عندما قال لي طلال : لو إني بفراشي بموت ..!!
[TABLE1="width:80%;background-image:url('http://www.shy22.com/pngfile/00g02185.png');"]
بقلم : عبد الملك الشثري
عندما قال لي طلال :
لو إني بفراشي بموت !!
عندما هاتفني أخي الأستاذ عبد الله ناصر العتيبي ، وطلب مني كتابة موقف حدث بيني وبين أخي طلال الرشيد – رحمه الله – انتابتني حالة أعجز عن وصفها .. فالمكالمة كانت بمثابة صاعقة نزلت علي .. أعادت إلى ذهني شريط ذكرياتي معه –رحمه الله – ذكريات صداقة حميمة دامت لأكثر من سبعة عشر سنة ، لم نفترق خلالها لحظة واحدة .. وهذه الفترة لا أبالغ إن قلت أنها كانت مليئة بالمواقف ، بل كانت كلها مواقف ، ولو أردت ذكرها سأكون في حاجة إلى مجلدات ، وليست صفحة واحدة .. ليس هذا فحسب ، فالكتابة عن طلال الرشيد – رحمه الله – تؤلمني كثيرا ، وتتعبني .. ثم ما لذي يمكنني ذكره عن هذا الشامخ ، الباسق ، المليء بكل معاني الشهامة الإنسانية .. لن أستطيع ذكر شيء لأن الكتابة ستكون بالنسبة لي كالضغط على الجرح ، وأي جرح ، جرح لم ولن يلتئم .
وبعد صراع مرير مع نفسي أمسكت بقلمي .. وحاولت إعادة الشريط لأنتقي من المواقف أجملها ، ولكن خانتني الذاكرة فاختلاط مشاعري جعلها تمحو ما عليها .. فظللت أكتب كلمات ثم أمحوها ، حتى تذكرت آخر موقف حدث بيني وبينه – رحمة الله – وهذا الموقف حدث بيننا بمطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة ، ويومها كان طلال الرشيد – رحمه الله – في طريقه إلى الجزائر في رحلته التي توفي فيها رحمه الله ..
كان رحمه الله يحاول بشدة استمالتي لمرافقته لمدة أسبوع واحد ، وكان يلح علي كثيرا، إلا أنني كنت أعتذر له ، بل أقول له : (خل أيام العيد تعدي وان شاء الله يصير خير ) .. وكثيرا ما كنت أحاول إثناءه عن السفر وكنت اذكره بالمشاكل الأمنية بالجزائر ، وبما حدث أمام عينيه في رحلته السابقة من انفجار سيارة الدرك ، وكثيرا ما نصحته بالبحث عن مكان أكثر أمنا كالمغرب أو ليبيا .. غير أنني وجدته يقول لي بالحرف الواحد ( أنا بموت لو إني بفراشي بالبيت ) واللي كاتبه الله علي بيصير وبموت بأي مكان .. وكلماته هذه وقفت عندها كثيرا ..
هذا هو آخر موقف حدث بيني وبينه – رحمه الله – وكان في آخر أيامه ، وأتمنى ألا أكون آلمتكم بهذا الموقف كما أتألم أنا ..
طلال .. ستبقى .. وستبقى أنت كما أنت معي وليست ذكراك فقط ..
رحمك الله يَ اميري و اسكنك فسيح جناته ..
| [/TABLE1]
|