الاعتقاد وهو جزم القلب وايمانه بشي معين يكون خطرا على الشخص نفسه وعلى مجتمعه
بشكل عام ان انحرف عن الطريق السليم والنهج السليم لدرجة ان الشخص قد يستحل دم اخيه
من امه وابيه 0 ولو نظرنا مثلا الى من ظن ان الزكاة تدفع للنبي صلى الله عليه وسلم فقط ومنع
دفعها لابي بكر الصديق رضي الله عنه بل انه كان ينافح عن اعتقاده الباطل جازما بصوابه حتى
قال شاعرهم:
اطـعـنـا رسول الله ماكان بيننا=فيا لـعـبـاد الله مالابي بكر
ايورثها بكـرا اذا مـات بـعـده=وتلك لعمر الله قاصمة الظهر
بل ان قاتل الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه بالرغم من انه قتل ابن عم النبي وزوج ابنته ووالد الحسن
والحسين ومن المبشرين بالجنه وخليفة المسلمين ومع ذلك يمدحه عمران بن حطان قائلا:
ياطعنة من تقي مااراد بها=الا ليبلغ عند الله رضوانا
اني لاذكره دوما واحسبه=اوفى البرية عند الله ميزانا
فرد عليه احد شعراء عصره قائلا:
ياطعنة من شقي مااراد بها=الا لـيـبـلغ عند الله نيرانا
اني لاذكره دوما وألعنه=وألعن النذل عمران بن حطـانا
فلاحظوا ماذا فعلت العقيده الضاله والتي جعلته يطلب مغفرة الله ورضاه في قتل صحابي جليل نسأل الله العافيه00
بل ان التابعي العابد الزاهد عبدالله بن طلحه بن عبيدالله خرج يوم الجمل تلك المعركه التي نشبت في زمن الفتنه
ولم يكن مسلحا لانه خرج طاعة لوالده الصحابي الجليل طلحه بن عبيدالله فقط وكان يحمل مصحفا بدلا من السلاح
فأقبل عليه احد الخوارج بالرمح وهو جالس يقرأ القرآن فرفع عبدالله المصحف له وقال بيننا الحواميم من القرآن
ومع ذلك طعنه بالرمح في صدره الطاهر بالرغم من كونه اعزلا بلا سلاح فذهب الخارجي وهو ينشد قائلا:
وأشعث قوام بأيات ربه=قليل الاذى فيما ترى العين مـسـلـم
شققت له بالرمح صدر قميصه=فطاح صريعا للـيدين وللـفـم
يذكرني حامـيـم والرمح شاجر=فهلا تـلـى حامـيـم قبل التقدم
يفتخر بقتله شخص هو نفسه اعترف انه( اشعث قوام بأيات ربه )وهكذا ماتفعله العقيدة الباطله في صدور الناس
وكيف تنخر قواعد واركان المجتمع عند انحراف العقيده فيه00
وقد اتى احد الخوارج الى علي بن ابي طالب قائلا لاخير فيمن اسمي (ابوتراب)وهي كنية علي بن ابي طالب وقد كناه
بها الرسول صلى الله عليه وسلم وكان الخارجي يعتقد انها مسبه وعيب لعلي رضي الله عنه الذي ضحك ثم قال
(وتلك شكاة ظاهر عنك عارها)وهو شطر لابي ذؤيب الهذلي اصبح مثلا عند الناس لمن عيرك بشي لاعيب فيه
بل هو فخر لك 0 وهو من قصيدة ابي ذؤيب الهذلي ومطلعها:
هـل الـدهـر الا ليلة ونهارها=والا طـلوع الشمس ثـم غيارها
ابى القلب الا ام عمرو واصبحت=تحرق ناري بالشكاة ونارها
وعـيـرهـا الواشون اني احبها=وتلك شكاة ظـاهر عنك عارها
فلا يهنأ الواشين ان قــد هجرتها=واظـلـم دوني ليلها ونهارها
فأن اعـتـذر منها فأني مكـذب=وان تعتذر يردد عليها اعتذارها
وهو معنى جميل وبديع في الادب ومثله قول ابي فراس الحمداني في قصيدته الغزليه الشهيره والتي اعتبرها
اجمل ماقيل في الغزل والفخر على حد سواء لما فيها من معاني حسنه وفخر مستحق لقائلها وهي(اراك عصي الدمع)
فهو قد مزج بين الحب الجامح والفخر الراسي الثقيل وجعل الحب الذي يدفعه للطيران خلف حبيبته يتقاتل مع الفخر
الذي يدفعه للهدوء والثقل فتجده يعترف بخروج دموعه حزنا وشوقا ولكنه في نفس الوقت يخفي ذلك وحيدا في ظلام
الليل لكي لايراه احد فيقول:
بـلـى انـا مـشـتـاق وفـيـنـي لـوعـة=ولكن مـثـلـي لايـذاع له سـر
اذا الليل اضواني بسـطت يـد الهوى=وأذللت دمعا من خلائقه الكبر
ثم يعرج الى عديد من المعاني الشعريه الانيقه والتصوير البديع فيقول:
مـعـللتي بالوصل والـمـوت دونه=اذا مـت ظـمـئآنا فلا نزل القطر
بـدوت واهـلي حـاضـرون لانني=ارى ان دارا لست من اهلها قفر
وحاربت اهـلـي فـي هواك وانهم=واياي لولا حـبـك الـمـاء والخمر
ثم يشعر انه بالغ في اظهار حبه وشوقه وهو شي يتنافى مع فخره لذلك يعود مسرعا
ليظهر فخره في ابيات لامثيل لها في الادب عموما وذلك من وجهة نظري الشخصيه فتجده يقول:
تسائلني من انت وهـي عـلـيـمة=وهل بفـتـى مـثـلي على حاله نكر
فيارب دار في الظـلام مـنـيـعة=وثـبـت عـلـى اسوارها انا والفجر
وماعاد يطـغـيني بأثوابه الغنى=ولا سوف يـثـنـيني عن الكرم الفقر
سلـيـل انـاس لاتوسـط بـيـنـنـا=لنا الصدر دون العالـمـين او القبر
سيذكرني قومي اذا جـد جـدهــم=وفي الليلة الظـلـمـاء يفـتـقـد البدر
لااعتقد ان هناك روعه وسحر بلاغي ادبي كما في هذه الابيات الساحره فهو ولكونه اميرا غنيا
يقول ان الغنى لم يدفعني للتكبر ولو اصبحت فقيرا فلن يمنعني ذلك من الكرم ويدخلني في نفق البخل
وكذلك العديد من ذلك عند اطلاعكم عليها كامله لذلك اترككم بحفظ الله مع القصيده كامله: