نجوم السينما وبرامج رمضان ...
لا تخلو خريطة البرامج الرمضانية على الشاشة الصغيرة كل عام من وجود نجم سينمائي أو تلفزيوني يتحول من ممثل إلى مذيع ومقدم برامج، حتى بات الأمر ما يشبه الموضة الموسمية، وأصبح نجوم السينما يزاحمون المذيعين في تقديم البرامج. ويبقى السؤال: ما الذي يدفع نجوم السينما أو التلفزيون إلى تقديم البرامج؟ هل هي مجرد عملية خضوع لرغبات المعلنين؟ أم البحث عن مزيد من النجومية؟ أم أن إغراء المال لا يقاوم؟
هذا العام يخوض النجم حسين فهمي تجربة العمل كمذيع تلفزيوني لأول مرة من خلال برنامج جديد من إنتاج وكالة طارق نور للاعلان يحمل اسم «مع الناس» الذي يعده السينارست الشاب حازم الحديدي ويخرجه محمد مراد. وقد تم تصوير حلقات البرنامج داخل ديكور مبهر تم إقامته بقاعة المؤتمرات الكبرى بمدينة نصر، وهو عبارة عن برنامج «توك شو» اجتماعي إنساني ضيوفه من الناس البسطاء يناقش مشاكلهم وأحلامهم وأمنياتهم.
معد البرنامج حازم الحديدي اتبع أسلوبا جديدا في إعداد البرنامج حيث قام بطرح فكرته في استفتاء على شبكة الإنترنت وطلب من المشاهدين المشاركة بآرائهم في نوعية الموضوعات التي يتمنوا مناقشتها في البرنامج، فتلقى أكثر من 200 فكرة تصلح كل منها كحلقة من حلقات البرنامج ولكنه قام باختيار 30 فكرة منها لتنفيذها واعتمد في اختياره للحلقات الثلاثين أهمية الموضوع واهتمام أكبر عدد من المشاهدين به. الفنان طلعت زكريا يخوض هو الآخر تجربته الأولى كمذيع تلفزيوني طوال شهر رمضان القادم من خلال برنامج «الدماغ فيه إيه» إعداد حمدي بسيط وإخراج نبيل عبد النعيم، وهو برنامج خفيف عبارة عن دردشة بين طلعت زكريا وضيوفه من الفنانين «ممثلين ومطربين» في كل مجالات الحياة وفي المعلومات العامة والحكايات الطريفة والمواقف الغريبة في العالم. وقد انتهى طلعت زكريا من تسجيل كل حلقات البرنامج منذ أيام قليلة واستضاف فيه عددا كبيرا من النجوم منهم: محمد سعد ومحمد هنيدي وأشرف عبد الباقي واحمد السقا وأحمد رزق وغادة عادل وياسمين عبد العزيز والراقصة دينا ومن المطربين مدحت صالح ومحمد منير وعلي الحجار ونيكول سابا وباسكال مشعلاني.
سامو زين يقدم هو الآخر على قناة دبي برنامجاً لم يتحدد اسمه حتى الان الا انه يناقش من خلاله مع ضيوفه من الشباب مشاكلهم العاطفية وكيف يتعاملون معها. أما ريهام عبد الغفور فتقدم على شاشة التلفزيون المصري برنامج «تذكرتي سينما» الذي يطرح على المشاهدين اسئلة سينمائية ويقدم لهم جوائز تذاكر سينما.
وهذه ليست المرة الاولى التي يقدم فيها النجوم برامج على شاشة التلفزيون، فخلال السنوات الماضية خاض تجربة العمل كمذيع تلفزيوني عدد من النجوم منهم الفنان نور الشريف الذي خاض التجربة مرتين. الأولى كانت على قناة المحور الفضائية عندما قدم برنامجه السينمائي «مع نور» الذي استمر في تقديمه عاماً كاملاً، ثم بعد ذلك خاض التجربة على شاشة تلفزيون دبي عندما قدم برنامج «وزنك ذهب».
