قصة المحتري في الأردن

قصة واقعة حصلت لأخوكم المحتري قبل سنتين تقريبا في الأردن ارجوا أن تنال إعجابكم وإلى القصة:

اتفقنا في يوم الأيام أنا وثلاثة من أصدقائي للسفر إلى دولة سوريا للسياحة وتغيير الجو كالعادة فبدأت بتجهيز سيارتي وكل ما يلزمها من أوراق ودفتر وغيرها وانطلقنا متوجهين إلى سوريا عن طريق منفذ حالة عمار وبعد خروجنا من المنفذ متوجهين إلى الأردن وكانت الساعة وقتها السابعة مساءا وبدأنا السير بالأردن وبعد أن قطعنا حوالي مائتين كيلوا تقريبا استوقفتنا دورية شرطة للتفتيش فلم نكترث لها وواصلنا السير لأن الوقت كان ليلا فما كان منها إلا أن لحقت بنا ولكنني ضاعفت السرعة فلم تتمكن من الوصول إلينا ولم نعد نراها خلفنا ولكننا كنا جميعا متوترون ومرتبكون وبدأ الجميع بمعاتبتي عن عدم وقوفي من أول وهلة وبدئوا بطرح الافتراضات والتوقعات وأنا صامت لم أشاركهم بالحديث حتى لا يلاحظوا ذلك التوتر الذي كان يملأ جبيني من جراء ذلك الموقف وبعدها واصلنا السير وانتهى الموضوع وبدأنا ننسى ما حدث وعدنا إلى المزح والضحك وتبادل النكات ولكن وبعد حوالي نصف ساعة من السير المتواصل وفجأة وجدنا الطريق وقد أعترضتنا فيه سيارتين من نوع جيمس حوض فما كان منا إلا الوقوف مجبرين في هذه المرة وعاد الارتباك والتوتر أكثر من ذي قبل وكانت الساعة حينها حوالي العاشرة ليلا فخرج إلينا اثنان من احد السيارتين وكانوا مسلحين وعرفت أن السيارتان لم تكن حكومية بل خصوصية فزاد خوفنا وتوترنا وخرج من احدي السيارتين رجلين مسلحين وأشاروا إلينا بالخروج من السيارة فخرجنا ونحن نرتعد خوفا وأول ما قاموا به هو أن اخذوا جوالاتنا المحمولة وبسرعة فائقة قام رجل ثالث بقيادة سيارتي واقتادونا معهم بالجيمس ولم نتمكن من أبداء أي سؤال بل احسسنا أننا ننفذ ما يطلبون منا بكل سلاسة وبدون أي مقاومة فانحدرنا عن الطريق وسلكنا طريق رملي وهذا كل ما اعرفه عن المكان لأنهم قاموا بعصب رؤوسنا بأغطية سوداء مما زاد الموقف هولا وكانوا يعملون بصمت رهيب زاد من شدة الموقف وقطع الصمت صوت صياح واعتراض عرفت انه صوت احد أصدقائي وقطع ذلك الصوت ضربة قوية لا ادري بماذا ليعود الصمت من جديد كدت أجن وقتها ولكن من فرط خوفي لم أتمكن حتى من البكاء وفجأة سمعت رنين جوالي لا بل عرفت من المتصل فقد كنت مخصصا له نغمة معينه اعرفه بها فأحسست بفزع رهيب وكرب لا استطيع وصفة وكنت أتمنى أن لا يقوم احدهم بالرد وعلى هذا الاتصال بالذات حتى تتبين الأمر فقد كان المتصل احد الأصدقاء ممن لا أثق برباطة جأشه وحسن تصرفه فخفت أن يحدث بلبلة نحن في غنى عنها وفي هذا الوقت بالذات فلم يرد على الاتصال ففرحت نوعا ما وبعد حوالي ساعة تقريبا توقفت السيارة وأنزلونا ورموا بنا في غرفة لم اعرف حجمها ولا شكلها وقتها لأن رؤوسنا مازالت مغطاة حتى أنني خفت أن أتحدث مع احد أصدقائي خوفا من وجود احدهم معنا ونحن لا ندري وكان الصمت مخيما على المكان وتأكدت بأننا في مكان يخلوا حتى من الكهرباء فكنت لا اسمع سوى نباح الكلاب وظللت بهذه الحالة حتى قرابة الفجر تقريبا حاولت بعدها نزع ذلك الغطاء فصعقت عندما علمت بأنني وحدي بهذه الغرفة وازددت خوفا وقلقا بل أحسست أن قلبي سيقع من شدة الهلع وبدأت أفكر ما الذي جرى لأصدقائي وما هو مصيرهم وما الذي جري لصديقي المضروب وأصبت بنوبة قوية من البكاء وأحسست بدوار وإغماءة من شدة الخوف والجوع والتعب فخففت من حدة البكاء وبدأ علي الاستسلام والرضوخ ولم أحس بعدها إلا بصوت غليظ يناديني أن استيقظ وفتحت عيناي إلا برجل واقف أمامي وعرفت أن النهار قد انتصف فاقتادني ذلك الرجل وكنت حينها مكشوف الرأس أرى كل ما حولي مما أحسسني بالاطمئنان نوعا ما وكان الرجل يقودني إلى مزرعة في نفس المكان فسألته عن أصدقائي فجاوبني بكل لطف أنهم بخير فقلت له وماذا تريدون بنا فرد علي بلطمه قوية كادت أن تفقد صوابي ونحن بطريقنا رأيت ما لم أتوقعه وأحسب حسبانه سمعت صراخ احد أصدقائي فتمزق قلبي عليه وعلى نفسي حيث أن صراخه كان من ألم شديد وليس صراخا عاديا وكنت اسمع صوت سلاسل وجنزير من مكان صوت الصراخ ، وبعدها حمدت الله حمدا كثيرا وأخذت على نفسي عهدا بأن لا أنام مرة أخرى بعد تناول وجبة دسمة حتى لا يمر علي كابوسا عنيفا كهذا،،،،