فلا الحيران تحت عبائتي ولا خالد خلف عمامتي

حبيبتي ..
لن أقدم إعتذاري ..
لمقام أنوثتك الكريم ..
بعد اليوم ..
فأنا أيتها المؤنثة الصغيرة ..
عاشق من الجاهلية الأولى ..
ولا أجيد فن الإعتذار ..
ولم يرق لي يوما ..
ذاك النابغة الذبياني ..
فأسمحي لي الآن ..
أن أعلن إنتهاكي ..
لحرمة الأعراب ..
وأدخل من شرفات ذاك الخدر ..
وأكسر فناجين بني مرة ..
لأخترق قلبك .. وروحك ..
وأكسر هذا الصمت البارد ..
وأستوطن أجزاء فمك الصغير ..
و لن أعتذر .. عن ذنب أقترفته عمدا ..
ولتعلن البسوس حربها .. إن شاءت ..
يا أيتها الجليلة ..
أنت تحتاجين إلى بدوي ..
عاشق .. متسلط ..
لا يؤمن إلا بالشعر .. والعصا ..
ولا تحتاجين ..
إلى أناقتي .. وحداثة حروفي ..
ولا إلى ناقتي .. وحداثة خروفي ..
فأنت يا ذات الخلاخل ..
والقلائد والمعلقات ..
تحتاجين .. إلى سيف ..
يرسم كحل عينيك ..
وذي يزن* .. يزن حمرة شفتيك ..
وقربة من ماء الحياء ..
تجعل جميع شعراء .. بكر وتغلب ..
يؤمنون بالله .. قبل إتيان النبوة ..
.. يا سيدة الجهل الأولى ..
إطمئني .. وأستكيني ..
وأنسي لذة الحداثة النزارية ..
فسأخلع عن شعري ..
بدلة الرقص الحر ..
وسألبس نثري ..
عمامة شيخ القبيلة ..
وأترك لذقني ..
فرصة المبيت تحت السدر ..
وأصبح شيخا للحب في القبيلة ..
سيدتي الجليلة ..
من أجل عينيك .. المبرقعتين ..
بالأسماء المستعارة ..
مستعد أنا أن أعود ..
إلى الجاهلية الأولى .. ..
لأغزل من شعرك ..
موج الليل وإرخاء السدول .. *
وأتوه .. في خصلاته ..
بين الدخول .. وحومل ..
وأكر في عينيك ..
ليلا .. مقبلا ..
وأفر من عينيك ..
صبحا .. مدبرا ..
مستعد أنا يا حبيبة القلب ..
أن أعفو عن جساس .. *
وأجعله يقتلني .. ألف مرة ومرة ..
وأبارك .. حب نضلة * ..
وأترك اليمامة * دون ثأر ..
لأجلك .. أنت أيتها الحافية الجميلة ..
سأسجن الزير ..
بتهمة التسكع في حانات القبيلة ..
وأتهمه بالإرهاب ضد بني بكر ..
وأختصر الأربعين عاما ..
في دقائق صوتك البدوي ..
وينعم الأعراب بالسلام ..
يا غرام بادية الجزيرة ..
سأمارس السطو والنهب ..
على قوافل إمرؤ القيس ..
وأقطع طريق قوافل العرب ..
وألبسك الشتاء والصيف ..
وتبقى قبائل الجزيرة عارية ..
إلى أن يكسوها نزار الصغير .. *
فيا جليلة .. يا بنت البلد ..
أنا .. أحبك .. أحبك ..
بكل ما في قلبي ..
من بداوة وعنجهية ..
أحبك .. أنت ..
فدعيني .. يا آخر الأناقة ..
أقتحم خيمة شفتيك ..
وأضرب بعرض قبلتي ..
كل قوانين بني مرة .. وبني بكر .. ..
وأنتهك محارم الصمت فوقهما ..
وليذهب وقار إبن الحارث للجحيم ..
أمام قبلة .. بربرية ..
لتراب .. وطئتها أقدام الجليلة ..
أمهليني فرصتين ..
يا شقراء القدمين .. ..
أشعل فيهما الشعر تحت بطحاء قدميك .. ..
وأطفيء نار البسوس في أبياتي ..
وأتنفس أنوثة الجليلة منهما ..
ورائحة الأغنام الفرنسية ..
في تينك القدمين المتعبتين ..
أواه .. يا جليلة .. الجليلة ..
فلا الحيران تحت عبائتي ..
ولا خالد خلف عمامتي .. ..
ثائر أنا .. منشق أنا ..
ليبرالي البداوة .. وعلماني العشق ..
كليب أنا .. وأعزل هذا الملك ..
أعزل تاريخي .. وأقيل صحرائي ..
وأصدق نبيا لم يبعث بعد ..
أعزل كل شيء .. عن كل شيء ..
من أجلك أنت .. من أجل عينيك ..
حين أنت .. أيتها البدوية الجميلة ..
تطلبين .. .. سأحلب ناقة عواطفي ..
وأسقيك .. من نهدي كليب ..
حبا .. لم تذقه أمرأة على وجه الأرض ..
منقول مع بعض التصرف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
* سيف بن ذي يزن : من ملوك العرب
* موج الليل وإرخاء السدول .
من معلقة إمرؤ القيس . وما يليها .
* جساس : بن مرة قاتل كليب وإبن عمه .
* نضلة : بن مرة أخو جساس وكان يعشق أخت كليب .
* اليمامة : بنت كليب .

تحياتي لكم