الفنانة فيفي عبده خاضت التجربة أيضا العام الماضي حين قدمت برنامجا بعنوان «تعظيم سلام» على احدى القنوات الفضائية العربية. هناك أيضا الفنانة هالة فاخر التي قدمت على قناة mbc برنامجا بعنوان «1،2،3 أطبخ»، والفنان محمود قابيل قدم هو الآخر برنامجا بعنوان «مانشيت»، وقدم الفنان عزت أبو عوف برنامجا كان بعنوان «هرم الاحلام».
ومازال الفنان اشرف عبد الباقي يقدم احدى الفقرات الرئيسية في البرنامج اليومي «القاهرة اليوم» على شبكة أوربيت وتشاركه التقديم رجاء الجداوي ورانيا فريد شوقي. حسين فهمي علق على هذه الظاهرة بقوله: قبولي خوض تجربة العمل كمذيع لها عدة أسباب أهمها أنها تجربة جديدة ومختلفة عن العروض التي تلقيتها في السنوات الماضية ورفضتها جميعا لأنني لم أجد فيها ما يجذبني، إلا أن فكرة برنامج «مع الناس» عندما عرضها علي المخرج شريف عرفة والسيناريست حازم الحديدي وجدتها جديدة تماما عما هو سائد من برامج، فوافقت على خوضها ورغم ذلك ما زلت أشعر بالخوف من التجربة في حد ذاتها فليس من السهل علي التضحية بتاريخي الفني الطويل لمجرد تقديم برنامج. ولكن أنا أثق دائما في شريف عرفة كما يثق هو في مقدرتي على تقديم البرنامج بأسلوب ناجح. وأضاف حسين فهمي: لم أخض التجربة بدافع البحث عن مزيد من التواجد على شاشة التلفزيون خلال رمضان لأن لدي مسلسل سيتم عرضه خلال الشهر الكريم وهو «مواطن بدرجة وزير»، أو بدافع الاغراء المادي لأنني طوال مشواري لم أسع وراء المال.
الفنان طلعت زكريا قال لـ«الشرق الاوسط»: حققت نجاحا من خلال مشاركتي في برنامج «الكاميرا الخفية» و«ألحقونا» ولهذا قررت أن أظهر مذيعا لأول مرة في شهر رمضان خاصة أنني لن أظهر هذا العام من خلال الدراما التلفزيونية لأنني لم أشارك في أي عمل درامي. وأحببت أن يراني الجمهور هذا العام بشكل جديد كمذيع خلال شهر رمضان فقط أما باقي السنة فأنا ممثل. وإذا كان هذا هو رأي الفنانين في تلك التجربة فماذا عن رأي المذيعين أصحاب المهنة في هذه الظاهرة؟ مذيعة القناة الأولى بالتلفزيون المصري انجي أنور تقول: الممثل أشهر من المذيع في مصر والعالم العربي لذلك تستغل شركات ووكالات الإعلانات هذه الشهرة وترشحهم لتقديم برامج خفيفة يكون هدفها إعلانيا في المقام الأول للوصول إلى اكبر ربح ممكن، كما أن الاستعانة بالفنانين لتقديم البرامج ليست تقليدا جديدا في مصر أو الدول العربية، فكل العالم كله يفعل ذلك. ولكن إذا نظرنا إلى هذه البرامج نكتشف أنها برامج رمضانية فقط ولا تتكرر طوال السنة. الاستثناء الوحيد في ذلك هو الفنان سمير صبري والفنانة صفاء أبو السعود. وتضيف انجي أنور: بعض التجارب نجحت والبعض الآخر فشل أو لم تكن على المستوى المطلوب، ولكن المفروض أن نعطي العيش لخبازه كما يقولون. رئيسة التلفزيون المصري المذيعة سوزان حسن قالت لـ«الشرق الاوسط»: الاستعانة بالممثل في برامج رمضان لا يمثل تقصيرا من جانب المذيعين. ولكن في بعض الاحيان يكون لدى الممثل روح مختلفة عن المذيع المحترف. فالمحترف يهتم بالقواعد أما الفنان فتكون لديه القدرة على الوصول للناس بسرعة وهذا لا ينطبق على جميع الفنانين فأحيانا ما يضايقني الاستخفاف المبالغ فيه، كما أن بعضه تفلت الأمور منه لأنه لا يملك الميزان الصحيح للمهنة.
الشرق الأوسط
JOKAR
|