وقال عليه الصلاة والسلام :
( إِنَّ لِلَّهِ عُتَقَاءَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، لِكُلِّ عَبْدٍ مِنْهُمْ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَة ).
رواه الإمام أحمد وصححه الأرنؤوط .
وكثير مِن الناس لا يُحسِن أن يسأل ربّـه تبارك وتعالى ،
وربما وَجَدْت مِن الاعتداء في الدعاء ، أو مِن تنميق الكلام
وتحسينه ما يُذْهِب لُـبّ الدعاء !
ومِن ذلك تكلّف السجع .
روى البخاري عنِ ابن عباسٍ رضي الله عنهما أنه قال :
فانظر السجعَ من الدعاء فاجتنِبْه ،
فإِني عهدتُ رسولَ اللّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم
وأصحابَهُ لا يفعلون إلا ذلك .
يعني لا يفعلون إلا ذلك الاجتِناب .
أي : أنهم يجتنبون السجع في الدعاء .
وأخرج الإمام أحمد من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت لابن أبي السائب :
واجتنب السجع في الدعاء ، فإني عهدت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
وأصحابه يَكْرَهون ذلك .
وفي رواية ابن أبي شيبة قالت :
اجتنب السجع في الدعاء ،
فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأصحابه وهم لا يَفعلون ذلك .
قال شيخ الإسلام ابن تيميّة :
قال بعض السلف : إذا جاء الإعْرَاب ذهب الخشوع .
وهذا كما يُكْره تَكَلّف السجع في الدعاء ،
فإذا وقع بغير تَكَلّف فلا بأس به
فإن أصل الدعاء مِن القَلب ، واللسان تابِع للقَلب ،
ومَن جَعل هِمَّته في الدعاء تقويم لِسانه أضْعَف تَوَجّه قَلْبه
ولهذا يدعو المضطر بِقَلْبه دُعاء يُفْتَح عليه لا يَحضره قبل ذلك ،
وهذا أمْر يجده كل مؤمن في قَلبه .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلِّم أصحابه
كيف يدعون الله ، كما يُعلِّمهم كيف يُصلّون .
روى الإمام مسلم مِن حديث طارق بن أشيم الأشجعي رضي الله عنه قَالَ :
كَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَسْلَمَ عَلَّمَهُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم الصَّلاَةَ ،
ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ يَدْعُوَ بِهَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ :
(اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاهْدِنِي وَعَافِنِي وَارْزُقْنِي).
وذلك لأن المغفرة والرحمة مُتعلِّقَة بالآخرة .
والمعافاة والرِّزْق مُتعلِّقَة بالدّنيا .
ومَن غُفِر له ورُحِم فقد فاز في ألآخرة ،
ومَن عُوفي ورُزِق في الدنيا فقد سَعُد في الدنيا .
فَدَارَتْ سعادة الدنيا والآخرة على أربع كلمات .
وسأله أبو بكر الصّدّيق رضي الله عنه فقال :
يا رسولَ اللّه علمني دُعاءً أَدعو به في صلاتي . قال :
قل : ( اللهمّ إني ظلمتُ نفسي ظلما كثيرا
ولا يَغفرُ الذّنوبَ إلاَّ أنتَ فاغفِرْ لي مغفرةً مِن عندَك ،
وارحمني إنكَ أنتَ الغفور الرّحيم ) .
رواه البخاري ومسلم .
" تَقُولِينَ : اللهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ ، فَاعْفُ عَنِّي .
رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي في الكبرى وابن ماجه ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
إذا عَرَفْت هذا ، فتأمّل في دعوات كثير مِن الناس ،
وما يَلْهَج مِن أدعية مُتكلَّفَة
واعتداء مَذموم مَنْهِيّ عنه ، تَجِد أنها خِلاف السنة ، مع ما فيها مِن تضييع الدعاء ،
والمشقّة على الناس بالوقوف الطويل .
إذ ليس كل الدعاء جائزا .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
ويَحْرُم الاعتداء في الدعاء ، لقوله تعالى :
(إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)
وقد يكون الاعتداء في نفس الطلب ،
وقد يكون في نفس المطلوب .
وقد قال أحدهم يدعو الله ،
فقال في دعائه : وتَوَفَّنَا فيمن تَوفَّيت !
فأجْزِم أن مثل هذا كثير ، وهم مَن يَشْتَغِلون بتصفيف الكلام ،
دون مراعاة الدعاء ، ودون حضور قلب .
وفي الحديث :
ادعوا الله وأنتم مُوقِنون بالإجابة ،
واعلموا أن الله لا يَستجيب دُعاء مِن قَلْبٍ غافلٍ لاهٍي .
رواه الإمام أحمد والترمذي ، وصححه الألباني .
جزاك الله خير الجزاء ونفع بك
على الطرح القيم
وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران
وجعلك ممن يظلهم الله في يوم لا ظل إلا ظله
وعمر الله قلبك بالإيمان
على طرحك المحمل بنفحات إيمانية
ولا حرمك الاجر
جزاك الله خير الجزاء ونفع بك
على الطرح القيم
وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران
وجعلك ممن يظلهم الله في يوم لا ظل إلا ظله
وعمر الله قلبك بالإيمان
على طرحك المحمل بنفحات إيمانية
ولا حرمك الاجر