غدًا سيرزقك الله بالعوض الذي يجعلك تتعجّب كيف تغيّر بك الحال !
كيف أشرقت رُوحك بعد كل هذا الظلام !
كيف ارتفعتَ من وحشة الأرض لرِحابة السّماء وَ كأن فوقك سحابة مَطَر تهطُل على روحك
صدّقني أن الله سيعوّضك عن كُل شيءٍ فقدته وَ تركته لوجههِ الكريم ، وَ دائمًا عوضُ الله عظيم ..؛ اطمئن ..!
لك الحمدُ في منعٍ وَ في عطاء ، وَ لك الحمدُ في حزنٍ وَ في فرح ،
وَ لك الحمدُ على جميل تدبيرك وَ لطيف أقدارك ،
وَ لك الحمدُ يا ربّنا أنك ربّنا ، مالك أمرنا ، وَ ململم شعثنا ، وَ مستقرّ دعائنا ، وَ ملجأنا وَ ملاذنا ..!
الله قادر على تغيير كل مُعادلات الحياة لأجلِ عبداً واثقًا بهِ مُحسنَ الظّن فيه
يدعوهُ وَ لا يملّ يدعوهُ رُغم الظروف وَ الصعاب التي يمر بها ،
الله قادر أن يجعل دعوته واقعًا له برحمته وَ قدرته ثم بفضلِ استمراره بالدعاء وَ يقينه التامّ بالله ..!
الحمدلله على نعمة الآخرة ! تلك الحياة الأبدية ، التي تهوّن علينا ما نلاقيه هنا ،
فإن تعبنا هنا ، فهناك آخرة ، وَ إن فرحنا أو حزننا هنا ، فهناك آخرة ..
وَ إن ظَلمنا أو ظُلمنا هنا ، فهناكَ آخرة .. وَ إن اشتقنا ، وَ إن بكينا ،
وَ إن سعينا ، وَ إن سمَونا ، وَ إن عثرنا ، فهناك آخرة ..!
أعلى درجات التّعافي أن يُصبح المَرء معالجًا ذاتيًا لنفسه ..
فيكون هو المنقذ لها وَ خط الدفاع الأول لها عندما تتهاوى وَ تتعثّر ، وَ كما يقال :
من لم يكن نورًا لنفسه لن تسعفه كل أضواء الكون ..!
يُؤجِّلها وَ لا ينساها ، ليصنعها لك على الشكل الذي تتمنّاه ، ليُلبِسك ثيابها على المقاس الذي يليق بروحك ،
لتُقبِل عليك باسمة في الوقت المُقَدَّر لها ، فآمالك الصادقة في أمان ،
عند اللّطيف ، الكريم ، الوهّاب ، الذي يهب ما يشاء إلى مَن يشاء ،
وَ أنت جُزء يسير من مشيئته العُظمى ..!
كل الأنبياء كانت بدايات حياتهم ابتلاءات ثم انتصارات !
أنت لا تدري ماذا سيصنع بك الابتلاء الذي تعيشه الآن ؟
ماذا سيفتح لك من دروب الخير التي قد لا يتصورها عقلك !
البدايات المؤلمة .. نهاياتها مشرقة وَ ستدرك هذا وَ لو بعدَ حين ..!
ان كنت تمر الآن بأوقاتٍ صعبة ، وَ ليالٍ متعبة ، وَ كل أمورك تأخذ بالتعقيد أكثر فأكثر ،
فتأكد بأنك ستجد في قادم أيامك من الرحابة وَ الاتساع ما لا يمكن لعقلك أن يتخيله ،
وَ اعلم أنها لا تضيق إلّا لتُفرج ، وَ أن بعد الليالي المظلمة لابُد من شروقٍ ساحر للشم ..
هدّئ قلبك وَ طمئن قلقك وَ توكّل على الله ..!