في لحظات الضعف، عندما يطغى الصمت على الكلام، هناك حاجة بسيطة، لكنها عميقة: حاجة لوجود شخص يفهمنا دون أن نقول كلمة واحدة. مجرد وجوده يعطينا القوة للاستمرار. في تلك اللحظات، لا نحتاج للكثير من الكلام، بل فقط لحضور يطمئن الروح ويهدئ القلب. هو الشعور بأنك لست وحدك، أن هناك من يراك كما أنت، ويقف بجانبك دون الحاجة للتفسير.
الطبطبة هي هذه اللحظة التي تشعر فيها بالسلام الداخلي، تلك اليد التي لا تحتاج إلى لمسة جسدية لتشعر بحرارتها، بل تكفي روحه ليحس بها قلبك. لا شيء معقد، ولا شيء مبالغ فيه، مجرد حضور نقي، يشعرك بالأمان والاطمئنان، ويمنحك فرصة للراحة.
في الحياة، نحتاج لهذه الطبطبة أكثر من أي شيء آخر. نحتاج لمن يسندنا في أوقاتنا الصعبة، لنقف مجددًا ونكمل الطريق
أحيانًا، تكون الكلمات أقل من أن تعبّر عن ما يجول في القلب، فتأخذ الروح على عاتقها مهمة الهمسات الصادقة، تلامس بلمسة خفيفة ما تعجز العبارات عن الوصول إليه. هي تلك اللحظات التي يشعر فيها الإنسان أن هناك من يعتني بكل شيء بداخله دون أن يطلب شيئًا في المقابل، ببساطة لأنها تشعره أن وجوده مهم.
في خضم الحياة وضغوطها، هناك دائماً من يرسل إليك رسالة غير مرئية، يطمئنك بوجوده في كل خطوة، ليجعل قلبك يطمئن وتصبح الأيام أقل قسوة. تلك اليد التي قد لا تراها، لكنك تشعر بها وهي تمد لك الأمل في اللحظات التي تشعر فيها بأنك على وشك السقوط.
كلما ارتبكت في الحياة، تذكر أن هناك دائمًا من يضع لك في قلبه مساحة دافئة، مليئة بالصبر والود، تبقى رغم كل شيء، نبضًا قويًا في وجه الزمان.
أعلم أن الحياة قد تكون قاسية أحيانًا، وأن هناك فترات يبدو فيها الألم وكأنّه لا يرحم، لكنني هنا لأرسل لك طبطبةً صادقة، واحدة لا تحتاج لكثير من الكلمات، بل تكتفي بلمسة الروح التي تخبرك أن كل شيء سيصبح أفضل.
أنت لست وحدك في هذه اللحظات، فكلما تذكرتك، أشعر وكأنني أراهن على المستقبل، وأنت فيه مشرق، مهما كانت السحب التي تحجب الشمس. إذا شعرت في لحظةٍ بالوحدة أو الخوف، تذكر أن هناك دائمًا روحًا تنبض معك، وأنك تستحق كل لحظة سلامٍ وحب.
اعلم أن هناك من يراهن على وجودك في هذا العالم، من يؤمن بجمالك الداخلي، ويقدر قوتك في الصمت كما في الضعف. أنت تستحق الطمأنينة، كما تستحق أن تعرف أنك أشياء جميلة لن تنطفئ مهما كانت الرياح عاتية.
هذه الطبطبة إليك، من الروح للروح، لتخبرك أنني هنا، وأنك لست وحدك في هذا الطريق.
طبطبة من الروح للروح، لا تشبهها أي يد، ولا تكتمل إلا في لحظة تهيم فيها الكلمات. هي تلك الطمأنينة التي تمنحك شعورًا بأنك في المكان الصحيح، أن لا شيء في هذا العالم يستطيع أن يزعزع ما بين قلبين يتقاطعان في صمتٍ عميق.
هي لمسة الأمل حينما يحتاجها القلب، وكلمات تهدهد أعماقنا وكأنها نسمات ليل هادئ. طبطبة نابعة من النية الطيبة، تحمل خلفها الأمان وتُريح النفوس بصدقها، وتنقلك من همسات الحزن إلى أفق من الضوء.