مشاهد منوعه
قد يكون مجرد آعتقاد بأن النكسة
ليست تلك العسكرية التي مضت
بل الثقافية وما تفرع منها من
أخلاقية واقتصادية وفكرية
في ظل عولمة التجارة وإستيراد الأفكار الهدامة
حريٌ بنا أن نحاول "نغير" الفكر...!!
(1)
ثقافة الدوار
معركة مرورية حامية
تدور في رحىى ذاكـ الدوّار
للظفر بالمرور قبل الآخر
ورجل المرور القابع هناكـ
يتأمل مقاطع بلوتوث
ذات إيحاءات جنسـ/ـكرية
/
أنىى لهم الفخر
وهم بشر يفتقد حتىى ثقافة الدوّار...!!
(2)
تاكسي
كانت تحب رياضة المشي
تمارسها للتنفيس عن الروح/الجسد
لكنها ذات يوم آحتاجت "تاكسي"
توقف أمامها آثنان
شاب عشريني و شيخ ستيني
كالعادة آختارت الأكبر سناً
لكنهـ كان الأصغر عقلاً
لينتهي المشوار بدمعة وندم..!
(3)
إيشارب أو حجاب
"إيشارب" أنيق
يغطي شعرها
وملامح وجهها الجذاب تلوح
لتكسو الفضاء حلة وردية
كانت عصرية بإطلالتها
لكن أصيلة بأخلاقها
ومع ذلك كانت تقذف بالسوء
لا لشيء سوىى جاذبية "إيشاربها"
وغيرة قريناتها ..!
(4)
أحلام دخانية
جميل عبق رذاذ الماء
وأنفاس المعسل التفاحي النكهة
تماماً كطعم شفتيها تملأ المكان
تنفثهـ فيتشكل من دخانهـ آحلام
تراها وتحسها وتتنفسها
آحلام دخانية تتحقق
في ساعة صفاء وآسترخاء
رأت فيها وصنعت منها ما لم تصنعهـ في الحياة
حتىى آنتفضت على صوت تلك النغمة المزعجة :
الرسائل الواردة = 1
(( لستِ ابنتي ولا أعرفك
ما لم ترجعي للبيت فوالدك ربما يسأل عنك ))
يضغط إصبعها الصغير
الحريري الملمس على خيار :
"مسح جميع التفاصيل"
وتعود تنفث دخانها/آحلامها/آلامها..!
(5)
ألم العالم
توقفت السيارة عند باب المنزل
جلس دقائق يرتب آوراقهـ
وحينما ترجل
فوجيء بمن يعرض
غسيل سيارتهـ واقفاً أمامهـ
دار حوار قصير بينهما
تناول مايعانيهـ من جوع هنا
ليس آشد من جوع آبنائهـ هناكـ
لينتهى الحوار بحزمة ألم جديدة
تضاف لقلبهـ الصغير
الذي لم يعد قادراً علىى الاستمرار
حبس دمعتهـ بعينيهـ
وصعد الدرج بتسارع وهو يفكر
ترىى كم من الألم يسكن العالم .؟!
وكم من المطحونين يتجرعونهـ .؟!
وكم وكم وكم
ثم آستدرك وكم بي أنا من ألم..؟!!
(6)
مكتوب ياولدي
مكتوب يا ولدي مكتوب.!
رددتها جدتهـ علىى آبيهـ
ورددها آبيهـ عليهـ
كان يؤمن بها
خصوصا ليتحرر من خوفهـ
الكبير مما يخبئهـ الغد
وعزم علىى النوم قرير العين
مادام كل شيء مكتوب
حتىى آدركـ بعد عقد من النوم
أنها آحياناً كذبة الهاربين
من خطأ الآختيارات..!
(7)
إنسىى إنسانية
الإنسانية - الأنانية = س
حرف واحد يفصل بينهما
وحتىى واقعياً
ستجد "إنساناً" واحداً
من بين مائة "أناني"..!
(8)
الإختيار
المستقبل والعمر
الأحلام والإختيار
في تسارع مقيت
وبينهما طاحونة هواء
تقذنا يمنة ويسرة
فجأة وآنا آسير بلا هدف
سرحت وسرحت حتىى
بلا وعي آصطدمت بجذع شجرة مسنة
بقدر الألم الذي آصاب آنفي الشامخ
بقدر ما شدتني كلمات منقوشة عليهـ:
أنا بلا قلب سأموت وبلا عقل مجنون
لذا.. سأحكّم قلبي وآحيا لها
وإن نعتوني بالجنون..!
هنيئاً لهـ آختيارهـ .. لكن ماذا عنا..؟
(9)
صحوة
ناشدهـ باسم الرجولة
بصداقتهم
بذكريات جمعتهم
بتلكـ الأماكن التي ضمتهم
خمّارة.. غرزة.. ملهىى .. بار ..
ودخان أزرق تنفساهـ سوياً
آجابهـ ببرود:
وهل يجتمع في تلكـ الأماكن رجال..!
ثم مضى ..
(10)
ضباب
يلف تلكـ المدينة هذا الصباح
ليتكشف عن حقيقة مؤلمة
أوهمت نفسي بكذبها
ليس كل مايلمع ذهباً
وليست كل الأمكنة
تستحق لمعان الذهب ..!
(11)
ورق
أشبهـ
بحروف تتكسر علىى مرآة من فكر
تعلمنا منها صدق الورق
نهرب إليهـ لنفاجيء بـ أرقٍ أكبر
بعد أن علمناهـ فوائد الكذب ..!
(12)
رؤى
لم تكن إلا إملاءات النفس البشرية
التي تقودها هنا وهناكـ
بدون وعي ولا إدراكـ
تزف في حفلات الميلاد
وتنظم لها الأغاني
ويرقص علىى جيدها الأغراب
وفي آخر العمر
تذرف دمعة التناقض ..!
|