الملاعب السعودية.. ولا في الخيال

الملاعب السعودية.. ولا في الخيال

فياض الشمري
****************البعض يصوّر بداية الدوري السعودي على انها مختلفة عن السابق وان هناك تحسنا في الاداء والتنظيم وعدم الشكاوي من سوء الملاعب، وهناك من وصفها بالمثيرة والممتعة على طريقة معلق مباراة الاهلي والنصر (ولافي الخيال ويالها من متعة بينما الكرة الى الآوت نتيجة تسديدة طائشة) بينما الواقع غير، وهذا الكلام اشبه بالعبارات التي تقال لدى زيارة المريض الذي يعاني من وعكات صحية عدة "انت طيب وصحتك احسن من الأول" من باب رفع المعنويات.

البداية بكل اسف غير جيدة ولاتختلف عن بدايات ونهايات المواسم السابقة، التنظيم في الملاعب لم يتغير والقرارات التحكيمية "سعيد اخو مبارك"، بل زادت سوءاً، الملاعب هي الاخرى اصبحت اسوأ من السابق على الرغم من انضمام السعودية لهيئة الاندية المحترفين في قارة آسيا والجولات التفتيشية التي قام بها وفد الاتحاد القاري لتفقد البنية التحتية والاعلان انها مطابقة لما يريد، ويبدو انه شاهد ملاعب غير التي نشاهدها وتقام عليها المباريات والا لكان له وجهة نظر اخرى ربما تكون مرة بالنسبة لنا.

شاهدنا ملعب العروبة في مباراته مع الاتحاد وملاعب اخرى لاندري كيف تحتضن المباريات وهي تفتقد لابسط الشروط التنظيمية والامنية والخدمات التي وعدت بها الرابطة، لانعلم ماذا تفعل الجهات المعنية؟ واين ذهبت تصريحاتها ووعودها وعبارة كل "شيء تمام"، الاعتماد مع الاسف على هذا الاسلوب و"مواعيد عرقوب" اصبح غير مجد في ظل ذكاء المتابع والمامه بكل شيء، هو يقرأ مابين السطور ويحلل ماوراء الكلمات، يعرف من الصادق، ويميز بين عبارات ذر الرماد في العيون والاحاديث التي يرجى منها نتائج.

بعد رؤية ملعب العروبة عادت بنا الذاكرة الى الوراء وتصريح رئيس رابطة الاندية محمد النويصر حول اقامة مباراة السوبر السعودي في دبي، وادركنا ان ذلك ليس بهدف تغيير المكان وتقديم دعاية جديدة ومختلف لهذه المباراة انما لعلمه ان الملاعب السعودية سيئة ولايمكن ان تتحسن بيئتها، لا نغبط المدير التنفيذي للرابطة ياسر المسحل الذي يعد احد الكوادر السعودية التي نفتخر بها على المستوى القاري وربما نرى فيه عبدالله الدبل في المستقبل وهو يتولى المهام التنفيذية وسط امكانات ضعيفة ووعود لايمكن ان نشاهدها على ارض الواقع، مخلفة غضبا جماهيريا وتضجرا من الاندية التي اصبحت ملاعبها افضل بقليل من الملاعب التي يفترض ان تكون معتمدة للمباريات الرسمية وفق المعايير المطلوبة والشروط التي يجب توفرها انما نقول اعانك الله فالوضع صعب.

قضية الملاعب وسوء التنظيم ورمي طرف بالمسؤولية على الطرف الآخر حتى اصبح المتسبب في سوء البنية التحتية مجهولاً صارت "ام القضايا" بالنسبة لكرة القدم السعودية والرياضة عموما، الخطأ يتكرر والوعود باصلاحه تتكاثر والتأكيد على ان ملاعبنا ستكون غير، مستمرة، ومع هذا لانرى اي شيء يحفزنا على التفاؤل، منذ متى بدأ عمل الرابطة والتواصل مع الاندية بصورة مباشرة؟ مع الاسف منذ فترة؟ والنتيجة ماهي؟.. لاجديد الشكاوي ذاتها والاخطاء لم تتغير والملاعب متهالكة، تغيرت الادارة ومن يدير العمل ولم يتغير شيء نحو الافضل.. وهنا يحق لنا التساؤل: الى متى وملاعبنا ومسابقتنا وتنظيمنا وتحكيمنا صداع مستمر؟، الاندية الاعضاء شريك رئيسي فيما يحدث حتى لو اشتكت وهي تعرف لماذا؟