'قطيعة' بين بريطانيا وإيران.. وأعصاب مشدودة
وعد بإطلاق البحارة ال 15 بدءا بالامرأة.. وجهود تركية
أعلنت بريطانيا امس تعليق كل اتصالاتها الرسمية مع إيران، فيما يتصاعد الخلاف بين البلدين بسبب احتجاز طهران 15 بحارا، وتوعد رئيس الوزراء طوني بلير 'بتصعيد' الضغوط على الجمهورية الإسلامية.
وكشفت بريطانيا أدلة تظهر ان البحارة كانوا في المياه العراقية عند احتجازهم الجمعة الماضي. ورفضت طهران هذا الأمر، لكنها قالت انه سيتم الافراج عن الامرأة الوحيدة بين المحتجزين.
وفي تسارع للتطورات، قالت تركيا ان السلطات الايرانية قد تسمح لدبلوماسييها بلقاء عناصر البحرية المحتجزين في موقع سري رغم الدعوات الدولية لإيران الى الافراج عنهم.
بيان 'التجميد'
وأعلنت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت، التي قطعت رحلتها الى تركيا لمعالجة أزمة الرهائن، تجميد العلاقات، وذلك في تصريح امام البرلمان البريطاني.
وقالت بيكيت 'دخلنا الآن مرحلة جديدة من النشاط الدبلوماسي (..) ونحتاج الى تركيز كل جهودنا الثنائية خلال هذه الفترة على حل هذه المسألة'.
واضافت 'سنجمد علاقات العمل الثنائية الرسمية الأخرى مع ايران'.
وتابعت 'سنبقي الجوانب الأخرى لسياستنا تجاه ايران تحت المراجعة الدقيقة ونواصل العمل بحذر، ولكن يجب الا يشك احد في جدية تعاملنا مع هذه الأحداث'.
لا زيارات.. ولا تأشيرات
وأوضح متحدث باسم الخارجية ان تجميد العلاقات سيشمل كل الاتصالات بين الحكومتين باستثناء تلك المتعلقة بالافراج عن البحارة.
وصرح المتحدث لوكالة فرانس برس ان 'كل الزيارات بين البلدين ستتوقف، كما سيتم تعليق منح التأشيرات للمسؤولين الإيرانيين'.
واضاف ان 'دعم الحكومة البريطانية لنشاطات أخرى سيتوقف أيضا، ومن بينها دعمها للبعثات حول التبادل التجاري مع إيران'.
بلير: زيادة الضغوط
وقبيل إعلان بيكيت، أكد بلير 'حان الوقت لزيادة الضغوط الدبلوماسية والدولية' على طهران، مضيفا ان 'لا مبرر على الاطلاق' لاحتجازهم العسكريين، فهو عمل 'غير مقبول اطلاقا، وخاطئ وغير قانوني'.
وتابع ان بريطانيا تتصل 'بجميع حلفائها الرئيسيين' لبحث المسألة وزيادة الضغوط على الحكومة الايرانية للافراج عنهم.
قائدة الزورق سيطلق سراحها
في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي في تصريح نقلته شبكة 'سي. ان. ان' التركية ان بلاده ستفرج أمس أو اليوم عن امرأة من عناصر البحرية. وقال متحدثا في الرياض لمراسل الشبكة الذي يغطي القمة العربية هناك 'أعتقد ان الجندية المعتقلة ستستعيد حريتها'.
وفاي تورني (26 عاما) كانت تقود احد الزورقين اللذين اعترضهما الحرس الثوري قرب شط العرب.
الجهود التركية
من ناحيته، أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان امس ان دبلوماسيين اتراكا قد يلتقون العسكريين البريطانيين. ونقلت وكالة انباء الأناضول عنه القول عقب لقائه وزير الخارجية الايراني على هامش القمة في الرياض 'توقعوا تطورا ايجابيا في أي لحظة'.
ولم تؤكد الخارجية البريطانية عقد مثل هذا اللقاء، ودعت الى التعامل مع هذا التصريح 'بحذر'.
