مشاهد من الماضي في مهرجان الجنادرية السابع والعشرين
[IMG][/IMG]
تتواصل فاعليات مهرجان الجنادرية، المهرجان الوطني للثقافة والتراث في السعودية، منذ افتتاحه في الثامن من فبراير الحالي، وزاره في أيامه الأربعة الأولى أكثر من مليوني شخص.
من أهم ما يقدمه المهرجان الأنشطة التراثية مثل عروض الفنون الشعبية، والحرف التقليدية، والمأكولات الشعبية، وعرض صور من الحياة قديماً في شبه الجزيرة العربية كالزراعة والتدريس وحياكة الملابس وغيرها. وفي السطور القادمة بعض صور الأنشطة التراثية في الدورة السابعة والعشرين لمهرجان الجنادرية في جناح المزرعة التقليدية، وصور للفصول الدراسية القديمة، وختاماً بورود من الطائف.
المزرعة التقليدية
تعرض المزرعة القديمة في الجنادرية مشاهد من العمل والحياة داخل المزرعة القديمة في شبه الجزيرة العربية كاستخراج المياه من الآبار وصنع القِرب، ورفع المياه لري المزروعات، ومشاهد لتربية الحيوانات، وحصاد المحاصيل وعملية فصل الحبوب عن سيقان النباتات، وتُعرف باسم “الديّاسة”، بجانب عرض الأدوات القديمة التي استخدمت في الزراعة.
مشاهد من تربية الإبل واستخراج الماء من الآبار في “المزرعة القديمة”
جانب من المزرعة القديمة في مهرجان الجنادرية 27
نموذج لاستخرج المياه من الآبار وتعبئتها في قِرب
طحن الحبوب وبعض من حياة المزارعين في مهرجان الجنادرية 27
وعرضت المزرعة القديمة في مهرجان الجنادرية تمثيل للبناء بالطين، ولعملية استخراج الجص من باطن الأرض كحجر إلى أن يتم وضعه على النار ثم دقه وتحليله ليكون الجص أو الجبس.
عملية البناء بالطين قديماً
صاحب جزء المزرعة القديمة تمثيل للبناء بالطين واستخراج الجص
فصول الدراسة قديماً
ضمن مشاركة وزارة التربية والتعليم السعودية قدمت “متحف تاريخ التعليم في المملكة”، ومن بين المعروضات نموذج لأحد الفصول الدراسية قبل عشرات السنين شُيدت جدرانه من سعف النخيل، وعلى الأرضيات حصير من السعف لجلوس الطلاب لحفظ القرآن الكريم وتعلم القراءة والكتابة، كما يحتوي على أدوات معلم الكتاتيب القديمة مثل المحابر، وعباءة من الصوف من ملابس معلم الكُتّاب.
نموذج لفصل دراسي من سعف النخيل وأدوات التعليم في الكتاتيب القديمة
[IMG][/IMG]
بجانب نموذج الفصل القديم عُرضت أدوات استخدمت في الكتابة والتدريس في الماضي
كما عرض الجناح لفصل آخر من الطين، وعُلِّق حول طرفي بابه أدوات معاقبة الطلاب كالعصا، وفيه أيضاً ساعة حائط قديمة ومقعد مصنوع بطريقة بدائية من بقايا الأخشاب والمسامير، بالإضافة إلى حقائب جليدية وطباشير وكتب تعليمية قديمة مطبوعة من عام 1340هـ.
نموذج لفص قديم آخر ومقاعد وحقائب الطلبة
تراث الباحة
قدمت القرية التراثية لمنطقة الباحة، في مبنى يعكس الطراز المعماري القديم للمنطقة، صور من تراث المنطقة التي تقع في الجنوب الغربي لشبه الجزيرة العربية على سلسلة جبال السراة. وتضم مسرحا ًمفتوحاً، وخيمة بدوية، ومطعم للأكلات الشعبية، ومحال للمنتجات التقليدية والأزياء القديمة.
تقديم المسرحيات خلال المهرجان
وتتضمن أجندة المهرجان برامج ثقافية قوية من خلال أكثر من 58 محاضرا من الأكاديميين والمفكرين المحليين والعرب والعالميين يجدد البرنامج في هذه السنة تقديم موضوعات ذات طابع تفاعلي يستجيب لمعطيات الراهن السياسي والثقافي والاجتماعي.
من أبرز المحاور الثقافية التي طرحت محور ''المثقف العربي والمتغيرات السياسية'' الذي يناقش كذلك ''جدلية العلاقة بين السلطة والمثقف''، ومحور ''العرب والقوى الإقليمية'' الذي يناقش العلاقة بين العالم العربي من ناحية، وكل من إيران وتركيا والدول الإفريقية، وذلك عبر أكثر من ندوة تتناول محددات تلك العلاقات وفرص التعاون والشراكة والواقع السياسي والاقتصادي.
ومن المحاضرات الساخنة والتي طرقت الشأن السياسي ندوة "إيران... الشراكة والتعاون" والتي تباينت فيها الآراء مابين مؤيد لتعاون وشراكة حقيقية بين العرب وإيران على مبدأ المساواة، ومعارض تماماً لهذه الشراكة.
