وكيف يكون هناك تقريب بين السنة والشيعة أهل السنة الذين حملوا القرآن الكريم وحفظ به رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفظ الله بهم الدين وجاهدوا لإعلاء منارة الإسلام وصنعوا تاريخه المجيد والرافضة الذين يلعنون الصحابة ويهدمون الإسلام فإن الصحابة رضي الله عنهم هم الذين نقلوا الدين لنا فإذا طعن أحد فيهم فقد هدم الدين.
كيف يكون تقريب بين أهل السنة والرافضة وهم يسبون الخلفاء الثلاثة وسبهم لو كان لهم عقول يفضي إلى الطعن في الرسول صلى الله عليه وسلم فإن أبابكر وعمر رضي الله عنهما صهران لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعثمان رضي الله عنه زوج ابنتين للرسول صلى الله عليه وسلم والله لا يختار لرسوله صلى الله عليه وسلم إلا أفضل الأصحاب فكيف لم يبين النبي صلى الله عليه وسلم عداوة الخلفاء الثلاثة للإسلام ويحذر منهم إن كانوا صادقين بزعمهم بل سب هؤلاء الثلاثة طعن في علي رضي الله عنه فقد بايع أبابكر في المسجد راضياً وزوج عمر ابنته أم كلثوم وبايع عثمان مختاراً رضي الله عنهم أجمعين فهل يصاهر علي رضي الله عنه كافراً أو يبايع كافراً سبحانك هذا بهتان عظيم.
ولعنهم لمعاوية رضي الله عنه طعن في الحسن رضي الله عنه الذي تنازل بالخلافة لمعاوية ابتغاء وجه الله وقد وفق لذلك وحرضه صلى الله عليه وسلم على ذلك فهل يتنازل سبط رسول الله لكافرر يحكم المسلمين سبحانك هذا بهتان عظيم وكيف يلعنون أم المؤمنين عائشة التي نص الله في كتابه على أنها أم المؤمنين في قوله تبارك وتعالى "النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم".
وكيف يكون تقريب بين أهل السنة و الرافضة وقد جعلوا الخميني إمام الضلالة معصوماً حيث أقروه على أنه نائب مهديهم الخرافة الذي قالوا بأنه دخل سرداب سامرا والنائب له حكم المستنيب فإذا كان المهدي معصوماً فالخميني معصوم لأنه نائب له فما هذا التناقض.
إن الرافضة في قولهم في ولاية الفقيه قد نسفوا مذهبهم من أساسه والباطل يحطم بعضه بعضاً ويشتمل ويتضمن على الردود وتحطيم نفسه بنفسه وأهل البيت براء منهم ومن هذا القول والأدلة على بطلان مذهب الرافضة شرعاً وعقلاً لا تحصى إلا بالمشقة.... ألا فليدخلوا في الإسلام وأما نحن أهل السنة فلن نقترب منهم شعرة واحدة أو أقل من ذلك فهم أضر على الإسلام من اليهود والنصارى ولا يوثق بهم أبداً وعلى المسلمين أن يقفوا لهم بالمرصاد قال تعالى "هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون".
إن نسب الرفض يعود إلى عبدالله بن سبأ اليهودي وإلى أبي لؤلؤة المجوسي إذا معشر المسلمين لا بد أن يتميز المسلم في عقيدته فيحب ما أحب الله ويكره ما يكرهه الله ويتناصر المسلمون ويكونوا يداً واحدة فإن أعداء المسلمين جمعهم على عداوة المسلمين دينهم وعقائدهم الكافرة قديماً وحديثاً قال تعالى " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم"، وما غرسوا الدولة الصهيونية في فلسطين إلا لحرب الإسلام وزعزعة المنطقة وكان من آثار استعمارهم للعالم الإسلامي أمراض عقدية واجتماعية مازال يعاني من المسلمون ومن أعظم ذلك إلغاء المحاكم الشرعية في العالم الإسلام وإحلال القوانين الوضعية والمحاكم القانونية بدلاً عنها لكن هذه المملكة ولله الحمد هي التي بقيت محافظة على المحاكم الشرعية التي تحكم بشريعة الله تعالى وتحمل راية التوحيد بين الدول
منقول من خطبة الجمعة للدكتور على الحذيفي من المدينة المنورة
اخوك العملاق
|