كشفت بيانات صدرت مؤخرا أن مبيعات السيارات التي تعمل بالطاقة البديلة مثل المحرك الهجين والغاز الطبيعي والغاز السائل أو الايثانول (الكحول الايثيلي) زادت بصورة مستمرة خلال العام الحالي, حسما ذكرت وكالات الأنباء.

وفي ظل ارتفاع أسعار الوقود لمستويات قياسية صار المستهلكون يهتمون بصورة كبيرة بكمية الوقود التي تستهلكها السيارة كأحد العوامل الرئيسية في شراء سيارة طبقا لما ذكرته رابطة صانعي السيارات الدولية.

وانخفض متوسط الوقود الذي تستهلكه سيارات الركاب التي تم بيعها خلال عام 2005 إلى 6.8 ليتر لكل 100 كيلومتر مربع.

وبلغ إجمالي عدد السيارات التي تم بيعها في أوروبا هذا العام حتى أغسطس(آب)831 ألف سيارة.

ووفقا لهيئة تسجيل السيارات الالمانية فإن نحو 2180 سيارة تستخدم الغاز الطبيعي وقودا تم تسجيلها خلال أكتوبر (تشرين الأول) 2006 بزيادة نسبتها 300 بالمائة عن الشهر نفسه من العام الماضي.

وقد بيعت خلال الشهر نفسه نحو 412 سيارة تعمل بتكنولوجيا محرك الهجين و429 سيارة تعتمد على غاز النفط السائل. واستفادت أيضا من هذه الصيحة سيارات الديزل التي تستهلك وقودا أقل من السيارات التي تعمل بالبنزين.

وخلال الشهور السبعة الاولى من العام الحالي ارتفعت مبيعات سيارات الديزل بنسبة ثلاثة بالمائة لتصل إلى 4.59 مليون سيارة على مستوى العالم فيما انخفضت مبيعات السيارات التي يعمل محركها بالبنزين بنسبة اثنين بالمائة.

وبين سيارات السيدان الفخمة لا تزال شركة «بي ام دبليو» السباقة في تطوير السيارة «الصديقة للبيئة»، فطراز «بي ام دبلي وهيدروجين 7»، الذي ازاحت الستار عنه رسميا في معرض لوس انجليس الاخير، يشكل خطوة ملموسة على طريق تطوير المركبات غير الملوثة للبيئة إذ لا تنبعث من عادم هذه السيارة، عمليا، أي غازات تتسبب في انحباس حراري او أمراض سرطانية، بل مجرد بخار الماء الساخن الذي ينفثه محرك الهيدروجين وأدنى أثر يمكن قياسه من ثاني أوكسيد الكربون (نحو 5 غرامات في كل كيلومتر تقطعها السيارة).

تجدر الاشارة الى ان كل الشركات التي تطور سيارات تعمل بالهيدروجين لم تطرح، حتى الان، سوى نماذج عن هذه السيارات المستقبلية فيما كانت «بي ام دبليو» تعمل، طيلة السنوات الخمس الماضية، على التطوير العملي لسيارة الهيدروجين. وأولى النماذج من اصل 100 سيارة تنوي انتاجها عام 2007 المقبل ستأتي من بين انتاجها العادي لسيارة الفئة 7 المعروفة.

ويمكن لهذه السيارة ـ التي يقدر ثمنها بحوالي الـ 95 الف جنيه استرليني في حال انتاج عدة آلاف منها سنويا ـ ان تنطلق من الصفر الى سرعة 62 ميلا في الساعة في 9.5 ثانية فقط. اما سرعتها القصوى فتبلغ 143 ميلا في الساعة (للنموذجين العامل بالهيدروجين او بالبترول).

وباستطاعة هذه السيارة ان تقطع مسافة 125 ميلا بمخزونها من الهيدروجين او 310 أميال بمخزونها من البترول ومعدل استهلاكها من الوقود يبلغ 21.3 ميل في الساعة، بوقود الهيدروجين، أو20.3 ميل في الساعة بالبترول. والجدير بالذكر في هذا السياق ان خزان الهيدروجين في السيارة جهاز معقد وعالي التقنية على اعتبار انه معد لتخزين الهيدروجين السائل بحرارة تقل عن 250 درجة (سلسيوس).

وميزة السيارة المحببة لاصدقاء البيئة ان نسبة ثاني اوكسيد الكربون الذي ينفثه عادمه لا تزيد عن 5.2 غرام لكل كيلومتر تقطعه بمحركها الهيدروجيني مقابل 332 غراما في الطراز المجهز بمحرك يعمل على البترول. الا ان المشكلة الكبرى تبقى في الاجابة عن السؤال الكبير: من اين تأتي صناعة السيارات بالهيدروجين؟

من حيث المبدأ لا يزال استعمال الهيدروجين الوسيلة العملية لخفض انبعاث ثاني أوكسيد الكربون من محركات السيارات العاملة على الوقود العادي كونه أحد العوامل الرئيسية في ظاهرة التسخين الحراري. وميزة الهيدروجين، خلافا للبترول، أنه متوفر في العالم بكميات غير محدودة وغير ناضبة، لكن الهيدروجين يحتاج، بدوره، الى مصدر طاقة لانتاجه بشكله الغازي او لضغطه كغاز سائل. وما لم يتوصل التقدم العلمي الى انتاج الهيدروجين من دون اللجوء الى مصادر الطاقة العادية ـ كأن تستعمل الطاقة الشمسية او الهوائية او حتى النووية ـ تكون سيارة الهيدروجين قد حدت من انبعاث ثاني اوكسيد الكربون من محركها لتعزز انبعاثه من مصدر آخر هو منشآت انتاج الهيدروجين.

الشرق الاوسط

JOKAR