عندما هاتفني أخي الأستاذ عبد الله ناصر العتيبي ، وطلب مني كتابة موقف حدث بيني وبين أخي طلال الرشيد – رحمه الله – انتابتني حالة أعجز عن وصفها .. فالمكالمة كانت بمثابة صاعقة نزلت علي .. أعادت إلى ذهني شريط ذكرياتي معه –رحمه الله – ذكريات صداقة حميمة دامت لأكثر من سبعة عشر سنة ، لم نفترق خلالها لحظة واحدة .. وهذه الفترة لا أبالغ إن قلت أنها كانت مليئة بالمواقف ، بل كانت كلها مواقف ، ولو أردت ذكرها سأكون في حاجة إلى مجلدات ، وليست صفحة واحدة .. ليس هذا فحسب ، فالكتابة عن طلال الرشيد – رحمه الله – تؤلمني كثيرا ، وتتعبني .. ثم ما لذي يمكنني ذكره عن هذا الشامخ ، الباسق ، المليء بكل معاني الشهامة الإنسانية .. لن أستطيع ذكر شيء لأن الكتابة ستكون بالنسبة لي كالضغط على الجرح ، وأي جرح ، جرح لم ولن يلتئم .
وبعد صراع مرير مع نفسي أمسكت بقلمي .. وحاولت إعادة الشريط لأنتقي من المواقف أجملها ، ولكن خانتني الذاكرة فاختلاط مشاعري جعلها تمحو ما عليها .. فظللت أكتب كلمات ثم أمحوها ، حتى تذكرت آخر موقف حدث بيني وبينه – رحمة الله – وهذا الموقف حدث بيننا بمطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة ، ويومها كان طلال الرشيد – رحمه الله – في طريقه إلى الجزائر في رحلته التي توفي فيها رحمه الله ..
كان رحمه الله يحاول بشدة استمالتي لمرافقته لمدة أسبوع واحد ، وكان يلح علي كثيرا، إلا أنني كنت أعتذر له ، بل أقول له : (خل أيام العيد تعدي وان شاء الله يصير خير ) .. وكثيرا ما كنت أحاول إثناءه عن السفر وكنت اذكره بالمشاكل الأمنية بالجزائر ، وبما حدث أمام عينيه في رحلته السابقة من انفجار سيارة الدرك ، وكثيرا ما نصحته بالبحث عن مكان أكثر أمنا كالمغرب أو ليبيا .. غير أنني وجدته يقول لي بالحرف الواحد ( أنا بموت لو إني بفراشي بالبيت ) واللي كاتبه الله علي بيصير وبموت بأي مكان .. وكلماته هذه وقفت عندها كثيرا ..
هذا هو آخر موقف حدث بيني وبينه – رحمه الله – وكان في آخر أيامه ، وأتمنى ألا أكون آلمتكم بهذا الموقف كما أتألم أنا ..
طلال .. ستبقى .. وستبقى أنت كما أنت معي وليست ذكراك فقط ..
خانوك من خانوا بلدهم قبل خونك ياطلال ..
............. لعنة أبوهم خاينين .. لعنة أبوهم بكلّ كتاب ..
آآآآهـ يافقد" الأمير "..
لعظمَتهِ كانت مواقفُه عظيمة مع كلّ شخص مرّ بحياته ..
اللهم أسكنهُ داراً خيراً من دارهـ , وأغفر لهُ وأرحمه , وتجاوز عنه
لثقته بالقدر خيرهِ وشرّه رحمهُ الله قال تلكَ الكلمة لراوي هذه القصة ..
شُكراً همس على الطرح .. تحيــّاتي ياأختي ..
خانوك من خانوا بلدهم قبل خونك ياطلال ..
............. لعنة أبوهم خاينين .. لعنة أبوهم بكلّ كتاب ..
آآآآهـ يافقد" الأمير "..
لعظمَتهِ كانت مواقفُه عظيمة مع كلّ شخص مرّ بحياته ..
اللهم أسكنهُ داراً خيراً من دارهـ , وأغفر لهُ وأرحمه , وتجاوز عنه
لثقته بالقدر خيرهِ وشرّه رحمهُ الله قال تلكَ الكلمة لراوي هذه القصة ..
شُكراً همس على الطرح .. تحيــّاتي ياأختي ..