روزمونت (ولاية إلينوي الاميركية): ستيفاني سايمون
التحقت إنجريد ماتيسون صيف عام 1986 ببرنامج دراسي للغة العربية كان معظم الدارسين فيه من أطفال متوسط أعمارهم ثماني سنوات تقريبا وكان عمرها في ذلك الوقت 23 عاما. كانت إنجريد تعيش حتى ذلك الوقت نمط الحياة السائد وسط من هم في سنها ولم تعتنق الإسلام بعد. لكنها بعد فترة ليست طويلة وجدت نفسها تجلس أمام ماكينة الخياطة وهي تحيك أغطية الرأس. وفي فصل الربيع المقبل جمعت إنجريد عددا من اصدقائها المسلمين وأشهرت اسلامها. ما حدث لم يكن امرا مألوفا بالنسبة لامرأة كندية كاثوليكية (سابقا) فقد وضعها في موقع انطلقت منه لاستكشاف الطريق.
انتخب حوالي 60000 مسلم في الولايات المتحدة وكندا إنجريد ماتيسون رئيسة لأكبر منظمة اسلامية في القارة، وهي عبارة عن رابطة مهنية وتربوية تسمى «الجمعية الاسلامية لأميركا الشمالية» لتصبح بذلك اول امرأة غير مهاجرة تتولى رئاسة هذه المجموعة. جاء انتخاب إنجريد ماتيسون في وقت صعب بالنسبة لما يقرب من 6 ملايين مسلم في الولايات المتحدة، إذ أظهرت نتائج استطلاع اجرته في الآونة الاخيرة «يو اس أي توداي» و«غالوب» ان قرابة 40 بالمائة من الاميركيين اعترفوا بالتحامل ضد المسلمين. وأيدت نسبة مماثلة فرض بطاقة هوية اجبارية على المسلمين، كما ان واحدا من كل خمسة اميركيين قال انه لا يحبذ ان يكون جاره مسلما.
ويأمل كثير من المسلمين ان تنجح إنجريد في تخفيف حدة هذه المخاوف. لا تتحدث إنجريد اللغة الانجليزية بلهجة اجنبية، كما انها لا ترتدي الحجاب، لكنها تغطي رأسها بايشارب سميك وغامق اللون. وهي رقيقة الصوت وسريعة الابتسام، تشجع بصوت عال عندما يكون أطفالها يلعبون وتساعد ابنتها في ملء استمارات التقديم الخاصة بالجامعات فضلا عن العمل معها في حديقة المنزل، وتقرأ صحيفة «نيويوركر» وتضحك في أعمال باريس هيلتون التلفزيونية. تقول أنيسة نادر، وهي رئيسة لمنظمة اسلامية تقدم خدمات اجتماعية مقرها في فونيكس، ان الكثير من الاميركيين يعتقد ان المسلمين لم يصلوا الى هذه البلاد حتى 11 سبتمبر. إلا ان مثل هذا التعليقات لم تكن امرا غريبا في الاجتماع العام السنوي الذي جمع ما لا يقل عن 32000 من المسلمين في وقت سابق من هذا الشهر. ويبدو واضحا ان إنجريد تحظى باحترام وحب واسعين، اذ تجمع كثيرون لالتقاط صورة لها، فيما جاء اب مسلم من ساوث كارولاينا ومعه بناته الخمس من اجل مقابلتها، وينظر اليها كثير من هؤلاء على انها «مثال حي لدحض الصور النمطية عن المسلمين».
الشرق الأوسط
JOKAR