بالخرائط: في المياه العراقية
ولا تزال لندن وطهران تختلفان حول الموقع الذي احتجز فيه البحارة. فقد أعلنت وزارة الدفاع البريطانية في مؤتمر صحفي ان العناصر كانوا على مسافة حوالي 1.7 ميل بحري (3.15 كيلومترات) داخل المياه الاقليمية العراقية. وكشفت الوزارة للصحافيين معطيات جمعت عبر الأقمار الصناعية تفيد ان ايران اعتقلت عناصر البحرية داخل المياه الاقليمية العراقية، مستندة الى خرائط لتأكيد ذلك.
وقال الادميرال تشارلز ستايل ان البحرية الإيرانية نصبت 'كمينا' للبريطانيين، معتبرا ان اعتقالهم 'غير مبرر وغير جائز'.
السفارة الإيرانية ترد
الا ان السفارة الايرانية في لندن أكدت على ان الجنود 'دخلوا بطريقة غير مشروعة' مسافة 0.5 كلم داخل المياه الاقليمية الايرانية، بحسب تلفزيون سكاي نيوز.
وجاء في بيان السفارة ان 'هذا انتهاك للحدود الدولية، وعمل يبرر احتجازهم'.
لكن السفارة اعربت عن 'ثقتها بأن الحكومتين قادرتان على حل هذه المسألة الأمنية من خلال الاتصالات والتعاون الوثيق'.
لقطات للبحارة بصحة جيدة
المجندة إلى والديها: تجاوزنا المياه الإيرانية؟!
عرض تلفزيون 'العالم' الايراني لقطات امس لعدة بحارة بريطانيين محتجزين، قال انهم بخير وفي صحة طيبة.
وعرضت اللقطات مقابلة مع امرأة مجندة ترتدي غطاء للرأس، وقالت 'كانوا رؤوفين بنا للغاية'، مضيفة انها لقيت معاملة حسنة.
واظهر التلفزيون رسالة قال انه سمح للامرأة بارسالها الى والديها في بريطانيا.
وجاء في الرسالة 'كنا في القارب حينما اعتقلتنا القوات الايرانية حيث يبدو اننا دخلنا المياه الايرانية.. واتمنى لو لم نكن قد فعلنا ذلك.. لانني عندها سأكون في المنزل معكم الان'.
اضافت في الرسالة المنسوبة اليها وبخط اليد 'انا اسفة اننا فعلنا ذلك لانني اعرف اننا لم نكن لنصل الى هنا لو لم نفعل'.
وبدا العديد من البحارة بينهم المجندة فاي تورني يأكلون من اطباق بلاستيكية في غرفة جيدة الاضاءة وبدوا جميعا في صحة جيدة.
كذلك نقلت وكالة الانباء الرسمية عن مسؤول ايراني قوله امس ان التحقيقات التقنية التي اجريت اكدت وجود البحارة البريطانيين ال 15 في المياه الاقليمية الايرانية لدى اعتقالهم الجمعة.
وقال المسؤول طالبا عدم ذكر اسمه ان 'المرحلة الاولى من التحقيقات التقنية انتهت، وكشفت النتائج ان هؤلاء العسكريين اعتقلوا في المياه الاقليمية الايرانية'.
استبعاد نوايا 'التبادل'
تقول لندن ان البحارة ال 15 كانوا يقومون بعمليات 'روتينية' لمكافحة التهريب اثناء اعتقالهم تحت تهديد السلاح. الا ان تكهنات تشير الى ان طهران قد تستخدم المحتجزين لمقايضتهم بخمسة ايرانيين تحتجزهم القوات الاميركية في العراق او للحصول على تنازلات بشأن برنامجها النووي المثير للجدل.
الا ان الوزيرة مارغريت بيكيت قالت ان لندن تلقت تأكيدات من السلطات الايرانية ان اعتقال عناصر البحرية البريطانية لا علاقة له بملفات اخرى.
واضافت ان السلطات الايرانية 'اكدت لنا ان لا علاقة بين هذه المسألة وقضايا اخرى على المستوى الثنائي او الاقليمي او الدولي'.
ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) عن مصادر لم تكشفها ان الحرس الثوري يحقق مع البحارة لمعرفة ما اذا كانوا يقومون بمهمة تجسس.
القبس
|