دعوة لجسر الهوة بين الغرب والمسلمين !!!

دعا تجمع من حضارات مختلفة يضم 20 زعيما دوليا بارزا لبذل جهد عاجل لتضييق الهوة المتنامية بين المجتمعات الإسلامية من ناحية والغربية من ناحية أخرى.

ويقول زعماء ما يعرف بـ "تحالف الحضارات" إن الأسباب الرئيسية للجفوة ليست دينية ولا تاريخية، بل ترجع إلى تطورات سياسية جرت مؤخرا، ويشيرون بالأخص إلى الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.

وقد تم تقديم تقرير للأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان في مراسم جرت في اسطنبول صباح الاثنين.

وجاء في نتائج تقرير اللجنة إنه لا يوجد صراع آخر له مثل هذا المدلول الرمزي أو العاطفي بالنسبة للبشر، كالمدلول الذي يحمله الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.

الإسلام بحاجة لأن يتقدم نحو القرن الحادي والعشرين. هذه هي المشكلة الأساسية

بيمان باولر - كينت، بريطانيا


الهوة بين المسلمين والغرب - آراؤكم
وقال عنان "ربما فكرنا في الصراع العربي-الإسرائيلي باعتباره مجرد صراع إقليمي بين صراعات عدة، ولكن الوضع غير ذلك".

وتابع قائلا "طالما ظل الفلسطينيون يعيشون في ظل الاحتلال، معرضين يوميا للإحباط والمهانة، وطالما يتعرض الإسرائيليين للنسف في الحافلات وقاعات الرقص، طالما استمرت مشاعر الغضب متأججة".

وتقول اللجنة، التي تجمعت تحت مظلة الأمم المتحدة، إن مناخا متبادلا من الخوف وتعزيز الأنماط التعميمية بين المسلمين والغرب، يفاقم المشكلة.

ويشجع الزعماء على نشر التعليم والمشروعات الإعلامية لمكافحة العداء المبني على الجهل.

ويرفض "تحالف الحضارات"، الذي يضم الأسقف الأنجليكاني ديزموند توتو والرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، فكرة أنه لا سبيل لتجنب صدام بين الحضارات، ولكنه يضيف أنه من الأهمية التحرك على وجه السرعة.

الهوة ساحقة، والغرب-فقط-هو السبب، ..والحل سهل ومعروف

ماجد عمرو - الخليل، فلسطين


الهوة بين المسلمين والغرب - آراؤكم
وتقول المجموعة إن الحاجة الآن لمد جسور بين المجتمعات الإسلامية والغربية في أمسها.

ويضيف الزعماء إن الرمز الحرج لهذا الخلاف يتمثل في النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، والذي يسهم إلى جانب التدخل العسكري الغربي في بلدان مثل العراق وأفغانستان، بشكل كبير في تنامي الشعور بالاستياء وعدم الثقة الذي يلم بالعلاقات بين الجانبين.

ويضيف التقرير بالقول "كما أن الشعور بأن هناك معايير مزدوجة في تطبيق القانون الدولي وحماية حقوق الإنسان يزيد من الاستياء والشعور السائد لدى الكثير من المسلمين في أنحاء العالم بأنهم وضع ضعف".

"مآخذ العولمة"
ويدعو الخبراء لتجديد الجهد من جانب المجتمع الدولي لحل أزمة الشرق الأوسط، فضلا عن عقد مؤتمر دولي بهدف تنشيط عملية السلام ونشر "ورقة بيضاء" للأمم المتحدة لتحليل الوضع بشكل مناسب ودون اللجوء إلى العاطفة، وبشكل موضوعي.

وفي تطور منفصل يجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في واشنطن بالرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش بشأن الصراع.

كما يقترح تقرير تحالف الحضارات تعيين ممثل رفيع المستوى للعمل على نزع فتيل التوترات خلال أوقات الأزمة، والعمل كصوت للاعتدال بين الحضارات.


انتقاد الخطاب المثير للغضب لدى بعض الزعماء
ويحذر التقرير من أن العولمة تسهم في الشقاق، حيث تنظر كثير من المجتمعات إليها باعتبارها "هجوما عليها".

ويضيف التقرير "بالنسبة لهم فإن احتمال تحسين الأوضاع وإضفاء المزيد من الرفاهية أتى بثمن باهظ، من بينه الضغط من أجل التوأمة الثقافية، وانفصال الأسر، والتحديات لأساليب الحياة التقليدية، فضلا عن التدهور البيئي".

ويتابع "وفي هذا السياق فإن الذين يشعرون أنهم يواجهون تمييزا أو إذلالا أو تهميشا متواصلا يأتي رد فعلهم بتأكيد هويتهم بشكل أكثر تشددا".

كما يشير التقرير إلى أن قمع المعارضة السياسية السلمية وبطء وتيرة الإصلاح في بعض البلدان الإسلامية بين العوامل الرئيسية لصعود مد التطرف، ويدعو الأحزاب الحاكمة في تلك البلدان بالسماح بتمثيل كامل للمجموعات السياسية السلمية، سواء كانت ذات طبيعة دينية أو علمانية.

تعليم الشباب
كما ينتقد التقرير اللغة المثيرة للغضب التي يستخدمها أحيانا زعماء سياسيون ودينيون والأثر الذي يمكن أن تتركه تلك اللغة في حال تركيز الإعلام البؤرة عليها، ويحث الزعماء والمسؤولين عن تشكيل الرأي العام على تعزيز التفاهم بين الحضارات والاحترام المتبادل للمعتقدات والتقاليد الدينية.

الذين يشعرون أنهم يواجهون تمييزا أو إذلالا أو تهميشا متواصلا يأتي رد فعلهم بتأكيد هويتهم بشكل أكثر تشددا

تقرير تحالف الحضارات
ويقول واضعو التقرير إن الجهل هو السبب الرئيسي لقدر كبير من العداء، وبالتالي يقترحون الأخذ ببرامج إعلامية وأخرى خاصة بتعليم الشباب، على أمد طويل، والتركيز على الوشائج الثقافية.

غير أن المجموعة تشير إلى أن تلك المشروعات لن تترك أثرا كبيرا ما لم يتم معالجة الأسباب السياسية الفورية للتوتر.

وقد صاغ تقرير تحالف الحضارات شخوص دولية بارزة من أديان مختلفة بعد سلسلة من الاجتماعات على مدار العام الماضي.

وقد أنشا عنان هذا التحالف بتفويض اقتراح خطة عمل ملموسة لجسر الهوة بين المجتمعات الإسلامية والغربية التي تزداد استقطابا، والتغلب على مشاعر الخوف والريبة المتبادلة.

وإلى جانب الأمين العام رعى تلك المبادرة الدولية كل من رئيس وزراء أسبانيا ذات الغالبية الكاثوليكية، وتركيا ذات الغالبية الإسلامية.

BBC NEWS

JOKAR