تراجع معدل نمو الاستثمارات الخليجية في قطاع العقارات التجارية البريطانية خلال عام 2004 بشكل كبير, إذ فضل رجال الأعمال ضخ الجزء الأكبر من استثماراتهم في دول مجلس التعاون الخليجي العربية التي تشهد طفرة عمرانية وقفزة كبيرة في مؤشرات بورصات الأسهم.

وقالت دراسة أعدتها مؤسسة "تاورز أند هاملين" البريطانية المتخصصة في الاستثمارات الدولية والاستشارات القانونية، إن المستثمرين الخليجيين أنفقوا 460 مليون جنيه إسترليني (الإسترليني يعادل 1.81 دولار) في شراء عقارات تجارية في بريطانيا العام الماضي مقارنة مع أكثر من 920 مليون جنيه إسترليني عام 2003.

وأضافت الدراسة بحسب ما نشرته جريدة "الشرق الأوسط" اللندنية اليوم الأحد 5-6-2005 إن الاستثمار الخليجي في العام الماضي يمثل أقل مبلغ تم استثماره في العقار البريطاني التجاري منذ عام 2000, مرجعاً ذلك إلى عوامل عديدة منها: انخفاض قيمة الدولار الشرائية, وهو العملة التي ترتبط بها العملات الخليجية, مقابل الجنيه الإسترليني, وتقلص العوائد على الاستثمار العقاري في بريطانيا وأوروبا بصفة عامة.

وأوضحت أن الطفرة الاقتصادية التي تشهدها منطقة الخليج خصوصا في مجالي العقارات وأسواق المال تمثل عاملا إضافيا لنزوح الاستثمارات الخليجية من بريطانيا، حيث يدر الاستثمار في المنطقة عوائد أكبر كما انه مضمون سياسيا.

وتزامنت الدراسة مع ظهور تقرير المعهد الملكي للمساحين القانونيين البريطانيين (آر آي سي س) أشار إلى تراجع في العوائد المالية على استثمارات العقار التجارية, وإلى أنه ورغم الصعود "الدراماتيكي" في قيمة العقار التجاري خلال عام 2004 إلا أن العوائد على الاستثمار سوف تتراجع إلى 11 % عام 2005 .

وذكر أنه من المتوقع ارتفاع معدلات الفائدة المصرفية في عام 2006، وإذا حدث ذلك فسيتراجع العائد من العقارات التجارية في بريطانيا إلى 7 %.

ومن جانبه قال المدير بمؤسسة "تاورز أند هاملين" نيكولاس ايدموندز إن أسعار العقارات التجارية البريطانية والأوروبية شهدت ارتفاعا ملحوظا وازدادت التكلفة للأجانب الذين يتعاملون بالدولار أو العملات المرتبطة بالدولار، ولهذا لوحظ تراجع كبير في الاستثمارات القادمة من منطقة الشرق الأوسط.

وذكر مدير مكتب الشرق الأوسط لبنك "سيتي غروب" مارك مورغان إن الخليجيين بحثوا, تقليديا, عن استثمارات في الخارج لا سيما بريطانيا والولايات المتحدة، ولكن نظرا للطفرة الاقتصادية وموجة الخصخصة التي اجتاحت المنطقة تركزت الاستثمارات في منطقة الخليج ذاتها.

منقول

درعان