07-10-2025, 04:48 AM
|
#1
|
فوق .. موج .. الحرف
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 24657
|
تاريخ التسجيل : Apr 2022
|
أخر زيارة : يوم أمس (12:16 AM)
|
المشاركات :
1,626 [
+
] |
التقييم :
35827
|
الجنس ~
|
MMS ~
|
|
لوني المفضل : Slateblue
|
|
قصيدة لم تفقد وزنها

كذاكرةٍ تتكئ على عبق زمن غابر،
تُعيد تشكيل ملامحه بين السؤال والحنين،
تبحث عن يقينٍ لم يكتمل،
عن حلمٍ لا يزال معلقًا في أعماق المدى.
تناديني...
لتسألني عن الأخبار، عن الدنيا،
عن الصحراء، أما زالت واحَاتُها تحيا،
أم ارتحلت تحت ظلّ السراب؟
عن أمجاد الأمس،
عن بغداد المنصور ودمشق الهوى،
عن ملاذ ذكر،
عن عين جالوت والزلاقة، تسألني ؟...
وكأن الزمن لم يمضِ،
وكأن الحنين يشد أوتار القصيدة
يعيد وزنها من أول وجديد.
هل كان صوتها وهي تناديني صدى للريح،
أم وشوشةَ التاريخِ في ظلّ الغياب؟
أم كان ظلَّ القصيدةِ،
يُعيدُ ترتيبَ الحنينِ في دفاترِ السراب؟
تساءلت عن العهودِ،
عن الحنينِ حين يترك الفعل المضارع،
ويسيرُ نحو سرمديّة الذكرى،
عن الفارسِ المُرتحِلِ دون جواد،
ذاك الذي لا يحملُ سيفًا،
لكنّهُ يَسكنُ في نَصٍّ لم يُكتبْ بعد،
في سطرٍ يتيمٍ،
ينتظرُ أن يُنقَشَ بالحبرِ لا بالدم.
أما كنتِ تعلمِينَ،
أن الماضي لا يُغلقُ أبوابَه،
بل يتركها مواربةً،
كي يمرّ الحلمُ عبر مسام التأريخ،
كي يلتقط العابرون
ما تبقى من أصداءِ الهزائمِ والانتصارات،
كي يُصغي الحبرُ إلى شهقةِ الأجداد،
فيكتبهم دون أن يُعلن أسماءهم.
المنافي ليستُ محضَ مسافة،
والميثاقُ ليس خريطةً تُطوى،
بل وجوهٌ تسكنُ الفراغ،
وأقدامٌ تطبعُ الصمت على عتبات الأيام.
يا قارئةَ المجدِ بين السطورِ،
أما زلتِ تفتشينَ عن الوعدِ بين بياضِ الأوراق،
عن فارسٍ لا يحملُ درعاً ولا رمحاً،
لكنه يحتضنُ حكايةً لم تبدأ
وأن الميثاقَ لا يُعلَّقُ على الجدران،
بل يُوشَمُ في نبضِ الخطى،
وفي ارتجافةِ الحرفِ حين يشتدُّ الصمت؟
الميثاقُ؟
هو ذاك اللحنُ الذي لا يُعزَف،
لكنهُ يُسمَعُ في ارتطامِ القلبِ باليقين،
في ارتقاءِ الحرفِ حين يرفضُ الانحناء.
أخبريهم أني لم أُغادر،
بل كنتُ أُقيمُ في المسافةِ بين السؤالِ والجواب،
أُرممُ المعنى،
وأُعيدُ للقصيدةِ وزنَها حين يختلُّ العالم.
لا أرتحلُ بحثًا عن غياب،
بل أُقيمُ حيث تختبئ المبادئ في نبض الحروف،
حيث يظل العهدُ غير قابلٍ للمساومة،
متجذرًا في صمتِ التاريخ.
الميثاقُ ليس وعدًا يُكتبُ على ورق،
بل إيقاعٌ ينسابُ في الخطى،
يُغني للصبر حين يضيق الطريق،
ويمنح للحرف صلابته حين تعصف به الريح.
فيا قارئةَ العهودِ بين السطور،
إن كنتِ تسائلينَ عن ذلك الوعد،
فليس في الحرفِ مهربٌ منه،
هو ظلٌ يمتدُ من أول جملةٍ حتى آخر نبضة،
وهو قَسمٌ صامتٌ،
لكنَّ أصداءَه تُسمَعُ جيدًا في لغة الزمن.
كم أحبكِ، يا وردتي البنفسجية...
فلا تهني إن غبتُ،
وضم رفاتيَ اللحدُ
ولا تهمسي للقمر عن شوقي،
ولا تخبريه عن عشقي الذي تجاوز الجنون،
بل قولي له:
إنّي أُخبّئ القصيدةَ في ضلعي،
وأهدهدها كل مساء،
حتى تكتمل على إيقاعِ المبدأ،
فالمبادئُ لا تساوم،
ك قصيدة لم تفقد وزنها,
وإن اختلّ العالم من حولها.
كنت أحلم
9/يونيو
|
|
|
|
|