أُفتّشُ في قلبي ..
فلا أجد شيئًا يريحني كما يفعل ذكرك !
لا أحسن الدعاء كل مرة ،
وَ لا أثبتُ على الطاعة كما يليق بك ،
لكنّي رغم كل شيء لا أرجو غيرك ،
ولا أطمئنّ إلا حين أقول في سري : "يا الله"
أحاسب نفسي كثيرًا ..
أعاتبها على تفريطها، على صلواتٍ سريعةً ،
على دعاءٍ بلا روح ، على ذكرٍ لا يلامس القلب ..
كلّ شيء يتغيّر داخلي :
النيّة ، وَ العزم ، وَ اليقين أحيانا ..
إلا قلقي من أن أقصّر في حبّك ،
أن تُعرض عني ، وَ لو لحظة .. فَ اللهم قلبي ..!
طبطبة من روحي لروحكِ،
كأن قلبي يهمس لقلبكِ:
“أنا هنا… لن أسلمكِ لوجعٍ بعد اليوم.”
وكلما شعرتِ أن الدنيا قاسية،
تذكّري أن لكِ في صدري وطنًا آمنًا،
يُطفئ دموعكِ قبل أن تسقط،
ويحميكِ من برد الغياب،
ويعيد إليكِ دفء الحياة بلمسة حبٍّ صادقة…
طبطبة لا تشبه أحدًا،
لأنها من رجل لا يرى غيركِ،
ولا يعيش إلا ليجعلكِ بخير.
أنا هنا لأفجر الصمت بكلمات، ولكني لن أضمن ماسيحدث بعدها..!
هذه طبطبةٌ تُقال بأناة، لا تُقال لتُجمّل الألم، بل لتضعه في غِمْد السكينة.
طبطبةٌ تُعيد ترتيب نوركِ حين يختلط على القلبِ ليلُه ونهارُه؛
تلمُّ شَعَثَ خاطركِ، وتُسدِل على قلقكِ سِترًا من يقين.
أنا هنا… لا أَعِدُكِ بما لا أملك، ولا أُغالطكِ بألفاظٍ مترفة؛
أَعِدُكِ بحضورٍ صادق: كتفٌ يحنو، وصوتٌ منخفضٌ يُروِّضُ الفوضى،
ونَفَسٌ طويلٌ يُهدهدُ الوجع حتى يهدأ في حضنِ المعنى.
إنْ ثَقُلَ اليومُ على مفاصلِكِ، حملتُ عنكِ ما استطعت،
وأعدتُ ميزانَ دمعتكِ إلى الاعتدال؛
فلا تفيضُ إلا بما يُطهِّر، ولا تجفُّ إلا بما يُقوّي.
طبطبتي لكِ ليست كلامًا يُعجِب، بل لمساتُ معنى:
أمسحُ على هاجسكِ بكلمةٍ مطمئنة،
وأُسكِتُ ضجيجَ الداخلِ بوقارِ صمتٍ يعرفُ متى يتكلّم.
وإن ضاق صدركِ، بَسَطتُ لكِ فسحةَ رَوْحٍ:
نُرتّب فيها أنفاسَكِ على مهل،
حتى يعود نبضُكِ إلى سَنَاه، ويستقيمُ خطُّ قلبكِ على الرجاء.
هذه طبطبةٌ من الروح للروح:
لا تزخرفُ وجعًا، ولا تُهدرُ دمعة؛
إنما تضع يدًا خفيفةً على موضعِ الألم،
وتقول ببلاغةِ السكون:
ربِّ حبيبي أنا التي يمتزج دمعها بماء الوضوء ،
أنا التي أعتدت على أن أكون فيّاضة وَ غزيرة ،
وَ لم أكف يومًا عن مد ضوئي لكل من طرق بابي منطفئًا ،
أفرغ عليّ صبرًا وَ اجعل آمالي تأتيني بوفرة أشعة الشمس
وَ بغزارة المطر وَ سِعة السماء ..!