09-13-2025, 09:00 AM
|
#1
|
فوق .. موج .. الحرف
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 24657
|
تاريخ التسجيل : Apr 2022
|
أخر زيارة : اليوم (12:16 AM)
|
المشاركات :
1,626 [
+
] |
التقييم :
35827
|
الجنس ~
|
MMS ~
|
|
لوني المفضل : Slateblue
|
|
عادَ ليبتسم

هنا،
على أطرافِ القمر،
تتبدَّى الذكرياتُ كأنها سرابٌ مُضاء،
أُداعبُ حاضري كطفلٍ يسألُ القمرَ عن والدهِ المفقود،
أُصغي لصوتِ الليالي حين يهمسُ: الصدى
"تذكّرْ، تذكّرْ أنّكَ من قبل لم تكن شيئًا مذكورا.
في ضوءِ القمرِ،
أكتبُ كمن يُهدهدُ صدى روحهِ على وسادةِ الليل
لا لأبلغَ غايةً، بل لأستدعيَ غيابًا تعلّمَ التنكّر،
أُسمّيهِ كي يصيرَ قابلًا للمسائلة والبوح ،
ثم أتركهُ يمضي دون أن أُغلقَ الباب..
الكتابةُ طقسُ إعادةِ الولادةِ بصوتٍ خافت،
نبضاتي تُرسَمُ على ورقِ الليلِ، وترتعدُ منها ظلالي،
أحنُّ إلى الكلماتِ كما يحنُّ البحرُ إلى ضفافِهِ،
كلُّ كلمةٍ قاربتْ روحي كانتْ جسرًا لعلَّ نفسي تعبرُ.
أُمارِسُ الذاكرةَ كمن يُروّضُ حصانًا برّاقًا،
أمسكُ زمامَ الألمِ برفقٍ، لا أَجرحهُ، بل أُعلِّمهُ المشيَ في ضوءٍ جديد،
أُعلّمُ الحزنَ أن يبتسمَ قليلًا، أن يُنادي باسمٍ إنسانيٍّ لا يُخيف،
فالاسمُ يُهذّبُ الوحشةَ ويمنحُها شكلًا يمكن احتضانه.
أُحوّلُ الألم إلى اسم،
والأسماءَ إلى أبوابٍ مشرعة على رحمةٍ صغيرة،
كلُّ اسمٍ بابٌ، وكلُّ بابٍ نافذةٌ على عودةٍ محتملة،
لا أعدُّ نصوصي طريقًا للنجاةِ فحسب، بل مرسىً لقلبي المُتعب،
لأستقبلَ ذاتي عند كلِّ شروقٍ كأنّي أراها للمرةِ الأولى.
البوح هنا ليس حبرًا فحسب،
بل احتفالٌ بصمتٍ ذو معنى شفيف يجمع بين الحزن والسرور،
تلتحفُ كلماتي محبرة الحنينِ كي لا تتيه،
تسيرُ بقبسٍ من ضوءٍ على السطور، لا تحملُ وعدًا بالوصول،
بل تمضي كما تمضي الأرواحُ في الحلم،
مطمئنّةً كمن يُخاطبُ الغيابَ دون خوف، تكتبُ لتضيء، لا لتصل.
ولا شيءَ أكبرُ من لحظةِ التسمية؛
"أسمي الغيابَ، فيصيرُ نافذةً على الاحتمال"
فيهبُ الحزنُ قليلاً من إنسانيته،
يخفُّ منهُ صخبُ العدمِ ويزدادُ حجمُهُ
بمقدارِ المساحةِ التي أستطيعُ حملَها،
فتصبحُ الأسماءُ أقدامًا للمشي، وليستْ أغلالًا تقيدك.
عبارات قصيرةٌ تُدركُ القلبَ في لحظةٍ:
• في ضوءِ القمرِ، تُصبحُ الكلماتُ أيادٍ تُطوّقُ الأحزانَ بحنوٍّ خافت.
• أكتبُ لأستعيدَ ذاتي من غياهبِ الغياب، لا لأُخبّئها في صندوقٍ منيفٍ.
• أتحالف مع الألم، فيتخفّفُ من كابوسيّته، ويصيرُ ظلًا يمكنُ عبوره.
• الحزنُ، حين يُسمّى، يذوبُ كما يذوبُ الضبابُ عندَ أولِ نداءٍ للفجر.
أخطُّ سطورًا تبدو بسيطة، لكنها تترسَّخُ كحجرٍ في جدارِ ذاكرة،
كلُّ سطرٍ استدعاءُ نفس، وتعليمٌ للحزنِ كيفَ يكونُ بشريًا.
أغادرُ الورقةَ في وقتٍ متأخر،
كمن يُطلقُ أسرارَهُ على هيئةِ طيورٍ صغيرة إلى سماءِ الغياب،
ثمّ أعودُ في الصباحِ، فأجدُ اسمي وقد عادَ ليبتسم.
الهاشمي محمد
|
|
|
|
|
|
|
وإنْ حَدَثتِ القمرَ عنّي قُولي لهُ
أُخبّئُ الشَّوقَ في ضِلْعِي وأضمهُ
" وفي صَمْتِهِ، دَفقٌ مِنَ الإلْهامِ "
هُنا صَدَى الحُبِّ يَعبُرُ كَوْنَ أغنيَتي
هُنا الحَنينُ شُجُونٌ دونَ أسْماءِ
|