المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عبد الله بن عمر رضي الله عنهما


الحيران
11-09-2007, 05:12 AM
للشيخ عبد الرحمن عبد الوهاب الفارس

لقد اهتزت أرجاء مكة من أقصاها إلى أدناها لخبر عظيم وحدث جلل اضطربت له أسباب الشرك وتصدعت له رؤوس الكفر.
هذا الخبر هو إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لقد كان إسلام عمر فارقا بين الحق والباطل ومظهرا قويا للدين ونبعا من منابع القوة في الإسلام، وفي هذا اليوم المشهود دخل في الإسلام صبي صغير تفتحت ينابيع نفسه على كلمة التوحيد فنطق بها وأسلم وجدانه للدين الحنيف فنشأ عليه وتمسك به وهداه الله إلى الصراط المستقيم وهو في سن الصبا فحفظه من رجس الشرك وضلال الكفر ورزقه الله نور اليقين.
هذا الصبي المؤمن هو الصحابي الجليل (عبد الله بن عمر رضي الله عنهما) إنه المستغفر المثابر الأواب أخو السيدة حفصة زوج الرسول صلى الله عليه وسلم وأم المؤمنين رضي الله عنها.
ينتسب عبد الله إلى بني عدي وهي قبيلة عظيمة الشأن وأمه زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب.
ولد عبدالله بن عمر رضي الله عنهما سنة ثلاث من البعثة النبوية في أسرة عريقة الحسب والنسب.
ونشأ عبد الله في بيئة كريمة بين تعاليم الإسلام وأقبل على الإسلام يعب من نبعه المتدفق وأثرت تربية الفاروق العظيم في شخصية عبدالله، فشب وهو مشبع بحب الله والرسول فنشأ رجلا قويا مؤمنا صادقا عفيفا كريماً.
هاجر عبد الله بن عمر رضي الله عنهما من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة ولا يزال فتى غض الاهاب لا يتجاوز العاشرة من عمره.
ولما فرض الله الجهاد على المسلمين دفاعا عن دينهم ومبادئهم طلب عبد الله أن يقاتل المشركين في غزوة بدر ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم استصغر سنه ولم يسمح له فحزن عبدالله لكنه صبر منتظراً أمر الله ورسوله، ولما جاءت غزوة أحد تطلع الشاب المجاهد عبدالله للقتال ولكن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم رده لصغر سنه للمرة الثانية.
وكان رضي الله عنه ينتظر ذلك اليوم الذي يحمل فيه السلاح ويقاتل مع جنود الرحمن ويفرق جيوش الشرك كما كان يفعل أبوه عمر الفاروق، ولا عجب فهو ابن الفاروق عمر الشخصية الفذة العظيمة الذي عرف بالعدل والعدالة والقوة المؤمنة الجريئة والشجاعة النادرة.
ولما كان العام الخامس من الهجرة، اجتمعت أحزاب الشرك مع المنافقين واليهود ضد الإسلام والمسلمين وخرج المسلمون لدرء الخطر الداهم على عاصمة الإسلام ـ المدينة المنورةـ ولم يعد عبد الله يطيق الانتظار فذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يود أن يأذن له النبي صلى الله عليه وسلم باشتراكه الفعلي في القتال، وجاءته البشرى بالانضمام تحت لواء الجهاد وخرج عبد الله مع المجاهدين للقتال وكانت هذه أول غزوة يشترك فيها ألا وهي غزوة الخندق، ولقد شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم الحديبية وفتح مكة واشترك في بعض السرايا التي وجهها الرسول القائد لمقاتلة المشركين، ولقد حفظ عبد الله بن عمر القرآن الكريم عن فهم وتدبر فكان ينظر للقرآن على انه كتاب هداية وعلم وأخلاق وتربية وهو إلى ذلك كله الدستور الخالد والشريعة المحكمة والذكر الحكيم.
ولقد اهتم عبد الله منذ وصل إلى المدينة بالاستماع لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفظه والمثابرة على ذلك في السفر والحضر والسلم والحرب حتى قيل (إن عبد الله بن عمر لم يخف عليه شيء من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم).
وبلغ من سعة علمه بالحديث وروايته له أن اعتبره الصحابة من أئمة الدين، قال بعض الصحابة: (من أخذ بقول ابن عمر لم يدع من الاستقصاء شيئا)، وقالت السيدة عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما وأم المؤمنين: (ما كان أحد يتتبع آثار النبي صلى الله عليه وسلم في منازله ومشاهده كما كان ابن عمر).
وكان رضي الله عنه حليما عظيما ويصبر ويصابر مغضب لربه ولا يغضب نفسه ويجهر بالحق كأبيه ولايخشى في الله لومة لائم.
وكان عبد الله رجلا كريما ذا نفس فياضة بالخير وحب الضيافة وكان رضي الله عنه لا يكاد يتعشى وحده بل كان يفتش عن الضيفان، وكان رضي الله عنه لم يشبع من طعام قط.
وكان رضي الله عنه ورعا خائفا من ربه يخشى أن يخطئ فيعاقب فكان دائم الحذر من الدنيا وتبعاتها.
يرحمك الله يا ابن عمر مجاهدا سباقا إلى الموت وفقيها ورعا زاهدا.
إن شخصية عبد الله بن عمر كفيلة بأن تكون تاريخاً حافلا يتأسى به كل من أراد السداد في الدنيا والنجاة في الآخرة وصدق الله العظيم: (إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر).

بقايا حلم
11-09-2007, 12:03 PM
][`~*¤!||!¤*~`][الحيران][`~*¤!||!¤*~`][


اللهـ يجزاكـ كل خير
ويباركـ في كل موضوع تطرحهـ
ولايحرمكـ أجر الاستفادهـ منهـ ياربـ

لكــ كلـ الـود وشذى العطـــــــــــــــــر



تقبل مروري..
بقايا حلم..

الحيران
11-09-2007, 11:21 PM
بقايا حلم

شكرا لك علي مرورك من هنا

قافية الأثر !
11-12-2007, 04:24 PM
أخوي الحيران

الله يجزيك خير

وإن شاءالله في ميزان حسناتك

دمت ودام قلمك

آمنتك الله

الحيران
11-13-2007, 02:39 AM
آمنتك الله

كم اسعدني مرورك

شكرا لك