الموضوع: ففروا الى الله
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-23-2011, 02:28 AM   #1

مراقب عام



امير السعوديه غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2822
 تاريخ التسجيل :  Mar 2006
 أخر زيارة : 05-27-2016 (02:55 PM)
 المشاركات : 12,598 [ + ]
 التقييم :  301
 اوسمتي
وسام شكر وتقدير العطاء 
لوني المفضل : Cadetblue

اوسمتي

ففروا الى الله





هذه الآية من أعظم آيات القرآن الكريم ، تجمع معاني الخوف والرجاء : الخوف من الله تعالى و اللجوء إليه سبحانه


إذ لا منجا منه إلا إليه عز وجل ، أمر بالفرار منه إليه ليدل العباد على أنه أرحم بهم من كل من سواه



و أنه عز وجل يريد بالعباد الرحمة والمغفرة .




يقول الله تعالى : ( فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ) الذاريات/50.




قال الإمام الطبري رحمه الله :



" يقول تعالى ذكره : فاهربوا أيها الناس من عقاب الله إلى رحمته بالإيمان به ، واتباع أمره ،



و العمل بطاعته ( إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ ) يقول : إني لكم من الله نذير أنذركم عقابه ،



و أخوّفكم عذابه الذي أحلَّه بهؤلاء الأمم الذين قصّ عليكم قصصهم ، و الذي هو مذيقهم في الآخرة .



وقوله : ( مُبِينٌ ) يقول : يبين لكم نذارته " انتهى . " جامع البيان " (22/440)





و قال القرطبي رحمه الله :



" لما تقدم ما جرى من تكذيب أممهم لأنبيائهم و إهلاكهم لذلك ،



قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : قل لهم يا محمد ، أي قل لقومك : ( ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين )



أي : فروا من معاصيه إلى طاعته .




و قال ابن عباس : فروا إلى الله بالتوبة من ذنوبكم . و عنه : فروا منه إليه و اعملوا بطاعته .



و قال محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان : ( ففروا إلى الله ) اخرجوا إلى مكة .



و قال الحسين ابن الفضل : احترزوا من كل شيء دون الله ، فمن فر إلى غيره لم يمتنع منه .



وقال أبو بكر الوراق : فروا من طاعة الشيطان إلى طاعة الرحمن .



و قال الجنيد : الشيطان داع إلى الباطل ، ففروا إلى الله يمنعكم منه .



و قال ذو النون المصري : ففروا من الجهل إلى العلم ، و من الكفر إلى الشكر .



و قال عمرو بن عثمان : فروا من أنفسكم إلى ربكم .



و قال أيضاً : فروا إلى ما سبق لكم من الله ، و لا تعتمدوا على حركاتكم .



و قال سهل بن عبد الله : فروا مما سوى الله إلى الله .




( إني لكم منه نذير مبين ) أي : أنذركم عقابه على الكفر والمعصية " انتهى ." الجامع لأحكام القرآن " (17/53-54)





وقال العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله :



" لما دعا العباد للنظر لآياته الموجبة لخشيته و الإنابة إليه ، أمر بما هو المقصود من ذلك ، و هو الفرار إليه



أي : الفرار مما يكرهه الله ظاهرًا و باطنًا ، إلى ما يحبه ظاهرًا و باطنًا ، فرار من الجهل إلى العلم ،



ومن الكفر إلى الإيمان ، ومن المعصية إلى الطاعة ، و من الغفلة إلى ذكر الله ،



فمن استكمل هذه الأمور فقد استكمل الدين كله ، و قد زال عنه المرهوب ، و حصل له نهاية المراد و المطلوب .





و سمى الله الرجوع إليه فرارًا :




لأن في الرجوع لغيره أنواع المخاوف و المكاره ،



و في الرجوع إليه أنواع المحاب والأمن و السعادة و الفوز ،



فيفر العبد من قضائه و قدره إلى قضائه و قدره ،



و كل من خفت منه فررت منه ، إلا الله تعالى ؛ فإنه بحسب الخوف منه ، يكون الفرار إليه ،



( إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ) ؛ أي : منذر لكم من عذاب الله و مخوف بَيِّنُ النذارة




 
 توقيع : امير السعوديه

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس