عرض مشاركة واحدة
قديم 06-24-2010, 09:18 AM   #15


الصورة الرمزية ابن العرب
ابن العرب غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 17319
 تاريخ التسجيل :  Jun 2010
 أخر زيارة : 05-17-2015 (08:21 PM)
 المشاركات : 783 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


تركستان قلب آسيا
تأليف الشيخ العلامة
عبدالعزيز جنكيزخان
1945م القاهرة
على المرء فى هذه الدنيا واجبات ترتبط بذمته، و تتحقق بها سعادة دنياه و آخرته، و أهمها فى حياة الشخص واجبان: واجبه الدينى و واجبه الوطنى .... و لقد كنت منذ نشأتى أشعر بإيمان عميق يدفعنى إلى أداء هذين الواجبين، فرأيت أن خدمة بلادى تعد وفاء بهما، و قياما بحقهما فى وقت واحد.
و ذكرت أننى إذا وفقت إلى اخراج كتاب باللغة العربية فى تاريخ تركستان، فقد خدمت الدين و الوطن، و أرضيت الله و الأمة.
أن تاريخ الترك لن يعرف منفصلا عن تاريخ الإسلام، كما أن الإسلام لا يمكن إستيفاء عصوره و أجياله بحثا و استقصاء بغير تاريخ الأتراك، فكلا التاريخين مرتبط بأخر و متم له – فهمما كالروح و الجسم لا ينفصلان، و كالنور و الحرارة لا يفترقان قمت بهذا الواجب فعلا، فصنفت كتابا يشتمل على مجلدين كبيرين عن بلادى منذ بزوغ فجر تاريخها إلى اليوم و اطلعت عليه اسم « التركستان الخالدة ». و كنت أحاول أن اخرجه للناس فى صورته الكاملة، فحالت أزمة الورق و الظروف الحاضرة دون الوفاء بذلك، فآثرت التريث و الانتظا حتى شرفنى "الجمعية الخيرية التركستانية " و "الجالية التركستانية بمصر"بتكليفى بإصدار رسالة موجزة عن تاريخ التركستان، فتلقيت هذه الرغبة النبيلة بما هى جديرة به من تلبية و استجابة؛ ثم توالت الرسائل من تركستان تتعجل عودتى إلى الاوطان، و أنا بدورى لست أقل شوقا إلى الوطن؛ من الوطن حين يدعونى إلى الاستنارة بضيائه و الحياة السعيدة بين أرضه و سمائه
وردت على الرسائل الكريمة من أشقائى: ( فضيلة المفتى مطيع الله مخدوم، و صاحبا العزة عبدالحميد مخدوم و أي مخدوم )، فكأنها صورة الوطن بدت لعينى، و مثلت أمامى، و لما كنت مضطرا إلى تلبية الرغبتين، و المسارعة إلى تحقيق الواجبين، فقد كنت نشرت هذه الرسالة تحقيقا للغرض الدينى و الوطنى، آملا أن يجدها المسلم المطلع عليها مشتملة على جملة صالحة من تاريخ تركستان، فإن هذا الباب من التاريخ يقع من المراجع فى صورة موزعة، و لا يكاد الباحث يقع فى المصادر العربية منها على كتاب شامل لأجيال تركستان كلها إلى العهد الأخير. فى هذه الرسالة على إجمالها و صغر حجمها عجالة صالحة يجد فيها القارئ صورة مصغرة لعصور تركستان التى سجلتها على وجه من الاختصار، و هى تعرض على القارئ ال أحداث و الصور و تكشف له فى مشاهدها على الملوك و الاسر.. حتى ذا أقبل هذا العصر يحمل فى طياته الكتاب و انطوت صحائفه مؤقتا – فلعى عائد لتركستان الشرقية – انتهى الكتاب و انطوت صحائفه مؤقتا – فلعلي عائد إلى استكمال هذا البحث بالحصر، واستيعاب ما اشتملت عليه حوادث هذا العصر، فمن أراد بعد ذلك استيفاء المعلومات الضافية عن تاريخ تركستان، ففى « تركستان الخالدة » غناء و شفاء. و لن أدع هذه المقدمة قبل أن أختتمها بشكر الجمعية الخيرية التركستانية، و الجالية بأكملها – راجيا الله عز وجل أن يمنحنى السداد فى هذا الجهاد العلمي، و أن يكتب السعادة و التوفيق لشعب تركستان؛ فهو ولى العناية و هو المستعان

للحديث بقيه