الموضوع: من ذاكرة }طفلة
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-23-2020, 02:23 AM   #1

إدارية



الصورة الرمزية ذوق الحنان
ذوق الحنان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 19786
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 03-31-2024 (01:41 PM)
 المشاركات : 38,287 [ + ]
 التقييم :  123120
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 اوسمتي
مميز المرئيات والصوتيات وسام شكر وتقدير العطاء مميز الماسنجر العطاء مميز ضفاف حره 
لوني المفضل : Maroon

اوسمتي
مميز المرئيات والصوتيات وسام شكر وتقدير العطاء مميز الماسنجر العطاء مميز ضفاف حره 
مجموع الاوسمة: 12

Icon26 من ذاكرة }طفلة
















من ذاكرة طفلة



شَرِيطُ الذِكْرَيَات دَائِماً مَا يَأْخُذُنَا بَعِيداً، أَحْيَاناً إِلَى لَحَظَاتٍ جَمِيلَة وَغَالِباً لِأَوْقَاتٍ قَاسِيَة.
اَقْرَأُ دَائِماً أَنَ أَولَ الخَطَوَاتِ أَصْعَبُهَا وَأَنَ الصُعُوبَات لَا تُعْرَف إِلَا بِمُوَاجَهَتِهَا لَكِنِي لَمْ أُدْرِك ذَلِكَ يَقِيناً حَتَى عِشْتُ الخُطْوَةَ الأُولَى عَلَى عَتَبَاتِ الحَيَاة حَتَى خَرَجْتُ مِن كَنَفِ أُمِي وَعُشِهَا الآمِن.

إِلَى أُولَى بَوَابَاتِ الحَيَاة(المَدْرَسَة):
كَانَ الصَف الأَول بِكُل مَا فِيه مِن الأَحْدَاث وَالمَوَاقِف رِسَالَةَ الحَيَاةِ الأُولَى لِمَا سَـ يَكُون أَمَامِي مِن العِبَر وَالصَفَعَات وَأَنْوَاع البَشَر.
رُبَمَا حِينَهَا كُنْت مُصَابَة بِذُهُول اللحْظَة لِذَلِكَ العَالَم الجَدِيد، لَكِنَنِي اليَوْم أَدْرَكْتُ كُلَ تَفَاصِيلِه وَاسْتَخْلَصْتُ جَمِيعَ عِبَرِه.
عِشْتُ الخَطْوَةَ الأُولَى بِكُلِ مَا فِيهَا مِن خَوْف، فَرَح، تَرَدُد، انْدِهَاش، وَحَتَى بُكَاء وَدُمُوع.

عَرَفْتُ اليَوْم أَنَ أُولَئِكَ الطَالِبَات هُنَ نَمَاذِجَ مُصَغَرَة لِأَصْنَافِ البَشَر الَذِينَ سَأَلْتَقِيهِم خِلَال رِحْلَةِ الحَيَاة.

عَرَفْتُ أَنَ قَسْوَةَ تِلْكَ المُعَلِمَة عَلَى بَرَاءَتِي، سَأُوَاجِهُهَا يَوْماً مِن شَخْصٍ سَيُوأِدُ الفَرَحَ فِي أَجْمَل أَيَامِي وَأَنَ الزَمَان سَيُعِيدُ مُوَاجَهَتِي بِذَاتِ الشَخْصِيَة وَلَكِن بِطَابِع أَقْسَى لِيُوصِل إِلَيَ رِسَالَتَه المُغَلَفَة بِوَرَقِ العَلْقَم، ان لَيْسَ كُل القُلُوبِ كَقَلْبِ أُمِي.

عَرَفْتُ الآَن أَن تِلْكَ المُعَلِمَة الطَيِبَة ذَاتَ الرُوح الجَمِيلَة هُوَ مَا يَجِبُ أَنْ أَكُونَ عَلَيْهِ الآَن ، لِأَضَلَ خَالِدَةً فِي ذَاكِرَة مَن أُصَادِفَهُم فِي حَيَاتِي كَمَا بَقِيَت هِي.

عَلَمَنِي صَوْتُ جَرَسِ المَدْرَسَة أَنَهُ سَتَكُونُ فِي حَيَاتِي الكَثِير مِنَ النِدَاءَاتِ المُزْعِجَة التَيِ يَجِبُ أَنْ انَصَاغَ لَهَا رُغْماً عَنِي.

عَلَمَنِي طَابُورُ الصَبَاح أَنَ الحَيَاة تَلْزِمُنَا أَحْيَاناً أَنْ نَقِفَ ضِمْنَ قَوَاعِدَ وَضَوَابِطَ قَدْ تَمْقُتُهَا نُفُوسُنَا لَكِنَنَا يَجِبُ أَنْ نَخْضَعَ لَهَا.

عَلَمَتْنِي كُتُبِي أَنَ قَدَرِي فِي عِلْمِي وَمَكَانَتِي تَكُونُ بِقَدْرِ العُلُوم الَتِي اخْتَزِنُهَا فِي ذَاكِرَتِي وَأَنَهُ لَا مَالَ وَلَا جَاهَ سَيَرْفَعُنِي فـَ كِلَاهُمَا عُرْضَة لِلزَوَال.

عَلَمَنِي حِرْصُ مُعَلِمَتِي أَنْ انْصُت لِشَرْحِهَا لِأَسْتَفِيد، وَأَن الحَيَاة تَحْتَاجُ إِلَى الكَثِير مِنَ الإِنْصَات وَالكَثِيرِ مِنَ التَرْكِيز وَالكَثِيرِ مِنَ الجُهْد لِأُحَقِقَ غَايَاتِي.

عَلَمَتْنِي رَهْبَةُ الامْتِحَان أَنِي سَأُوَاجِهُ فِي حَيَاتِي الكَثِيرَ مِن المَوَاقِف الَتِي سَأَقِف أَمَامَهَا وَجله مرتعده وَأَنِي لِأَتَخَطَاهَا يَجِبُ أَنْ أَتَحَلَى بِفَيْضٍ مِنَ الشَجَاعَة وَالثِقَة فِي النَفْسِ لِأَتَجَاوَزَهَا بِقُوَة.

عَلَمَنِي نِهَايَةُ اليَوْم الدِرَاسِي أَنَ لِكُلِ شَيءٍ فِي حَيَاتِي نِهَايَة، وَأنَهُ عَلَيَ أَن اؤمِنَ بِالنَهَايَات مَهْمَا كَانَتْ.

تَعَلَمْتُ مِن مَدْرَسَتِي الكَثِير وَالكَثِير مِنَ العِبَر، وَأَعْظَمُهَا أَن دُرُوبَ الحَيَاةِ وَعِرَة تَسْتَلْزِمُ الكَثِيرَ مِنَ الجُهْدِ وَالصَبْر وَالكِفَاح وَأنَنَا سَنُصَادِفَ أَصْنَافَ مُخْتَلِفَة مِنَ البَشَر لَنْ نَعْرِفَ مَعَادِنَهُم إِلَا بَعْدَ الغَوْصِ فِي أَعْمَاقِهِم.

قَدْ عَلَمَتْنِي مَدْرَسَتِي الكَثِير وَلَكِنِي لَمْ أَعِي ذَلِك الكَثِير إِلَا مِن صَفَعَاتِ الحَيَاةِ القَاسِيَة وَدُرُوسِهَا المَرِيرَة
.


















[/color]



[/color][/font]