وفي ندوة لا تقل سخونة أكد المشاركون في ندوة "العلاقات السعودية ـ التركية" على خطر المد الإيراني في العراق.
الجانب الثقافي أيضا تجلى فيه المسرح من خلال عروض مسرحية للأطفال مثل "نحن هنا" لجمعية الأحساء، و"سفينة الأصدقاء" لجمعية الثقافة والفنون بالمدينة المنورة.
مواجهة
ولم تخلو بعض الفعاليات من مواجهات ساخنة مثل تلك التي حاصر فيها جمع كبير من المثقفين والأكاديميين رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد محمد الشريف بالعديد من الانتقادات التي حاول احتواءها بالتأكيد على أن الهيئة "ما تزال يافعة، إذ لم يتجاوز عمرها عاماً واحدا".
وتمحورت معظم الانتقادات حول أن أهداف الهيئة أقل وضوحاً من الاستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد، وأن الفساد الكبير والظاهر هو اختيار قيادات تنفيذية في الدولة من فئة واحدة، أو من عصبة واحدة، وأن المشكلة في الفساد المبطن الذي يحدث بطرق نظامية ومشروعة ومن الصعب القبض عليه وهو يعمل بشكل منظم.
واس- الجنادرية: عُرضت سبحة بطول 12 متراً أمام زوار بيت مكة المكرمة، صُنعت يدوياً في مكة المكرمة على هامش فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية.
وأوضح شيخ طائفة المسابح بمكة المكرمة سابقاً تركي بن عبدالعزيز السليماني أنه عمل مع أبنائه عبدالعزيز وعبدالمجيد على صناعة السبحة يدوياً، واستمر العمل على صناعتها لمدة ثمانية أشهر، مشيراً إلى أن العمل فيها تم بشكل يدوي بشكل كامل، ودون استخدام أي آلة حديثة سواء للخرم أو النحت.
وبعدما أكمل تركي السليماني جمع كمية كافية لصناعة أخشاب من مكة المكرمة من شجر يسمى شجر النيم راودته فكرة صناعة هذه السبحة بطريقة مغايرة.
وتتكون السبحة من 13000 مسمار مطلي بالذهب والفضة, و33 حبة يصل وزن الحبة الواحدة فيها إلى 3 كيلوجرامات بطول كامل للسبحة يصل إلى 12 متراً مربعاً، ويبلغ وزنها الإجمالي مع الحبل والمسامير أكثر من 200 كيلو.
والسبحة الضخمة لا يستطيع حملها رجل بالغ، وتحمل قيمة معنوية بالنسبة لصانعها الذي رفض تحديد قيمة مادية لها.
من ناحية أخرى، يعرض قسم علم الحيوان بجامعة الملك سعود ضمن فعاليات جناح الجامعة بمهرجان الجنادرية "27" مجموعة من العينات الحيوانية المحنطة والحيوانات النادرة وأنواع الثعابين السامة وغير السامة.
ويتعرَّف الزائر خلال العرض على الثعابين الموجودة في السعودية, والبالغ عددها (55) نوعاً من الثعابين يتكون منها (18) نوعاً ساماً: (10) منها في الخليج العربي، و(8) أنواع سامة في الصحراء السعودية، وتمتاز هذه الأفاعي بأن رأسها مثلث والجسم قصير والذيل صغير، وجميعها سام للغاية، بينما تتكون الثعابين ذات اللون الأسود من 37 نوعاً، منها سبعة أنواع نصف سامة و30 نوعاً غير سام.
ويستخرج خلال العرض السم من بعض الثعابين السامة كالكوبرا والصل الأسود والحية المقرنة، مع توعية وإرشاد المشاهدين عن الوقاية من سموم الثعابين والعضات واللدغات من العقارب، وكيف يحمي الإنسان نفسه منها، وكيف يتم إسعافه أولياً عن طريق ربط المكان المصاب، والذهاب إلى المستشفى لأخذ المصل المضاد.
ويحظى زوار الجناح بمشاهدة الحالات النادرة في الحيوانات مثل خروف بعين واحدة، وتوأم ماعز سيامي، ويستمعون إلى شرح مفصل عن أسباب هذه الحالات، بالإضافة إلى الإسكارس والأخطبوط والدودة الكبدية، مع توعية الزوار بأضرار نمل السمسوم والبعوض بأنواعه المختلفة.
آلية جديدة لاستقبال العائلات في قرية عسير بالجنادرية
نادية الفواز- سبق- أبها: وجّه أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد، فريق العمل بقرية عسير في الجنادرية، بتكثيف الجهود لاستقبال العائلات وتذليل العقبات التي تواجه زوّار القرية، جاء ذلك خلال اتصال وكيل إمارة منطقة عسير المهندس عبد الكريم الحنيني برئيس وفد منطقة عسير عبد الله عسيري.
وأشار عسيري إلى آلية جديدة في كيفية استقبال العائلات من حيث الحراسات الأمنية وتنظيم فريق العمل في محتويات القرية؛ لتزويد زائريها بجميع محتوياتها.
وشهدت قرية عسير التراثية أمس وأمس الأول توافد عددٍ كبيرٍ من الوفود الزائرة من مختلف الوزارات وضيوف المملكة وكذلك السفراء.