل المرح
فينا الحيي الهادئ
وفينا الجريء المقدام
وكل هذه الأصناف خير
وكل ميسر لما خلق له ما كان أبا بكر شبيها بعمر
ولا عثمان كعلي ولا أبا ذر كخالد عليهم رضوان الله جميعا
كل له طبيعته التي جبله الله عليها
كما أن لكل رجل مهمة خلقه الله لها يقول ربنا جل اسمه
{ ولو شاء ربّك لجعل الناس أُمةً واحدةً ولا يزالون مختلفين } (هود 118)

مختلفين في الطبائع
مختلفين في الأهواء
مختلفين في الأمزجة
.مختلفين في الميول
مختلفين في كل شيء

ذلك لأن اختلافهم سنة ربانية
المقصود منها هو التعارف و التعايش والتكامل والتعاون
يجب أن تفقه هذا أيها الهمام
وتدرك أن لك شخصية مستقلة ومختلفة عن الآخرين
والسقوط يبدأ حينما تتمرد على تلك الطبيعة

السقوط يبدأ حينما تقلد و تكون إمعة ليس لك شخصية مستقلة

يقول ديل كارنيجي علمتني التجربة أن أسقط فورًا من حسابي
الأشخاص الذين يتظاهرون بغير ما هم في الحقيقة
فهؤلاء المقلدون ، المتظاهرون بعكس حقيقتهم
ابرز خصائصهم عدم الثقة بالنفس
والتذمر من تكوينهم النفسي والوجداني

نعم قد نهذب بعض الصفات أو نتعلم بعض المهارات
أما أن نحاول أن ننسلخ من طبيعتنا ونلبس وجه آخر يعجبنا
فلن ينطلي هذا الدلال على أحد

ولله در الشاعر فهذا هو السقوط
يقول الشاعر كل امرئٍ راجعٌ يوماً لشميتِه وإِن تخلَّق أخلاقاً إِلى حينِ

سُلت أمنا عائشة رضي الله عنها عن عمر بن الخطاب فأجابت
كان والله أحْوَذيّاً نَسِيجَ وَحْدِهِ قد أعَدَّ للأمور أقْرَانَها
(جاء في النهاية في غريب الأثر لابن الأثير
أن أحوذيا تعني الجاد المسرع . )
فهو فريد ليس له مثيل أو شبيه
تماما كالثوب الذي من شدة إتقانه يصعب تكرراه

وهذا يعود في المقام الأول إلى عظمة المربي الذي صاغ هذه الشخصية
فدلاله عظمة قائد من القواد .. أو زعيم من الزعماء
هو أن يحيط نفسه بالعظماء أمثاله ، والنابهين الأذكياء

ولذلك كان الحبيب صلى الله عليه وسلم صانع الرجال بحق
فكان يؤيد لين أبا بكر وكذلك شدة عمر
وبلاغة وحكمة علي وحياء وهدوء عثمان رضوان الله عنهم أجمعين

إن التقليد طمس للشخصية وضياع للهوية
فحاذر أن تعيش في ثوب غيرك مهما أعجبك هذا الثوب
بل كن علامة بارزة في دنيا الناس
ونجم مميز يعرفه القاصي والداني
لتفرده واستقلاليته








































 

رد مع اقتباس