صالح الفهيد
عطاظ
تحدثت كثيرا في هذا العمود عن الإعلام الرياضي، والضرورة الملحة لإصلاحه، وأعود اليوم لنفس الموضوع بعد أن فوجئت برئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام خلال أمسية رمضانية في الرياض قبل ثلاثة أيام ينفي وبشكل قاطع أن يكون الاتحاد الآسيوي قد فكر بما يسمى (نادي القرن) وقال حرفيا إنه سمع بالأمر مجرد سماع عام 2003م ثم لم يعد للموضوع أي ذكر، مضيفا أن منح هذا اللقب غير وارد في تفكير الاتحاد الآسيوي، خصوصا بعد مضي تسع سنوات على انتهاء القرن!
انتهى كلام بن همام وبدأ كلامي الذي يضج بالمرارة، فقضية نادي القرن أريق حولها الكثير من الحبر، بما يوازي عشرات البراميل، واستهلكت وقتا طويلا من الحوارات الإذاعية والتلفزيونية في إعلامنا الرياضي، ثم نكتشف أنه لا أصل لهذه القضية، وأنها مجرد تخرصات صحفية، والمؤلم أن إعلامنا الرياضي تعامل مع القضية بخفة لا يحسد عليها، فكان الصراع حول من هو النادي السعودي الأكثر استحقاقا للقب لا يختفي من صحفنا وقنواتنا إلا ليظهر من جديد، حتى اعتقدنا في بعض الأوقات أن الاتحاد الآسيوي على وشك الإعلان عن النادي المتوج باللقب.
تصوروا كيف استطاع إعلامنا الرياضي أن يشغل الجمهور الرياضي السعودي على مدى أعوام بقضية من نسج الخيال، ولا أساس لها في الواقع!! هل بلغت الاستهانة بالجمهور حد اختلاق قضية من العدم واللت والعجن فيها طويلا دون خوف من لحظة الحقيقة التي يكتشف فيها الجمهور أن هذه القضية من صنع خيال إعلام لا يحترم عقولهم.
وهنا أتساءل لماذا تغيب المهنية عن هذا الإعلام الذي كان يفترض فيه وهو يعطي كل هذا الزخم لهذه القضية أن يسأل الجهة المعنية وهي الاتحاد الآسيوي عن لقب نادي القرن؛ ليقدم المعلومة الصحيحة من مصادرها، فلو أن المهنية حاضرة في هذا الإعلام لطلب مدير تحرير الشؤون الرياضية في إحدى الصحف أو القنوات من أحد المحررين الاتصال برئيس الاتحاد الآسيوي بن همام لينقل للجمهور المعلومة التي لم نسمعها من بن همام إلا في أمسية الرياض! ولكان وفر على إعلامنا الكثير من الحبر والمساحات وأوقات البث، إلا إذا كان القصد هو الهاء الجمهور فهذه قضية أخرى!
أخيرا لابد من سؤال آخر: كم هي المرات التي انشغل فيها الإعلام الرياضي لفترة طويلة وأشغل معه الجمهور الرياضي في قضايا لا تختلف كثيرا عن قضية نادي القرن ؟ أترك الإجابة لكم.
العرض العادي
