عرض مشاركة واحدة
قديم 06-23-2010, 08:33 PM   #8


الصورة الرمزية ابن العرب
ابن العرب غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 17319
 تاريخ التسجيل :  Jun 2010
 أخر زيارة : 05-17-2015 (08:21 PM)
 المشاركات : 783 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue




المنهج الانهزامي والديانة الصينية..

أولاً - عن سنن الله في نصر المؤمنين، وأن الله لا ينصر المسلمين بتوازن القوى العالمية، إنما ينصرهم بارتباطهم بربهم I واعتمادهم عليه، واتّباعهم لشرعه، ووحدتهم على أساس العقيدة، لا ينصرهم في ذلك توازن القوى العالمية أو عدم توازنه. نَعَمْ قد يستغل المسلمون التغيرات الموجودة في الدنيا ليحققوا مصلحة ما لهم ولأمتهم، لكنهم لا يعتبرون هذه التغيُّرات الدنيوية وسيلة حتمية لتحقيق النصر، ومن ثَمَّ يضيع الفارق بين الوسيلة والغاية؛ فالغاية أن نصبح أقوياء بالله وبارتباطنا به، وعندها سننتصر مهما كانت الظروف العالمية، وفي ظل قوة أمريكا أو الصين أو غيرهما.

إن هذا المنهج الانهزامي الذي يفترض أن فرصة المسلمين للنجاة لا تكون إلا بالاعتماد على دولة أجنبية، منهجٌ مُحبِط وغير فاهمٍ لطبيعة النصر في حياة هذه الأمة.

وثانيًا: المسلمون يغفلون ديانة هذه الدولة الصينية وكعادة يضعون الدين جانبًا عند التحليل، أما نحن المسلمين فإننا نعتبر القرآن الكريم والسُّنَّة المطهَّرة هما أهم الوسائل المساعدة لنا على فَهم الماضي الذي رأيناه، والواقع الذي نعيشه، والمستقبل الذي نُقبِل عليه.

فهؤلاء الصينيون إمَّا ملاحدة شيوعيون لا يؤمنون بإله أصلاً، أو وثنيون يعبدون بوذا وكونفشيوس من دون الله
مع أن الأمريكان يُشرِكون المسيح مع الله إلا أنهم في النهاية أهل كتابٍ، وهذه معلومة أخبرنا القرآن الكريم أن لها علاقة مهمَّة بتحليلاتنا..
فالله يقول في كتابه: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى} [المائدة: 82].
أشد الناس عداوةً للذين آمنوا بنصِّ القرآن، هم اليهود والمشركون الوثنيون عُبَّاد الحجر والبقر،

دموية الصينيين وتركستان الشرقية :
وثالثًا: فإن هؤلاء الذين يعلقون آمالهم على الصين يغفلون تاريخهم في الأراضي! والصينيون من أكثر شعوب الأرض دمويةً، ومن هذه البلاد ومن منغوليا أتت جحافل التتار التي أذاقت شعوب العالم العذاب ألوانًا، وقاسى المسلمون منها بشدة، وذُبح منها الملايين على أيديهم، وكان الموفق عبد اللطيف البغدادي يصف سيرتهم قائلاً: إنهم لا يهدفون إلى السرقة والنهب والتملك، ولكن إلى إفناء النوع البشري

ورابعًا: فإن معلقي الآمال على الصين يغفلون طبيعة الحكم الصيني، الذي ما تغير عبر القرون الطويلة، ولم يختلف كثيرًا في شيوعيته الحديثة عن إمبراطورية الصين القديمة؛ فالحكم في الصين دومًا هو الحكم الدكتاتوري الأوحد، ولا يُقبل فيها مطلقًا بالرأي الآخر. ولقد اعترف "ماو تسي تونج" زعيمهم الأكبر أنه قَتَل في سنة 1951م -تحت مسمَّى القضاء على الثورة المضادة- أكثرَ من 800.000 شخص من المناوئين لسياسته كما كان يفتخر بأنه دفن أكثر من 46.000 عالمٍ وهم أحياء
ولكم أن تتخيلوا كيف يكون الحال إذا أطلقت مثل هذه الدولة على العالم! فهذا حالهم مع أهلهم،وابنا جلدتهم فكيف سيكون مع من حولهم من الشعوب؟!

العودة للسيرة والعزة بالإسلام :
وخامسًا: فإن الذين يعلقون آمالهم على هؤلاء الوثنيين يغفلون دراسة السيرة النبوية، أو لا يربطونها بواقعهم..

أليس في علاقة أمريكا بالصين شبه مع علاقة أخرى دوَّنتها لنا كتب السيرة؟!

أليس لها وجه شبه مباشر مع الحرب بين الروم والفرس؟!

ألم يكن الروم في ذلك الوقت يعبدون المسيح من دون الله، ويمارسون الظلم على كل الشعوب التي يحتلونها؟!

كان هذا يحدث، ولكنهم في النهاية أهل كتاب، وإيمانهم أقرب، وقلوبهم أرقُّ من أولئك الذين يعبدون النار.

وليس معنى هذا أن الأمور تميَّعت، وأصبح الروم كا لمسلمين؛ فقد تعقدت الأمور بين الدولة الإسلامية الناشئة وبين دولة الروم العملاقة، وصار الأمر إلى صدام مباشر بين المسلمين والروم. وتلك الحروب الداميه وهزمو الروم فيها

لكن الإحباط الذي أصاب المسلمين نتيجة التجبُّر الأمريكي دفعهم إلى الرغبة في الخلاص من مشاكلهم ولو بتعليق الآمال على الشيوعيين، ونسي المسلمون إجرام الشيوعيين السوفيت واليوغسلاف والصينيين وغيرهم، وكان المسلمون كالمستجير من

الرَّمْضاء بالنار، وتفرقت بهم السُّبل، وتاهوا في طرقات السياسة النفعيَّة. ولو أفاقوا لأدركوا أن السبيل للعزة والتمكين والنجاة واحد لا ثاني له، وقد ذكره ربُّنا في كتابه حين قال: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: 153.)

هذا وأسأل الله أن يُعِزَّ الإسلام والمسلمين.


للحديث بقيه