هذه الآيات الكريمات، مشتملات على جملة كثيرة واسعة، من أوصاف الباري العظيمة، فذكر كمال ألوهيته تعالى، وسعة غناه، وافتقار جميع الخلائق إليه، وتسبيح من في السماوات والأرض بحمد ربها، وأن الملك كله لله، فلا يخرج مخلوق عن ملكه، والحمد كله له، حمد على ما له من صفات الكمال، وحمد على ما أوجده من الأشياء، وحمد على ما شرعه من الأحكام، وأسداه من النعم.
وقدرته شاملة، لا يخرج عنها موجود، فلا يعجزه شيء يريده.
هذه الآية تُذكرنا بالوحدة الإلهية في الكون، وبضرورة الخضوع والاعتراف بعظمة الله في كل ما حولنا، سواء كانت نعم أو ابتلاءات، فكل شيء يحدث بإرادته وحكمته..
المعنى الأعمق هنا هو التذكير بأننا كبشر يجب أن نتأمل في هذا الخلق العظيم، وأن ندرك أننا جميعًا في حاجة دائمة لرحمة الله، وأنه وحده الذي يمتلك ملكوت السماوات والأرض. لذلك، يجب علينا أن نعيش في تواضع وأن نتوجه إليه بالشكر والتسبيح دائمًا، فقد قال تعالى في القرآن الكريم: “وَقُلِ الحمدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا”. الاسراء 111
اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل، وارزقنا الفهم العميق لمعاني كتابك العظيم. آمين.
نسمات،
جزاك الله خير على التذكير