عرض مشاركة واحدة
قديم 03-25-2012, 06:49 PM   #3

شــاعرهـ_اداريه



الصورة الرمزية على النيه
على النيه غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15805
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 03-25-2024 (02:41 AM)
 المشاركات : 46,463 [ + ]
 التقييم :  150736
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkred

اوسمتي
حضور شكر وتقدير سيدة الطبخ الأولى 1434 هـ البرونزي الثالث لأجمل لقطة 1434 هـ وسام دعوة للضحك وسام يوتيوب رمضاني 1434 
مجموع الاوسمة: 11



علمونا في المدرسة أن العين آلة تصوير دقيقة تلتقط صور المرئيات
وأن عيون الناس جميعا متماثلة لها شبكية وقزحية وقرنية ...وصدقنا
هذا كله يومئذ إلى أن بدأنا نكتشف أشياء ليست جديدة لأننا كنا نعيشها دائما ....
إن أي من كاميرات العالم تلتقط أي مشهد بشكل واحد في لحظة واحدة ...
ولكن عين كل إنسان تراه بصورة تغاير الصورة التي بها عين الآخر ...
لأننا نرى الأشياء من خلال أنفسنا بكل ما تحمله من نزوات وأمان وطين ...
وطيب ...بل إننا نرى الأشياء في لحظات نفسية متباينة بصور متعددة ....

هذا ما كنت أفكر به وأنا في ركن شرفتي التي تطل على حديقة الجيران
لم أكن أعرف كم من الوقت انقضى وأنا في جلستي هذه ،كئيبة كمآتم ...
خرساء كموجة أعماق ...لكنني فؤجئت بأبي يتأملني بهدوئه المعتاد ثم ...
يسألني ببساطة : " ما هي مشكلتك الليلة "وأبي أعتاد أن يراني هكذا كئيبة...
كمآتم تارة وسعيدة ضاجة كطبل تارة اخرى واعتاد أن يسأل دون أن ينتظر...
مني جوابا ...لكنني أجبته بعد أن كررسؤاله : لقد ذهب ...اختفى ...
- من هو؟....
- صديقي الذي كان يغني لي طوال الليل ..صديقي الذي يذكرني بصفاء ...
غابات شاسعة وبأمسيات صيف دافئة في حقول نائية ....
- من تعنين ؟....
- أعني صديقي ...الجندب !!


و
... لك حبي .. ولي ذكرياتي ..

الصدق الذي يفجر اللغة
هو نفسه الذي يشلها أحيانا ...
و إلا لكتبت دائما لك وعنك وحدك
ومع هذا أحدثك باستمرار
أسمع كلماتي متعبة و نائية
كسعال طفل يقف في البرد خلف الباب
والباب ضخم وموصد .

غيابك يغتالني
وحضورك يغتالني ،لأنه عتبة لغياب جديد

حينما نلتقي صدفة كما يلتقي الغرباء
تخترقني صورتك
كرصاصة محكمة التصويب إلى جبهتي
وحينما أسمع صوتك من جديد...
يخفق قلبي
كجسد عصفور طار تحت الثلج مئة عام

من الأعماق ، من أعماق بئر الصمت
المسكونة بهذيان الشوق
من أعماق ذلك الجرح الذي لا قرار له
من أعماق بحيرات الذاكرة
ومياهها المعتمة الغامضة
ينبض الشوق إليك
من أعمق الأعماق
من أعماق نهر الجنون
وطبول الذكريات تدق في قاعه
أناديك....
ضمني إليك
وكن موتي الأخير !..



ختم الذاكره بالشمع الأحمر
لــ غاده سمان


 
 توقيع : على النيه



رد مع اقتباس