الموضوع: آية الاسترجاع
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-14-2020, 02:48 AM   #1
مشرف اقسام العام والنقاش


متاابع غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 24380
 تاريخ التسجيل :  Nov 2019
 أخر زيارة : 08-30-2021 (06:51 PM)
 المشاركات : 879 [ + ]
 التقييم :  11282
لوني المفضل : Cadetblue
آية الاسترجاع



اليكم هذه الوقفات المختصرة مع آية الاسترجاع:

‏١ - المراد بآية الاسترجاع هي قوله تعالى: {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين (*) الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون (*) أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون}.
٢ - قررت هذه الآية سنةً من سنن الله في الخلق، وهي سنة الابتلاء، والله تعالى له الملك والخلق كله، يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد: {لا يُسْألُ عما يفعل}.
‏٣ - وقررت أن المصاب يكون بذهاب بعض المحبوبات وحصول النقص بفوات بعضها، فكيف بها كلها؟ فالمصاب أعظم، والحاجة لمثل هذا الذكر أكبر!
‏٤ - قال القرطبي رحمه الله:
‏"جعل الله هذه الكلمات ملجأ لذوي المصائب، وعصمة للممتحنين؛ لما جمعت من المعاني المباركة، فإن:ك،
٧
‏قوله:"إنا لله" توحيد وإقرار بالعبودية والملك.
‏وقوله:" وإنا إليه راجعون" إقرار بالهُلْكِ على أنفسنا والبعث من قبورنا، واليقين أن رجوع الأمر كله إليه كما هو له.
‏٥ - يظن بعض الناس أن الاسترجاع لا يكون إلا عند الموت،والآية صريحة في شمول المصاب للخمس كلها، ولأجل هذا قال السعدي في بيان معنى المصيبة:"وهي كل ما يؤلم القلب أو البدن أو كليهما مما تقدم ذكره".
‏وفي الصحيح عنهﷺ: "«ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم...الحديث»،
‏٦- تأمل روعة التسلية الإلهية في هذه الآية حين بدأت بالبشارة!
‏فمن الآمر بالتبشير؟ ومَن ناقل البشارة؟ أدعك تتأمل.
‏٧ - ثلاث بشارات تنتظر المسترجع:
‏الأولى: عليهم صلوات-أي:ثناء-من ربهم.
‏الثانية: رحمة من الله.
‏الثالثة: الهداية: {وأولئك هم المهتدون}.
‏كل واحدة منها تساوي الدنيا وما فيها.
‏٨ - أحدهم وهو ذاهب لاختبار نهائي في الكلية تعطلت عليه سيارته، فأصابه قلق واضطراب عظيم،فتوقف عنده أحد طلاب العلم، وذكّره بهذه الآية، فما هو إلا نزلت السكينة والرحمة من واهبها جل وعلا.
‏٩ - جميل -عندما تسترجع أن تسترجع بقلب موقن بهذه الثلاث، ففي الله عوض من كل مفقود، وخلف من كل فائت.
١٠ - قال السعدي رحمه الله:"ودلت هذه الآية على أن من لم يصبر، فله ضد ما لهم، فحصل له الذم من الله، والعقوبة، والضلال والخسار، فما أعظم الفرق بين الفريقين! وما أقل تعب الصابرين، وأعظم عناء الجازعين!"اهـ.

‏تلك عشرة كاملة.

‏أسأل الله تعالى لي ولكم العافية، وصدق العبودية في أحوالنا كلها.


أ.د. عمر المقبل


 
 توقيع : متاابع

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس