ننتظر تسجيلك هـنـا

 

:: كل عام وانتم بخير ::  
التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم    المشرفة المميزه 


بقلم :

قريبا
تتوالى مسيرة العطاء هنا في بعد حيي الى ان يحين قطاف الثمر فيطيب المذاق وتتراكض الحروف وتتراقص النغمات عبر كلماتكم ونبض مشاعركم وسنا اقلامكم وصدق ابجدياتكم ونقآء قلوبكم وطهر اصالتكم فآزهرت بها اروقة المنتدى واينعت . فانتشت الارواح بعطر اقلامكم الآخاذ و امتزجت ببساطة الروح وعمق المعنى ورقي الفكر .. هذا هو آنتم دانه ببحر بعد حيي تتلألأ بانفراد وتميز فلا يمكن لمداها العاصف ان يتوقف ولا لانهارها ان تجف ولا لشمس ابداعها ان تغرب.لذلك معا نصل للمعالي ونسمو للقمم ..... دمتم وطبتم دوما وابدا ....... (منتديات بعد حيي).. هنا في منتديات بعد حيي يمنع جميع الاغاني ويمنع اي صور غير لائقه او تحتوي على روابط منتديات ويمنع وضع اي ايميل بالتواقيع .. ويمنع اي مواضيع فيها عنصريه قبليه او مذهبيه منعا باتاا .....اجتمعنا هنا لنكسب الفائده وليس لنكسب الذنوب وفق الله المسلمين للتمسك بدينهم والبصيرة في أمرهم إنه قريب مجيب جزاكم الله خير ا ........ كل الود لقلوبكم !! كلمة الإدارة


العودة   منتديات بعد حيي > المــــنتديات العــــامه > منتدى ضفاف حره

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: @( أريد لأفكاري وعقلي مستشار )@ (آخر رد :شبام)       :: الاردن يعتلي الصداره بفوزه على السعوديه (آخر رد :جنون الشوق)       :: عنـدمآ يؤلـمـگ .. الـنـظـر إلـى ..{ الورآء ..! (آخر رد :تخيلتك تنآديني)       :: اسلميه 100 ::100 (آخر رد :الاسلميه)       :: ❤ أنـا اوُّلـى ❤ (آخر رد :وتم بعيد)       :: الجمعة أول أيام "ذي الحجة" والسبت بعد القادم "يوم عرفة" والأحد "عيد الأضحى (آخر رد :جنون الشوق)       :: ابوجابر (آخر رد :شبام)       :: تكفا ي هيه لتكن خطواتك في الخير كمن يمشي على الرمل (آخر رد :مزون شمر)       :: للزميل متابع (آخر رد :جنون الشوق)       :: العجوز والمعلمه (آخر رد :بنت البدو)      

الإهداءات
من النايفات : دارٍ تعمد هجرها لاتشره..... نجيك في دارك ترى الهجر مردود     من امممم الفَـرَحْ .. : ربي انسج لي من أقداري أثواب فرح لا تبلى ..!    

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-17-2010, 04:12 PM   #1


الصورة الرمزية Nujoud
Nujoud غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15291
 تاريخ التسجيل :  Nov 2009
 أخر زيارة : 02-03-2016 (09:32 PM)
 المشاركات : 6,404 [ + ]
 التقييم :  50
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
سبحان الله وبحمده وسبحان الله العظيم .
 اوسمتي
وسام شكر وتقدير 
لوني المفضل : Cadetblue

اوسمتي

[.. سَرْمَدٍيْة وٍحْدَهـ ..] " قصة مميزة "









يقطن في حجرة مهترئة الملامح ..
يقوم كل صبيحة على نميم جرذانٍ سوداء ..
ليس لديه ممتلكات سوى مكتبة بخشب قديم متقطع ..
وغرفةٍ مربعة متقاربة الأركان ..
لديه كرسي هزاز يتهشهش كل يوم عليه حتى يقوم بإراحة الذاكرة قليلا من عناء سفرها كل يوم الي مالا تعلم ..!
يستيقظ كل صبيحه ويقوم بعمله الروتيني
فنجان قهوةٍ ثقيلةٍ يكاد سوادها يظلم تلكمُ الحجرة ..
قلم الكتروني في عقله يكتب مايريد به حتى ينتهي ثم ان اراد دونه
وإن لم يرد لايبالي ..!

..
جالس على ذلك الكرسي المعتاد وعينيه الواسعتين تكاد تخترق صفاء السماء صعودا وتفكيرا ..!
بيده كتاب عنوانه "حياة راحل " كتاب تعلو الغبرة غلافة قرائه عشرات المرات ولم يبالي ..!


يسأل نفسه كل مرة هل فعلا روحه رحلت وبقي جسده متغربا في هذه الدنيا أم ماذا..!
أطلق العنان لذكرياته تصول وتجول في وديان صغره عندما كان صغير السن يرتع ويلعب بين اهله وعشيرته ..!
بدأ بعقد حاجبيه وجانبيه حينما تذكر تلكمُ الحادثة الكارثة ..!

" ذهب اهله في مغرب ليلةٍ من شهر رمضان لشراء بعض الحوائج الروتينيه قبل ذلكم الشهر بقي
هو لوحده في المنزل مع الخادمه وكان ابن الثمانِ سنين ..انتظر كثيراً وكاد الانتظار يكسر فنجان صمته وانكسر فعلاً وذهب هارعاً الي جاره وعينيه تكاد تبيض خوفا يديه أصابها شيٌ من بحر سكون وتلاطم وجزر ومد وأشياء غريبه أحتاطه كما الطوفان ذهب ليخبره عن تأخر أهله كثيراً .. ذهب الجار مسرعاً وأخذ الهاتف وقام بالإتصال بهم ولكن دون جدوى ..!

طمئنه جاره بتلفيقةٍ لم تأخذ مأمنها منه فعيني الجار كانت متحركة بكثرة فأثبتت له أنه لم يصله الخبر اليقين .. قال له أذهب وغداً ان شاء الله سنكون بخير ..ذهب وقلبه لازال معلقاً بين السماء وبين الأرض بين الكذب وبين الصدق.. أستلقى على سريره ولازال جسده منهمكاً بين رجفة خوفٍ ورجفة رجاء ؛ رباه لاتحرمني منهم رباه لاتذرني فردا؛ ضل يدعو كثيرا حتى تمكن النعاس منه .. استيقظ صباحاً على طرقٍ هادئٍ على باب حجرته .. واذا بجاره أتى مطئطئاً رأسه وتعلوه عصبةً أوضحت له الكارثة.. جلس يبكي وانهار كثيراً وضل على هذا الحال خمس او ست سنوات ..توفى جاره وسافرت الخادمة ثاني يوم من ذلك النبأ ولاتزال سحابة الصيف غائبة عنه.. أنسحب من مدرسته لعدم قدرته على مصاريفها كان يعمل لدى جاره لكن عند بلوغه الخامس عشر لم يجد من يعيله وضل في بيته بين الكتب وبين القهوة وبين سجائر لا صلاة ولاحياة ..!


والآن يبلغ من العمر تسعٍ وعشرون قوي البدن ضعيف القلب شديد الحزن وحبال اليأس مكبلة له من كل ناح
لا يعرف أحداً ولا يأتيه أحد فهو منعزلٌ وبشدة إلا تلك الفئران التي وضعت بصمتها على فخذه الأيمن ..!



جلس على الكرسي وبدأ يقلب في ذلك الكتاب سقطت ورقة صفراء منه لقدمه .. لم يكن بمزاجه النزول لإحضارها قرأ الصفحة الأخرى وأحس أن الكتاب ان نقص حرفاً نقص كلاً فأقفله ..!
ذهب الي سريره مستلقياً وواضعاً كلتا يديه أسفل مؤخرة رأسه شاخصاً بصره لأعلى وذهب بتفكير عميق في حياته ..!
سقطت من عينيه دمعتين لكنه لم يبالي بها فقد أعتاد عليها كثراً
أشتاق لوالديه كثيراً لجاره للضجيج للعب للحركة للحبال للشوارع للغداء والعشاء وأشتاق لنفسه أيضاً ..!
مسح عينيه بقلق وحزن وجر أذيال اليأس ذاهبا الي متنفسه الوحيد
ذلك البحر الذي ما إن أحسس انه غرق في همومه ذهب ليغرقها في البحر ..!
ذهب هناك وجلس امام البحر قبيل الغروب محيطاً رجليه بيديه وواضعاً ذقنه على ركبتيه وذهب متأملاً..!


متأملاً في حياته وكيف هي فعلا نبذه من حياة راحل ..!
فكل شي قد رحل من حياته الا جسده ضلت باقيه والجسد بلا روح تصبح كأنها آله الكترونية قابلة للخراب ..!
متأملاً في سرمدية الوحده التي عاشها وفي طول أجل اليأس الذي قارب على مواكبة ربع قرنٍ من حياته ..!
وكيف هي حجرته السوداء في جوها وضوءها ومكتبه وسريره المتهتك وكرسيه المكسور وتلك الفئران التي أصبحت كائنا أجتماعياً معه ..!
كيف يرى الناس غادون رائحون دونما يعرفهم من هم وكيف هم ولما يذهبون ولما يعودون وعلى ماذا يتكلمون ..!
أحسس أن حياته مثل مثلث رأسه كتابته والركن الأول كتبه والركن الآخر البحر ..!
في هذه اللحظة افترش ارضاً وبدأ بكتابه الامنيات ..!
فلم يتمنى الا أن الله يهبه المنية في أقرب وقت ..!




الله أكبر الله أكبر لا اله الا الله ..!

بدأ يستشعر روحانية الآذان وكيف هو شي عجيب يقال خمس مراتٍ في كل يوم ولكن في كل مرة نستشعر عظمته وكأننا نسمعه لأول مرة ..!
ركل غفلته بكلتا قدميه..!
نفض عن يديه تراب البحر نظر الي البحر وابتسم وذهب الي المسجد المجاور من حجرته ..!
دخل المسجد بتحية الأسلام رد الجميع هناك ولكنه لم يرفع عينيه في أيٍ منهم ..!
جلس بين الأذان والإقامة يسترجع الأذكار وكان جميع من في المسجد مستغربون الي حد الحملقة ..!

قامت الصلاة وقام المصلون ورآء الإمام قرأ الإمام ماتيسر له الي أن وصل الي آيه ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ") اجهش في البكاء هنا وكاد ان يسقط مغمياً عليه ولكن تماسك بقوة الله وحوله ..!
فرغ من صلاته وجلس لوهلة لاتعد جلس يتأمل في القابعون هناك بين شيخ قد ناهز السبعين وأتى فرحاً مستبشراً وبين أخر قد أوصل التسعين وعلامات الشيخوخه قد لعبت لعبتها في وجهه بين خطوط متفرعه هنا وهناك وبين ظهر أحدب وبين رأس قد أشعل بها حطباً من الشيب ولكن تبقى تلكمُ السجدة هي الناقذ الأعظم ..!



بدأ يتسائل في نفسه هل هم فعلاً هكذا فرحون في منازلهم ..!؟
أمي هي طقوس الأقنعة الخارجية وما إن لبثوا الي منازلهم حتى تنتهي ليلتهم التنكرية وينقلب العون الي فوعون ..؟
بينما هو قد استرسل في تفكير ولأول مرة يتحرر من قيود الأنا والتفكير بحاله واذا بشيخ طاعنٍ في السن والصحة قد أقبل عليه مرحباً ورائحه العود قد أصبغت ثنايا إزارهـ ..؟
السلام عليكم ورحمة الله
أهلا وعليكم السلام
كيف حالك يابني
قال في نفسه ومن أنت حتى تسأل عن حالي ..؟
ثم أردف قوله بـ ولله الحمد من الله دائمون
يابني أنا في هذا المصلى منذ أكثر من أربعين عاماً ولـ أول مرةٍ أراك هنا
بدأ يستفيض غضبا من هذا الحديث فقال .." وهل يُحاسب المصلون على صلاتهم ياعم ..؟
ضحك الشيخ لغضبه وقال وهل أغضب من رؤية شاب في مقتبل عمرهـ يرتاد المساجد إنها والله الفرحة يابني التي جعلتني أستغرب هذا المشهد ..!
دار الحديث لأكثر من نصف ساعةٍ وأحس الشاب بشعور غريب تجاه هذا الشيخ وما إن عاد الي منزله حتى راودته أفكار وذكريات جما
كيف لو أن ابي قد عاش ألست سأكون في هذا المسجد لـ تسعٍ وعشرين عاماً ..!
أهـٍ ياهذا الشيخ وكأني أرى به وجه أبي ..!
تقلب كثيراً على فراشه حتى راودهـ النوم وما إن استيقظ لصلاة الفجر ذهب الي المسجد نشيطاً فرحاً مشتاقاً لذلك الشيخ الممازح المسامر ..!


صلى صلاة الفجر وما إن فرغ أتاه الشيخ وسلم عليه وسأله عن حاله وقام بدعوته الي منزله ..!
ذهبا معاً الي منزل الشيخ وحال وصولهما رأى الشاب شيٌ عجيب بيتٌ في قمة العظمة والمساحة ورفاهية تبدو في كل ركنٍ من أركانه بدا نظرهـ يشخص في كل شيء حتى قاطعه الشيخ قائلاً لم يزدد بيتي نوراً الي لوجودك به ..
بارك الله لك في بيتك ياعمي وحفظ لك ماتملك من مالٍ وبنون
ضحك الشيخ قائلاً هذا المال ولكن أين البنون ..؟
أحمر وجه الشاب وأحسس أنه قد قام بتحريك جَرحٍ في روح هذا الشيخ الرحوم تأسف منه ولكن قال الشيخ ..!
لدي من الأولاد سبعاً ومن البناتِ ثلاثٍ ولكن لم يرزقني الله بر أحدٍ منهم ..!
فجميعهم تزوجوا ولم نستطيع أنا وزوجتي رؤيتهم الا في عيدي الفطر والأضحى ليومٍ واحد فقط ..!
بدأ الشاب يشعر بالضيق لحال هذا الشيخ وأحبب أن يواسيه وأن يخفف عليه أزمته وأن يثبت له ان مصيبة غيره أعظم من مصيبته أردف قول عمه قائلا ..




وما قولك ياعم : في رجل قد قرب الربع قرنٍ وهو يقطن وحيداً لايوجد في حياته لا إنسٌ ولا جن سوى كتب وقلم وأوراق ومؤنسي وملاذي الوحيد هو ذلك البحر الذي يوماً اشتاط منه غضباً ويوماً أحضنه شوقاً ..
تعجب الشيخ كثيراً : ولماذا يابني تسكن لوحدك هل انت وافد أم ماذا ..؟
لا ياعمي أنا من هذه القرية ولم أخرج منها يوماً أبداً .. ولكن جُل القصة أنني فقدت أهلي وأنا لم أتجاوز الثامنة من عمري إثر حادث قد ذهب بحياتهم أجمع ..
حزن الشيخ وكأنه يرى كهف الظلام قد أضحى في وجنة هذا الشاب
أسمع يابني وإني بحالك مطلع ومنفجع أنت بمكانة أحد أبنائي وربما ربي أخذ مني وأعطاني ..!
فأسمع قولي هذا ولاتقاطعني البته ..!
بما أنك تقطن لوحدك وأن بيتي هذا كبيرٌ ووفسيح فما أريده منك إلا أن تأتي للعيش معي وسأوفر لك عملاً في المسجد بإذن الله ..!
أستفاض الشاب حياءً وغضبً وبدأ دمه يفور وكأنه البركان ..!
وقف من مقعده قائلاً شكراً لك ياعم فلتعلم أني لم أأتي هنا طلباً لمكرمةٍ أو عطية لم أأتي إلا لأنك بمثابة أبي وإجابة لدعوتك ..!



شكراً لك بحجم عطائك وكرمك ولكنني لم أعتد أن أمد يدي لأحد أيً من كان الي اللقاء ولقائنا في المسجد ..!
سحب الشيخ يده بقوة وعنف شديد وتكاد عينيه تخرجُ شرارة من قهر ..!
إن لم تقبل العيش معي فأقبل العمل يابني فالعمل في بيت الله عز وجل عزة ورفعه ..!
أمرك ياعمي سأعمل ولكن دون مقابل فلله عز وجل أعمل وليس لغيرهـ ..!
إن لم تقبل الجزاء فلتعلم أن لاعمل لك ..!
طأطأ الشاب رأسه موافقاً وأبتسم الشيخ إبتسامة رضاً وحب وعلم الشاب ان الشيخ لم يخدمه إلا لأنه أعدهـ واحداً من ابنائه ..!
قال الشيخ من غدٍ ستأتي قبل الفجر بنصف ساعة لتفتح أنت المسجد وتقوم بأشعال الأضواء وأعمارهـ بالعود وحتى يفرغ الناس من صلواتهم تقوم بأقفاله وهكذا دواليك ..!
شعر الشاب بتعبٍ من هذا العمل وكيف أنه لم يعتد الذهاب الي الصلاة فكيف به الذهاب قبيل الناس ..؟



وما أن حان الفجر أستعد وذهب بكل ما أوتي من همةٍ ونشاط وأمل وحياة جديدة قد تقطر عليه الفرحة من أبواب السماء ..!
ذهب وفتح المسجد وكأنه بيته فقام بأتقانٍ شديد في العمل رفع عن ساعديه وقام بإشعال الأضواء وتبخير المسجد بالعود الذي يبعث أريجاً أقوى من أريج الزهور وما إن فرغ جلس وقرأ ورداً من القرآن يستفتح به يومه ..!



أتى المصلون وكأنهم يرون حياة جديدة لهذا المسجد في ضل كنف هذا الشاب ..!
فقد أصبح معروفاً لدى الجميع ومحبوباً لديهم وأستبشر الشيخ منه بشدة ..!
ودع الشيخ وذهب الي بيته فرحاً مستبشراً ولكن في طريقة تذكر البحر وكيف قد عانى جداً من همومه ففي كل يوم يُلبس البحر لباس الهم والسواد وحان الوقت كي ينقشع ذلك اللباس ويُبَدل ..!
ذهب الي البحر وكأنه لأول مرةٍ يراهـ نظر اليه نظرة مشتاق ومحب وعاشق ونورسٍ وبحارٍ وكل شي عزيز ..!
بدأ يسرد ماحدث معه للبحر وكيف أن الدنيا قد قهقهت في عينيه ولم تبتسم فحسب نظر الي البحر وتنفس الصعداء بأمل وأطلق حرية الفرح أن تطير وتهيم مع طيور البحر ..!
عاد الي حجرته وتذكر أنه قد هجر قهوته لساعات طوال فرأى حزنٍ في الفنجان فأراد إشعال الفرح في حجرته..!
دخل اليها وكأنها المرة الأولى التي يراها ..!
قام بعمل كوب قهوةٍ ثقيلة جداً فشربها وأستعد لنشاط جامح ..!
قام بفتح شبابيك الحجرة فدخل ضوء الشمس منها وكأن الدنيا أجمع قد ألتمت في تلكم الحجرة ..!
سمع صوت الطيور .. أستكن للحظة شاخصا بصره ساكنا في حركاته لايفكر في شي ولا ينوي على شي سوى سماع تغريد الطيور ..!
بعد برهة من الوقت استيقظ من شرودهـ وقام بتكميل خيوط الأمل في حجرته فأزال الغبار من على مكتبته وكتبه ونظف سريرهـ وقام بتوديع الفئران الي غير رجعه ..!
وأصبحت مكتبته عامره بكتب أكثر من ما كانت فقد أشترى كتبً أخرى تحوي قصص معبرة من حياة أناس قد ولدوا في مهد اليأس وماتوا في لحد الأمل ..!


