الواقعية طريق الهلال إلى «الآسيوية»

الواقعية طريق الهلال إلى «الآسيوية»

تركي العتيبي البرازيل في كأس العالم وريال مدريد في أوروبا والهلال في آسيا حققوا أرقاماً قياسية كتحقيق للبطولات ولكنها منذ العام 2001-2002 لم تحقق ما يُرضي كبرياء محبيها، فالبرازيل منذ ذلك الحين وهي تلعب في كأس العالم وتعد أبرز المرشحين لتحقيق اللقب ومع ذلك تفشل، الحال ذاته لريال مدريد الذي يشارك بشكل مستمر في دوري أبطال أوروبا ومع ذلك يفشل في تحقيق اللقب المحبب له. ومع ذلك تبقى البرازيل هي ذاتها البرازيل وريال مدريد هو ذاته ريال مدريد لا يعيبهما فشل يأتي بعد نجاح كبير لا أحد يجرؤ للوصول إليه، وهنا أريد الوصول بأن الهلال حاله حال البرازيل وريال مدريد يظل كبير القارة الذي حقق ما عجزت عنه كل أندية القارة والذي وصل في تحقيق البطولات الآسيوية لرقم لا أحد يجرؤ على كسره، فالهلال لا يعيبه الفشل في تحقيق بطولة طالما أن رقمه القياسي مازال مستمراً رغم غيابه، فالعيب يأتي على كل أندية القارة التي في غياب الهلال لم تستطع الوصول لرقمه. ما كتبته بالأعلى هو تبيان ليس أكثر بأن الكبار عندما يظهرون يحققون كل شيء وعندما يغيبون لا أحد يستطيع فعل ما فعلوه، وهنا ما يهمني أكثر كيف يعود الهلال كبير القارة ونادي القرن لتحقيق البطولة المحببة له، والعودة أراها بسيطة متى ما أراد الهلال ذلك وستأتي متى ما تعامل الهلال مع آسيا بواقعية شديدة، والواقعية التي أعنيها هي أن يقبل الهلال التعامل مع الواقع كما هو، الواقع الذي يقول إن الهلال لم يعد وحده من يتسيد المشهد، وأن نسبة انتصاره مع خصومه تتساوى مع نسبة خسارته، فالهلال أصبح يخرج بشكل مستمر لأنه هو من يبحث عن النصر لا الفريق المنافس، فأصبح المشهد يتكرر كل عام، الهلال يهاجم بقوة والخصم يدافع، ومن هجمة مرتدة للخصم ينتهي كل شيء! ولذلك على الهلال أن يبدأ من الدفاع والهجوم بحذر شديد دون اندفاع غير محسوب ليقطع على خصومه المرتدات التي عادة ما تنجح، وكل ذلك لن يحدث والإعلام يضع الهلال المرشح الأول لكل بطولة والمرشح للانتصار كل لقاء، فالواقع يتطلب بأن يتجاهل الهلال كل الترشيحات ويبدأ من نقطة الصفر وكأنه المرشح الأخير للبطولة لا الأول. وذلك لن يحدث أيضاً والهلال يلعب باسمه ومكانته، فالواجب حتى تعود البطولة لحبيبها أن يعرف الهلاليون إمكانياتهم جيداً ومن خلالها يلعبون كل لقاء على حدة وفق الإمكانات ذاتها، بقي أن أشير بأن تشيلسي وانترميلان حققا دوري أبطال أوروبا مؤخراً بسبب واقعيتهم التي كتبت لنا: الدفاع ليس من العيوب، طالما يأتي بالمطلوب، وأيضاً قدما لنا رسالة مفادها: الأذكى عادةً يكسب الأفضل!!