الموضوع: امرأةً من ذهبٍ
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-16-2025, 03:11 AM   #1
فوق .. موج .. الحرف


الصورة الرمزية كنت .. أحلم
كنت .. أحلم غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 24657
 تاريخ التسجيل :  Apr 2022
 أخر زيارة : اليوم (12:16 AM)
 المشاركات : 1,626 [ + ]
 التقييم :  35827
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Slateblue
امرأةً من ذهبٍ














قبّلتُ يدكِ لا خضوعًا،
بل لأنّ صدركِ وطنٌ يسكنُ فيه قلبي.





أُضيءُ الظلامَ بقلبٍ يَشُبُّ حنينًا،
وأسيرُ بثباتٍ، وإن كثُرَت العثرات،
أنحتُ من صمتي قصائدَ شوقٍ،
تسكنُ روحي في سكونِ الدُّجى،
وتكتبُ أناملي على أوراقِ الزمنِ
كلماتٍ تتنفّسُ من عبقِ أنفاسك.

أُغمِضُ عينيّ عن ماضٍ أوجعني،
وأطوي أنيني بين حزني وهيامي،
أعبرُ مأساتي بهدوء،
فتضمني برفقٍ أطيافُ أيامي.

تتراءى أحزاني، تنهرُ أفراحي،
كأنها موجُ الدُّجى من أعماقي،
تجري سفنُ مشاعري بلا مرسى،
في ليلٍ دامسٍ… بلا إشراقي.

وكم من فيافي وقممٍ مررتُ بها،
دون أن يلتفتَ الحرفُ إلى سطرٍ
خطّتْهُ أناملي لأُنقذَ نفسي
من فكرةٍ
تشبه المطرَ حين يتأخّر.

تذكّرتُ قيسًا حين التيه،
لا يبحث عن ليلاه،
بل عن صوته في قلبها…
وكأنّه حين يكتبها،
يخلع الحرف ليُلبس المعنى وجهًا آخر.

أنا لا أكتبُ لأصل،
بل لأتوه عني،
لعلّي أجدني في حلمٍ
تنام يقظته على شفاهك...

وتغدو الكلمةُ مرفأً للذي أضاعَ اسمه،
فتعيدُ تشكيلَه من صدى الحنين،
لا خارطةٌ تهديه،
بل نبضٌ يتذكّر الطريق،
حين ينساهُ القلبُ في زحمةِ التيهِ.

وما إن يلامسُ أطرافَ الذات،
حتى يذوبُ فيها،
كما يذوبُ السرُّ في العيون،
حين يعرفهُ من لا يسأل،
ويفهمهُ من لا يُفصح،
كأنّه نبضٌ خفيٌّ
يُترجمُ الصمتَ إلى يقين.

الصدى ليس رجع صوت،
بل هو المعنى حين يختار التواري،
يختبئ خلف الحروف،
ليحمي ذاته من فوضى التصريح،
فهو النجاة حين يغرق الكلام،
والماء حين يعطش القلب،
والترياق حين يشتدّ الوجع،
وهو الحقيقة حين ترتدي خجل الانكشاف،
كأنّه ضوءُ الفنارِ في عتمةِ الذات،
يُرشدُ من تاهَ عن نفسه،
ويهمسُ بما لا يجرؤ القلبُ على البوحِ به.

أسكبُ ضوءَكِ بينَ جوانحي،
وأشقُّ دروبي بخطى واثقة،
رغمَ العثراتِ… رغمَ المسافاتْ.

يا امرأةً من ذهبٍ، يا قمراً لا يغيبُ،
أنتِ الصفاءُ إذا ما الدهرُ أغبرَ،
وأنتِ النقاءُ إذا ما القلبُ تكدّرَ،
أنتِ النبضُ، وأنتِ النورُ،
فلا تتركيني وحيدًا في العتمةِ،
يراودهُ الأملُ، ويربكهُ التيهُ.

أنا والملاذُ والقصيدةُ،
ثلاثةُ أرواحٍ في جسدِ الحرفِ،
أنا صدىً لم يُكتبْ،
وملاذُ قلبٍ أضناهُ الشوقُ،
وقصيدةٌ تعزفُ على وترِ الحنينِ.

أنا أنتِ، وأنتِ أنا،
فلا تتركي الحرفَ يضيعُ في التيهِ،
اكتبي ليَ الحبَّ،
لأنسى الفراقَ،
وأُطفئَ نارَ الذكرى،
وأُسكنَ وجعَ الحنينِ.

سَنا برقٍ لاحَ في خيالي،
كأنّهُ ثغرُكِ… بهيُّ الجمالِ،
رعشَ القلبُ في لهفةٍ خافِتةٍ،
وشَرُدَت خلجاتي… بلا احتمالِ،
فناداني الحنينُ بصوتٍ خفيٍّ،
كأنّهُ العشقُ في هيئةِ سؤالِ.




وحين لامستُ يدَكِ،
لم يكن الانحناءُ طقسَ حبٍّ عابر،
بل اعترافًا صامتًا
بأنّكِ المعنى الذي يسبقُ كلّ الكلمات.






— محمد آل هاشم
16 / 8





 
 توقيع : كنت .. أحلم

وإنْ حَدَثتِ القمرَ عنّي قُولي لهُ
أُخبّئُ الشَّوقَ في ضِلْعِي وأضمهُ
" وفي صَمْتِهِ، دَفقٌ مِنَ الإلْهامِ "
هُنا صَدَى الحُبِّ يَعبُرُ كَوْنَ أغنيَتي
هُنا الحَنينُ شُجُونٌ دونَ أسْماءِ


رد مع اقتباس