والآن..!
قفز على سريرهـ بقوة مرهقة فارشاً يديه في ناحيتيها وكأنه معلناً لتحليقة فرحة خاليه من ركاب اليأس ..!
غلبه النعاس وكانت الأحلام التي يراها ليست كعادتها ظلام سرمدي دامس وقوارض وثعابين ..!
لم تكن سوى تحليق فوق البحر في سماءٍ أمل صافيه ..!
وسارت الآيام هكذا بين فرح وسرور وبين لقاءات وجماعات وحياه مليئة ومشبعة بروح التفائل
ذهب الي المسجد لصلاة أخر فرضٍ من فروض اليوم وتجهيز الأستعدادات اليومية ..!
أقبل كُل المتعارف عليهم المجئ الي المسجد قامت الصلاة وفرغ المصلون ولكن الشيخ القريب لم يأتي ولأول مرةٍ في حياته بدأت خيوط الشك تنسج بيوتاً عنكبوتيه من الأفكار الجهنمية الحمقاء وبدأ الشاب يوشوش رأسه طارداً لها ولكن يبدو لها أن سكناها في رأسه قد راقت لها ..!
بدأ القلق يشوبه من أعلى جمجمته إلي أخمص قدميه ..!




أتى ساقي المسجد مسرعاً وكأن الخفافيش قد تطايرت في وجهه قائلا الشيخ يريدك في غضون ثوانٍ فلتأتي معي بسرعه
ولكن أين هو ولماذا لم يأتي ..
الشيخ في المشفى وفي حالةٍ مزرية وطلب لقائك حالاً ..؟!
وفي أثناء الطريق ذهب الشاب حافي القدمين ملفف بالسوداوية ..
وذلك اليأس الذي حُكِم عليه يوماً بالمؤبد قد أتى يوم إفراجه فكُبِلت معصميْ الأمل بتكبيلةٍ حديدية سوداء ..!
وتلكم الفرحه التي رأت الدنيا لأيام قد أصابها شيٌ من المرض وحانت لحظة إحتظارها فودعت الدنيا إلي لحدٍ أبدي ..!
ركض الشاب وعينيه قد أصبحت وابلاً هطالاً من الدموع ولولا الحياء من الرجل الذي معه لولول ولقام بالنحيب وللطم خديه أيضاً ..!
وصل الي المشفى وجثى على ركبتيه أمام الشيخ وونين بكائه قد أبكى كل من معه مسك الشيخ يديه بهدوءٍ تامٍ ومسح ذلكم النهر الجاري بغير توقف ولا أنحناء وقال له ولمَ البكاء يابني ..؟!
جلس الشاب يسرد قصة حياته وكيف كنت وكيف أصبحت فإن ذهبت اليوم مني فإني في ظلام سأعيش لم أجد الحياة الا بعدك ياعمي فلا تجعل سجن الدنيا يأسرني مرةً أخرى أرجوك ياعمي لاتذهب مني ..!
وأرخى رأسه ..!
يابني تعلم أني أُحبك أكثر من أبنائي وأني لم أرى برهم إلا بك فلتكن بعدي كما كنت بل أحسن مما كنت ولاتنسى عمتك فإنها ليس لها أحد بعدي غيرك ولتتذكر إنما الحياة ليست بالخلود يابني ..!
وأشهد ان لا اله الا الله وأن محمد عبده ورسوله ..



شخص بصر الشاب وباتت تلك العينين تُسقط حزن العالم أجمع وبدأ جبينه وجسده يتعرق وبشده وبدأ يرى تلكمُ الغرفة في دوران مستمر وأصواتٌ وجلة تعلو المكان وجميع جسده بدأ يُحدث ضجة كبيرة وكأنه قد أصابته زلزلة ولم يحس شيٌ بعدها لأن الإغمائة قد أصابته ..!
نحتاج الي منعش قلبٍ بسرعه..!


ولكن دون جدوى فقد توفي الشاب بعد نصف ساعةٍ من الشيخ إثر صدمة نفسيةٍ عصبيهٍ أدت الي أضطراب في جميع نواحي جسده ووظائفه الداخليه ..!
خُتِمَت الأفواهـ وطُمِست الأرواح ..!
ورُفِعَت الأقلام وجَفْتِ الصحف ..!


[..أنتهى والعذر على الأطاله ..]









 
 توقيع : Nujoud

لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين.

(http://is.gd/pkCCGc)


 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(عرض الكل الاعضاء الذين شاهدو هذا الموضوع: 17
, , , , , , , , , , , , , , , ,

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:00 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010