عرض مشاركة واحدة
قديم 08-03-2025, 01:09 PM   #1
فوق .. موج .. الحرف


الصورة الرمزية كنت .. أحلم
كنت .. أحلم غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 24657
 تاريخ التسجيل :  Apr 2022
 أخر زيارة : يوم أمس (12:16 AM)
 المشاركات : 1,626 [ + ]
 التقييم :  35827
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Slateblue
الحي الشعبي القديم


















يمضي مسائي يعقبه الصباح،
لكن القلبَ لا يعرفُ النسيان،
والبيانُ بهتَ، وتبلدتْ الحروفُ
في حضرةِ الوجع.

أُسائلُ الليلَ عن أمسي،
عن جراحٍ لم ترحلْ،
عن مجدٍ حلمتُ به،
هل عاد؟
أم غادره الشعراءُ،
وتاهَ المكانُ في وجدانِ القصيدة؟


أنا الصقرُ السرمديُّ، يطيرُ بجناحٍ،
مكسورًا، لكنه لا يسقط، فهو ذاتٌ
تمردت على الوزنِ العتيق،
على القوالبِ، على وضوحٍ يختبئ
خلفَ غموضٍ لا يُفسَّر.


كأن الليل يحرسني
لا لينام، بل لأتذكّر.
أفتش عن صورٍ مهترئة
تاهت في الغدو والرواح،
أستعير لها من الأوصاف
ما يهدي قلمي إلى الذكرى،
ويسجّل مكاني على خريطةٍ
أخبئها في دنان الزمن،
وأواريها في أزقة
الحي الشعبي القديم،

خريطة لا ترسم المدن،
بل تعرّجات الذاكرة...
في كل منعطفٍ فيها وجعٌ مؤجل،
وكل إشارةٍ مفقودة تنهيدةٌ لم تُكتب.

وإن عزّ المجازُ
وبلّل النسيانُ مرقدَها،
وهرولتِ المعاني؟
فبين سطوري مسراها
لكأنما تعرج الأحلامُ عاريةً كصورتها.

في الحي العتيق —
هناك حيث لا تذبل الورود
وفوق جدارٍ طينيٍّ مهمل،
تسللت الحقيقةُ كوميض اعترافٍ
في عيونٍ تضيء... ولا تسأل.

مكثتُ أحدقُ إلى تشققِ سطحِ مرآةِ أزماني،
بفعلِ عواملِ التعريةِ كفّتْ عن تقليدِ الصورِ،
وتفرغت لتبعثرني
ثم تعيد ترتيبي بترتيبٍ لا يُشبهني.

رأيتني كما لم أكن،
كنت اسمي حين كان لي اسم،
قد فقدته...
في زحام الحلم،
ومن ثم عثرتُ على ما تبقى منه
في اكتظاظ التجربة.

كان داخلي أكثر من ظل،
وأقل من يقين،
أتنفس من خياشيم الخوف
وأكتبني بنبضٍ يتلعثم،
كلما حاول تصديق نفسه...
خاف من صدى صوته.



على جدارٍ هزيلٍ من الغياب،
تتدلّى ذكرياتٌ بلا اسماء،
قصائدُ نسيتْ أين وضعت نهاياتها،
وصورٌ تطل من نوافذ الحي القديم —
كأنها تسألني:
من الذي أضاع نفسه فيك؟
في كل بيتٍ يُولدُ معنى من وجعي،
وفي كل مجازٍ يُعيدُ تشكيلَ الهوى.

يضوع عطرها كزهرة البنفسج من غير عطر،

فيها، أمدّ يدي نحو القلم،
تتوارى الكلمات، فأتتبع رطوبتها،
أطويها كندى وأحررها كنسيم،
فتدمع تحت لمسي كقطرات فجرٍ
تخشى الضوء، لكنها لا تقاومه...



هل كنتُ أنا؟
أم كان ظلّي يقرأني نيابةً عني؟
وهل كانت المرآة مرآة أيامي،
أم نافذةً أطل منها على غيابٍ كنته؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ








 
 توقيع : كنت .. أحلم

وإنْ حَدَثتِ القمرَ عنّي قُولي لهُ
أُخبّئُ الشَّوقَ في ضِلْعِي وأضمهُ
" وفي صَمْتِهِ، دَفقٌ مِنَ الإلْهامِ "
هُنا صَدَى الحُبِّ يَعبُرُ كَوْنَ أغنيَتي
هُنا الحَنينُ شُجُونٌ دونَ أسْماءِ


رد مع اقتباس