وإذا تزوج الصبر باليقين ولد بينهما حصول الإمامة في الدين . قال الله تعالى: [ وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون] .
وخص سبحانه أهل اليقين بالانتفاع بالآيات والبراهين . فقال [ وفي الأرض آيات للموقنين] .
وخص أهل اليقين بالهدى والفلاح من بين العالمين ، فقال [ والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون] .
واليقين قرين التوكل . ولهذا فسر التوكل بقوة اليقين . ومتى وصل اليقين إلى القلب امتلأ نورا وإشراقا . وانتفى عنه كل ريب وشك وسخط ، وهم وغم . فامتلأ محبة لله . وخوفا منه ورضا به وشكرا له
، وتوكلا عليه ، وإنابة إليه .
و قال ذو النون : وثلاثة من أعلام اليقين : قلة مخالطة الناس في العشرة . وترك المدح لهم في العطية . والتنزه عن ذمهم عند المنع . وثلاثة من أعلامه أيضا : النظر إلى الله في كل شيء . والرجوع إليه في كل أمر والاستعانة به في كل حال .
وقال الجنيد : اليقين هواستقرار العلم الذي لا ينقلب ولا يحول ، ولا يتغير في القلب . وقال ابن عطاء : على قدر قربهم من التقوى أدركوا من اليقين . (مدارج السالكين)