الثقة بالنفس والتخسيس !!!

بعد حساب السعرات الحرارية وزيادة النشاط الجسدي تنشأ المواقف تجاه السمنة كعنصرٍ أساسي يمكنه أن يساعد في تحكمٍ ناجحٍ أو فاشلٍ بالوزن.

وثبت وجود تحيز، لواسع الانتشار، ضد الأشخاص البدناء الذين يحصلون غالباً على دخلٍ أقل من أقرانهم من المعتدلي البنية، وفق دراسات متعددة.

وأشار البحث أن التمييز ضد البدناء من الرجال والنساء يوجد في أماكن عدة، وتشمل أماكن الرعاية الصحية. ووجدت استطلاعات الرأي العام أن أصحاب الوزن الزائد يوصفون بشكلٍ اعتيادي على أنهم كسولون وبطيئون وخاملون مقارنة بأصحاب الوزن المعتدل الذين يوصفون بالذكاء وروح المنافسة والجاذبية.

والمفاجأة أن من يعانون من السمنة يتشاركون الآراء السلبية عن أقرانهم من البدناء. وتقول مارلين شوارتز، المديرة المساعدة في مركز رود الغذائي في جامعة يال: "إن ذلك يشكل عقبة أمام تخفيف الوزن."

وكانت شوارتز قد وضعت دراسة مؤخراً عن تأثير وزن الفرد على التحيز تجاه البدناء، وكانت هذه الدراسة التي شملت 4286 شخصاً إحدى الدراسات الأولى لاختبار المواقف تجاه السمنة من أشخاصٍ مختلفين في أوزانهم. وكما في البحث السابق، فقد وُجد أن الأشخاص الذين يتمتعون بالرشاقة يحملون أفكاراً سلبية عن الأشخاص البدناء، وكلما كانت بنية الجسم أقل وأصغر كانت الفكرة تجاه البدناء أقوى في سلبيتها.

وقال معظم الأشخاص من مختلف الأوزان أنهم يفضلون الأشخاص الرشيقين على البدناء، وأنهم غالباً ما يربطون بين الكسل والبدانة. وأعلن الباحثون في إصدارٍ جديد من أبحاث السمنة أن "المواقف المتحيزة ضد السمنة كانت قوية بما فيه الكفاية حتى ضمن من يعانون من السمنة أنفسهم." فقد قال 40% من المشاركين البدناء وأكثر من ربع هؤلاء كانوا يعانون من سمنةٍ مفرطة أنهم يشعرون بنفس الشيء حيال البدناء.

وعندما تقصى الباحثون أكثر بالسؤال عن الميزات السلبية الأخرى المرتبطة بالوزن الزائد وجدوا مستويات مشابهة للتحيز ضد السمنة ضمن جميع المشاركين بصرف النظر عن أوزان المشاركين أنفسهم. وكانت النتائج ثابتة حتى بعد أن صنفهم الباحثون على أساس الجنس والعمر والجنسية ومستوى التعليم وعدد الأصدقاء والأقرباء البدناء والتفهم لما تعنيه الزيادة في الوزن ورضا الشخص عن وزنه الحالي.

وأوضحت مدى تأثير هذا التحيز بعض المبادلات التي ذكرها المشاركون في الدراسة التي يمكنه أن يقوموا بها لتجنب التعرض للسمنة. فقد قال نصفهم أنهم يفضلون أن يفقدوا سنةً من عمرهم على أن يكونوا بدناء، بينما قال 15% منهم أنهم يفضلون أن يفقدوا 10 سنوات أو أكثر، وقال حوالي ثلثهم أنهم يفضلون أن يحصلوا على الطلاق على أن يكونوا بدناء، وقال واحد من كل خمسة أنهم يفضلون أن يكونوا بلا أطفال، وذكر 15% أنهم سيعانون إحباطاً شديداً بسبب السمنة، بينما ذكر 14% أنهم يفضلون الإدمان على الكحول على أن يتعرضوا للسمنة.

كما ذكر 10% من المشاركين أنهم يفضلون أن يرزقوا بطفلٍ مصاب بالأنوركسيا على أن يصبحوا بدناء، وذكر 8% أنهم يفضلون أن يرزقوا بطفلٍ يعاني من صعوبات التعلم.

ورسم المشاركون خطاً تحت بعض المقايضات؛ فقد تنازل 5% فقط عن أحد أطراف الجسد مقابل فقدان الوزن الزائد، وفضّل 4% فقط أن يقايضوا السمنة بنعمة البصر.

وفق تقرير نشرته صحيف الواشنطن بوست، وتوضح هذه النتائج قوة الأثر الذي تتركه السمنة حتى في نفوس أولئك الذين يعانون من تراكم الوزن الزائد لديهم.

وقالت شوارتز: "أن تكره نفسك ليس بالطريقة المثلى للالتزام بسلوكٍ صحي أكثر، وإذا اعتدت ملاحظة الكسل بنفسك فإنه يكون بسبب طريقتك في الخروج ويمكنك تغييرها بأن تسير على قدميك أو أن تصعد السلالم بدلاً من أن تركب المصعد."

وأظهرت دراسات أخرى أن الفكرة الشائعة تنتج من طريق الأداء؛ فعلى سبيل المثال، هناك فكرة شائعة تقول أن الفتيات أسوأ أداءً من الصبيان في الحساب، وأن ذوي الأصول الآسيوية لديهم مهارة حسابية تميزهم عن ذوي الأعراق الأخرى.

ولاختبار كيفية تأثير هذه الاعتقادات في الأداء، أعطى جيفري كوهين من جامعة يال اختباراً حسابياً لمجموعة من الفتيات الأميركيات الآسيويات. وقد لاحظ أن الفتيات سجلن نوع جنسهن أعلى ورقة الاختبار، أما في اليوم التالي فقد سجلن انتماءهن العرقي. وعندما سجلت الفتيات نوع جنسهن كان أداءهن أقل مما كان عليه عندما سجلن انتماءهن العرقي. ولمزيدٍ من التوضيح، تقول شوارتز: "إن الطريقة التي ترى نفسك بها يمكنها أن تؤثر في أدائك."

ولمساعدة الأشخاص البدناء في مركزها للتغلب على نظرة الناس إلى الأشخاص المفرطين في السمنة – إضافةً إلى أفكارهم هم أنفسهم – تشجعهم شوارتز على التركيز على ما يستطيعون فعله من أمورٍ حسنة.

وتقول: "يمكن للناس أن يفكروا كم هم أقوياء ومندفعون إلى أعمالهم في مجالاتٍ أخرى من الحياة. ومن المهم أن يتذكروا ذلك في الوقت الذين يحاولون فيه التركيز على تغيير طريقتهم في الأكل أو التمارين. فعليك أن تذكّر نفسك بجميع القوى التي تملكها لأنك إذا كنت أكثر ثقة بنفسك استطعت أن تنجح في خسارة الوزن الزائد، وكلما ارتفعت معنوياتك استطعت أن تكون أكثر نجاحاً."

مجلة الصحة

JOKAR