الرياح تعصف بكل شيء خارج المنزل .... اصوات الابواب والنوافذ لها ازيز .... اصوات الرياح .. اوراق الشجر .. نباح الكلاب .. عواء القطط ..

لعلها كانت تصرخ معبرة عن افكار الناس وهمومهم او لعلها اصداء اصوات هذا الحوار غير الطبيعي بين الرجل وزوجته ..

الوقت ( منتصف الليل ) وقد ارتدى ملابسه كامله ويمسك بيده كوباً من الماء ، لم يبق فيه شيء وبأستطاعته ان يجعل هذا الكوب يتهشم على رأسها اذا عارضته او حتى اعترضته ..

قالت له : الى اين ؟ قال لها الى الشارع ..
في هذا الوقت ..؟ ان الشارع مفتوحاً ليلاً نهاراً ..
وبعد خروجك الى الشارع .؟ اذهب الى شارعاً آخر ..
وفي النهايه .؟ الى اي مكان لا اجدكِ فيه ..

بأستطاعتك الا تجدني هنا في هذا البيت .. ابق انت وانا سوف اخرج للشارع ..! ليس هذا ما اريد .. اذن ماذا .؟
اريد ان اهرب من الاسئله البارده .. اريد ان اهرب من افكارك البارده .. من حياتك البارده .. وارحم نفسي من الاجابات التي تحرق احشائي .. اريد ان اجد نفسي بنفسي .. اجد حياتي التي اريد .. اجد من قادر على ان يجدني .. هل فهمتي .؟

ولكن الى اين انت ذاهب الان .؟ قلتِ لكِ ..
اليس عندك ما تقوله اكثر من ذلك .؟ عندي ...
ماذا .؟ هذا قراري الاخير لا اصلح لأي عمل آخر ..هذه هي حياتي وقد دفنتها بيدي هنا .. لكي اعثر عليها هناك ..
هناك اين .؟ هناك اي مكان آخر .. اي مكان بعيداً عنكِ ..
قالت : اذن الى اللقاء ..؟
قال : وداعاً الى غير لقاء ..!!!!



تحياتي وتقدير للقارىء الكريم