في ليلةٍ مقمرة، حين كان القمرُ يكتبُ ظلاله على صفحة البحر،
جلس الحنينُ على شاطئ الهوى، يتأملُ ذاته
في ثلاثِ مرايا: "هو"، "هي"، و"القصيدة".
كلُّ صوتٍ منها ينعكس على شكل موجة من نورٍ أو غياب،
وكلُّ نبضةٍ كانت محاولةً لفهمِ ما لا يُفهم، وكتابةِ ما لا يُكتب.
هناك، حيث تتقاطعُ الأمواجُ مع الضوء،
بدأ الحرفُ رحلتهُ في خيالٍ سارح وأفق فسيح،
بدأ الحنينُ يُعيدُ ترتيبَ نفسهِ في بيتٍ شارد، لا يستعيده إلا الغياب.
🌕 هو
"أنا الموجُ الذي يكتبكِ على الرمل، ثم يبكي حين يمحوكِ المدّ.
كلّما اقتربتُ من ضوءكِ، ازددتِ بُعدًا، كأنكِ قمرٌ لا يُطال،
وكأنّ الحنينَ إليكِ هو المدُّ الذي لا يهدأ."
🌊 هي
"أنا البحرُ حين يرفضُ قصر المدى وإن طال،
أنا التي أُخفي أسراري في الأعماق، وأُضيءُ وجهي حين يكتملُ القمر.
لا تُحاول أن تُبحر فيّ، فأنا أُحبُّ الغرقَ أكثر من النجاة."
✒️ القصيدة
"أنا القمرُ حين يُكتبُ على صفحة الماء، لا أُثبتُ المعنى، بل أُشعله صوتا حفيفا،
أُعيدُ ترتيبَ الحنينِ كما تُعيدُ الأمواجُ رسمَ الشاطئ، ابتسم حين تظنّان أنني أُطيعُ المدّ أو الجزر."
🌕هو:
كلّما كتبتكِ، تغيّرتِ، كأنكِ لا تُريدين أن تُكتَبي وأبوح لكِ، ،
كأنكِ تفضلين أن تبقي في الغياب، حيث لا وزن يُقيدكِ، ولا قافية تفضحكِ.
🌊هي:
"أنا لا أُكتَب، بل أُحسّ... ثم أُنسى، ثم أشتاق، ثم أعود،
كما يعود الضوءُ خجولًا إلى مرآةٍ مكسورة، لا تعكسه كاملاً، لكنها لا تنساه."
✒️القصيدة:
وأنا بينكما، أحملُ ما لا يُقال، أُخفي ما لا يُفهم،
أُعيد ترتيب الحنين في شكل بيتٍ مبتور، أضحكُ حين تظنّان أنني أُطيعكما.
كنت أحلم
أين كنت أنا من هذا الإبداع تبًا للإنشغالات ولظروف الحياة..
رحلة على جناح حرفك نحو القمر.. والبحر في منتصف الليل
كل تفصيل يدعو للجمال استوطن حرفك بأبهى صورة
نص غسل وجه الصباح فأشرق
حوار مثير للمشاعر
تصوير يأخذك لقلب الحدث
وخيال عذب يأسرك حيث لا تدري..
لا غرابة.. منك أبدا
سأعود لنصك كل ما غاب القمر
وفقدت النصوص بريقها
الهاشمي
مميز دائمًا
يختم..